الأقباط متحدون - عايز «تعارض»؟.. تعالى فى «البامية» واتصدّر
أخر تحديث ١٠:١٣ | السبت ٩ مايو ٢٠١٥ | ١بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عايز «تعارض»؟.. تعالى فى «البامية» واتصدّر

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 هل من المهم والضرورى أن يكون للسيسى معارضون، أو «معارضة»؟. طبعاً.. ومعارضة شرسة إذا لزم الأمر. طيب: هل من المجدى أن نعارضه والبلد فى موقف صعب، أو على حافة انهيار، أو انهار بالفعل ويحتاج إلى معجزة لينهض؟. طبعاً.. فلا مجال ولا وقت ولا صبر لأحد على خطأ، فبيننا وبين مؤامرة الربيع العربى «مسافة سكة». طيب: هل يجوز أن نعارض الرئيس ونحسب له فضائله وإنجازاته فى الوقت نفسه؟. طبعاً.. وإلا تحولت المعارضة إلى تربص ومحاولة هدم ورهان على فشل. طيب: هل هذا ما يحدث الآن؟. إطلاقاً!.

 
أولاً: كل انتخابات رئاسية، أو فى الغالب، تفرز معارضتها مثلما تفرز سلطة حكم. رئيس يقرر ومعارضة تراقب، وزعيم هذه المعارضة فى العادة هو المرشح المنافس. وفى حالة السيسى هو حمدين صباحى، مدعوماً بالطبع بقوى وأحزاب سياسية لها ثقل وحضور فى الشارع، ولها مصداقية. والحال أن نداهة «25 يناير» خطفت حمدين واعتقلته فى أكذوبة «الثورة مستمرة»، فى حين أن القوى والأحزاب السياسية -التافهة والانتهازية بالفطرة- غرقت فى مستنقع مصالح ومعارك صغيرة، وفشلت فى الموقفين: انحازت للرئيس إلى حد نفاقه، وعارضته إلى حد كراهية الشارع لها.. بعد أن كان يتجاهلها ويحتقرها.
 
ثانياً: من الذى يعارض الرئيس إذن؟. الكل... ولا أحد. كل من يبحث عن نصيبه من الكعكة يعارضه، ولكل طرف أسلوبه فى المعارضة. المحسوبون على مؤامرة 25 يناير لا يريدونه أساساً فى الحكم حتى بعد أن اعترف لهم بأنها «ثورة». تسألهم: من البديل؟.. فيقولون: «الثورة لازم تحكم». هذا يعنى من وجهة نظرهم أن دورة الفوضى والانفلات لا بد أن تكتمل لتأتى بنظام حكم يسمح بـ«تمكين» النشطاء والمرتزقة والهتيفة. والمحسوبون على نظام الرئيس مبارك مستاءون مما يحدث لرموز هذا النظام من تنكيل وملاحقة، ويطالبون السيسى بتحديد موقفه: إما أن تكون قطيعة نهائية.. أو «عفا الله عما سلف»، ويأخذ من نظام مبارك أفضل ما فيه ومن فيه.. إن كان هناك!. ورجال الأعمال، الذين أصبحوا أو يتصورون أنفسهم أصبحوا «فوق الدولة»، يضغطون عليه ويحاولون جرجرته بكل ما لديهم من أدوات إلى بيئة فساد تسمح باستمرار سيطرتهم على مقدرات البلد السياسية والاقتصادية. والإعلام يهرتل ويملأ الفضاء يأساً وإحباطاً، مستخدماً جهله وغطرسته، ويوهم الناس أنه يعارض الرئيس حباً فيه وخوفاً عليه وعلى البلد!. والحقيقة أنه لا يحب الرئيس إلا بـ«كام»، ولا يخاف عليه وعلى البلد إلا بـ«كيف يحافظ على مكتسباته»!. حتى مؤسسات الدولة تعارض الرئيس، بل هى أشد معارضيه خطراً عليه، لأنها أداته التى يفترض أن تكون مؤتمنة على تعهداته والتزاماته نحو المواطن.
 
ثالثاً: نحن -والحال هكذا- لسنا أمام «معارضة» بالمعنى المتعارف عليه، بل أمام عدة جبهات، كلها مفتوحة، وفى توقيت واحد. وخطورة ذلك أن ظهر الرئيس أصبح مكشوفاً، بحيث لم يعد له سوى أن يحتمى بـ«المواطن» نفسه، ويراهن عليه. كل الذين راهن عليهم السيسى عندما تولى حكم مصر.. خذلوه، إلا هذا «المواطن»، وقلة من الشرفاء يحركها خوف حقيقى على مصر إذا ما أخفق السيسى لا قدر الله. لكن المشكلة أن لدى هؤلاء الشرفاء تساؤلات مشروعة، محيرة ومربكة، ولا يعرفون لمن يوجهونها: للرئيس نفسه.. أم لشخص أو أشخاص آخرين ممن يدورون فى فلكه؟. الرئيس يعمل بكل ما لديه من طاقة، والمشهد من حولنا وفى داخلنا غامض ومخيف، وليس كل ما يعرفه الرئيس يصلح «إجابات»، ويبدو أن الرجل «باطنى».. يسمع الجميع ويأخذ منهم ما يراه -بينه وبين نفسه- صالحاً وداعماً لقراره. والذين يعملون فى فلكه -فى ظنى- جزء من تركيبته الغامضة، المغلقة، وربما لا يعرفون أكثر مما يريد لهم أن يعرفوا. هل نلتمس العذر لكليهما: للرئيس ودائرته الضيقة؟. أنت حر. حاسبه بالنتائج، وقبل أن تحاسبه.. خذ بالأسباب، وإياك أن تقفز على السياق أو الظرف المحلى والإقليمى والدولى الذى يعمل فيه. والأهم: لا تصنف نفسك «معارضاً»، بل «شريكاً» فى الحكم، لأن كلمة «معارضة» أصبحت -كغيرها من المفردات السياسية- مكروهة، ومبتذلة!. أصبحت «سيئة السمعة».. تماماً مثل «ثورة» و«ديمقراطية» و«دولة مدنية» و«حقوق إنسان» و«حرية تعبير».. إلخ.
 
رابعاً: بما أن المعارضة غائبة، أو مغيبة. وبما أن السيسى ليس ملاكاً ونظامه ليس خالياً من العيوب، وبما أن الشعب المصرى «نمرود» وابن نكتة ويموت فى «القلش».. فلا بد من تفعيل المثل القائل: «ما لقوش فى الورد عيب»، ومن ثم ستخرج عليك مواطنة فشلت فى قصة حب أو فاتها قطار الزواج، تقول إنها كرهت البلد بسبب السيسى!. أو تخرج عليك أخرى تتوحم على «البامية» وتشكو من ارتفاع سعرها فتقول إنها كرهت البلد بسبب السيسى!. أو يخرج عليك مواطن لا يجد عملاً أو يعمل ولا يعرف طريق الفساد، فيقول إنه كره البلد بسبب السيسى. وقد تجد مواطناً لا يشكو من شىء، لكنه زهقان وقرفان من البلد ومن السيسى ومن نفسه، فيقول صادقاً: «إحنا شعب زبالة»!.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع