عثمان محمد علي
لا يخفى على احد ما تعرض له القرآنيين فى الماضى القريب على ايدى اصحاب الفكر الوهابى الاخوانى المتغلغل داخل مؤسسة الازهر من وقف الدكتور –احمد صبحى منصور – عن العمل وفصله .حيث كان يعمل استاذا للتاريخ الإسلامى بجامعة الازهر. ثم إعتقاله عام 1987والزج به فى غياهب سجون الحكومه المصريه .بتهمة إزدرء ألاديان .
و إضطهادنا ومنعنا من زيارة عائلاتنا واهلنا فى القريه والصلاه معهم فى الأعياد والمناسبات حرصا على سلامتهم وسلامة حياتهم . وإضطهادهم وإس&Eتدعائهم ومعاملتهم معاملة سيئة بمقر مباحث أمن الدوله بالزقازيق (شرقيه).
و إعتقال مجموعة اخرى سنة 2000 وسجنهم ما بين سنة إلى ثلاث سنوات بذات التهمه المذكوره .
ثم إلإضطهاد المستمر الذى وصل إلى الإعلان عن إهدار دم كاتب هذه السطور ومحاصرته وعزله وأطفاله إجتماعيا وإقتصاديا .
وآخر هذه الإضطهادات ما تعلمونه الآن من إعتقال القرآنيين وحبسهم وتعذيبهم على ايدى ضباط أمن الدوله المنتمون باطنيا لعقيدة وفكر الإخوان المسلمين والذين ينفذون أجندة حكام الغد من فصيل الإخوان واصحاب رايات الإسلام السياسى وأهمها إخلاء الساحه الفكريه من خصومهم وعلى رأسهم القرآنيين والليبرالين .
وتوجيه نفس التهمه لهم (إزدرء الآديان ) وإضافة الآستاذ الدكتور –احمد صبحى منصور كمتهم اول وكاتب هذه السطور كمتهم ثان .
وفى الحقيقه عندما نمعن النظر فى هذه القضيه لا نستطيع الفكاك من تدبر حالة الحريات العامه وحرية التعبير فى مصرنا الحبيبه فى الماضى القريب ومقارنتها بحالته الآن. ولنأخذ مؤسسة الازهر المنوط به تجلية حقائق الإسلام والدفاع عن حرية الإعتقاد والتعبير –
ولنتعرف على ازهر الماضى ازهر التدين المصرى المتسامح وشيوخه وازهر الحاضر و شيوخه الاخوانيين الوهابين الدمويين
ومن المعلوم ان ألأزهر مر بمراحل كثيره منذ تولى مشيخته الإمام محمد عبده –صاحب مشروع إصلاح الأزهر فكريا وهيكليا وإنشائيا –وصاحب مدرسة الإحياء والتجديد .وما لاقاه الشيخ من خصومه مشايخ الجمود ورميه بالعماله للإحتلال الإنجليزى وهى تهمة معبأة مغلفة جاهزه لكل
الإصلاحيين عبر العصور .ثم تبعه من بعده تلامذته الشيخ المراغى ولا ننسى ازمته الكبيره وفصله من مشيخة الازهر على يد الملك احمد فؤاد بسبب تمسكه بإصلاح الازهر ومعه الشيخ شلتوت الذى وقف معه وسانده فى مشروعه الإصلاحى. وعادا للعمل مرة اخرى بضغط من مشايخ الآزهر على الملك .
المهم ان تلك الفتره الزاهره من عمر حرية الرآى والتعبير فى مصرنا فترة محمد عبده واصدقاءه وتلامذته قاسم امين وسعد زغلول والمراغى ولطفى السيد وشلتوت وابوزهره وطه حسين واحمد امين. فترة نهضة مصر وتفعيل مدرسةالإحياء والتجديد فى الفكر الإسلامى المعاصر .وإمتلاكهم ناصية الحجة والبرهان فى مشروعهم الفكري ورد الحجه بالحجه.ولم يفتوا بردة هذا او خروج ذاك عن المله او تكفير ووجوب قتل ذلك.او التوصيه بزج خصومهم فى غياهب السجون .
لذلك حظيت مصر فى عصرهم بوجود التدين الإسلامى المتسامح المحتوى لكل المذاهب والإنتماءات المختلفه(ولا ننسى فتوى الشيخ شلتوت الشهيره لتقريبه بين المذاهب بجواز تعبد المسلم السنى على مذهب الجعفريه الشيعيه وأمره بضرورة تدريس الفقه الشيعى ضمن مناهج الازهر ) حتى كتب إسماعيل أدهم رسالته( لماذا انا ملحد ) ورد عليه احد الشيوخ (لماذا انا مؤمن) وغيره وغيره .ولم يكفر احدهما الاخر .وفى ذاك العهد الليبرالى الحر للتدين ا لمصرى المتسامح كانت مصر والآزهر تحت سيادة خالصة إقتصاديا حيث كان ألازهر يعيش على عائدات الآوقاف الآهليه المصريه الخالصه وينفق منها على طلابه وأساتذته بالداخل والخارج بل تعدى ذلك فى المساهمه على الإنفاق على السعوديه ضمن أموال التكيه المصريه بمكة المكرمه والإنفاق على ضيوفها اثناء فترة الحج ..
فى تلك الفتره لم تكن مصر عرفت الإرهاب الفكرى وتقييد الحريات ونمت وترعرعت الحركه الفكريه فى مصر قبلة العرب والمسلمين فى الإبداع الفكرى.
ولكن وللأسف وطبقا لنظرية تزامن الخير والشر ووجود الصالح والطالح جنبا إلى جنب. تزامن معهم ميلاد حركة شيطانية إظلاميه تعمل فى الخفاء والظلام بدأها مدرس إبتدائى يدعى –حسن البنا –وغرس بها اول غرس ودق اول مسمار فى نعش حرية الفكر والتسامح الدينى .تلك الحركه ذات الهدف السياسى المتسربل بثياب الدين إختار لها إسم الإخوان المسلمين لزرع الطبقيه والتمييز بين ابناء الوطن الواحد من مسلمين وغير مسلمين وبين المسلمين انفسهم حيث صنف من معهم من المسلمين ومن ليس معهم خارج عن المسلمين (وهذا احد ادبياتهم ) وبدأها بين الجهلاء من غير المتعلمين لإستمالتهم وسهولة ضمهم إليه وتغييب عقولهم والسطره عليهم.وقسم جماعته إلى مجموعتين رئيسيتين أحدهما دعويه علنيه- والآخرى تحت قيادته مباشرة سرية تنظيميه قتاليه دمويه(التنظيم الخاص ) للتخلص من خصومه وتصفيتهم جسديا ولتكون نواة للجيش البديل فى الحروب الأهليه الداخليه المتوقعه فى حالة إنقضاضه على السلطه السياسيه .
ولسهولة ويسر الإنتقال بين الدول العربيه وإستمتاعه بالحريه فى مصر فى ذاك الوقت إستطاع حسن البنا نشر دعوته فى ربوع معظم الدول العربيه حتى إلتقى بنظيره الدموى الفكر الوهابى على ارض اولاد سعود فتعاون معهم وساعدوه وأمدوه بالمال لتقويض اركان الدوله المصريه وزعزعة مكانتها وتدينها السمح وإستبداله بالفكر الوهابى المنغلق المتطرف .وإستطاع حسن البنا وتلامذته من التنقيب فى تراث المسلمين حتى وجدوا ضالتهم فى المنشوده فى أقوال السلف ورواياتهم عن العنف والإستبداد الفكرى وإخضاع الناس لهم بصبغة شرعية .وبدلا من إتباع مدرسة التجديد فى تفنيد تلك الآقوال وتبرءة الإسلام منها .عملوا على تأطيرها وإتخاذ إدبياتهم من بينها وجعلوها دينهم وطريقهم للوصول إلى حكم البلاد والعباد.والتى تلاقت مع فكر محمد بن عبد الوهاب .وتغلغل هذا الفكر الدموى الجديد فى عقول وقلوب الأتباع الجهلاء وتسرب إلى ألازهر شيئا فشيئا عن طريق إعارة مشايخه إلى بلاد اولاد سعود وترييلهم على ريالاتهم وفقدان ألأزهر إستقلاله الإقتصادى .وتبعيته الخفيه لآموال النفط والجاز وفك حالة إمساك مشايخه بزيت برافينهم وتخليهم عن زيهم الرسمى ولبسهم الغطره والدشداشه والعقال وعملهم تحت عبودية وكفالة الاجلاف المتخلفين من عربان الجزيرة العربيه وتنازل الكثير منهم عن عمله كأستاذ بجامعة الآزهر إلى العمل كمدرس إبتدائى فى قرى ونجوع اولاد سعود.وبالتالى تنازلوا عن علمهم وتدينهم السمح ورموه فى جبال الرمال المتحركه بربع الجزيره الخالى وإستبدلوه برشفات العنف الدموى الوهابى السعودى وتلاقت مصالحهم مع فكر الإخوان فأصبحوا جاهزين ودعاة وخطباء مفوهين لنشر الفكر الإخوانى الوهابى الدموى. وأصبحوا قادة و كبار كوادر حركة الإخوان حفاظا على ريالتهم على الريالات والدنانير والدراهم وإرضاءا لاصحب العقال والدشاديش والغطر .وتحولت مصر بمناهج الازهر ومساجده وتلفازه ومذياعه وصحفه ومساجد اوقافه وسمواته المفتوحه عبر الفضائيات ارضا خصبة لنشر وإعتناق الفكر الإخوانى الوهابى المتطرف ولم تنجو منه السلطه السياسيه والتشريعيه والتنفيذيه ممثله بالجيش والبوليس بمصر .وقد تجلى هذا فى مزايدات اعضاء الحكومه والبرلمان المصرى على اعضاء الإخوان فى معركة الحجاب الشهيره ..
.وتهاوى وإنهاروأنحدر مشايخ الآزهر بفضل تلك الثقافه إلا من رحم ربى بين سوءتين إحداهما –السقوط فى هوة الفتاوى الغريبه الشاذه الكريهه التى تزكم من رائحتها الآنوف مثل فتاوى وقوع الطلاق إذا نظر الرجل إلى عورة زوجته اثناء معاشرتها او نظرها إلى عورته او لو تماسا بدون ثياب يستر عوراتهما –وفتوى تحريم الغناء والفنون والرسم والصور والتماثيل – وفتوى تحريم الورود عند عيادة المريض – وفتاوى الزنا ورضاعة الكبير –و-شرب بول النبى وفضلاته وووو..
والآخرى فتاوى العنف الدموى بدءا بفتوى الجواز للحاكم بقتل ثلث الرعيه لإصلاح الثلثين – وفتاوى التكفير والرده والدعوه لقتل خصومهم ..وفتاوى سلب الحريات والزج بأصحاب الرأى الحر فى السجون ..
وألاكثر غرابة هو تغلغل هذا الفقه الدموى داخل ضباط وعساكر ألامن المصرى وقوات أمن الدوله التابعين للإخوان باطنيا وإتخاذهم مكانة الإله الواحد الآحد فى محاسبتهم للمسالمين من القرآنيين وتفتيشهم فى سرائرهم والحكم على اسلامهم من عدمه .وإحالتهم للعقوبات البدنيه وجلدهم وتعذيبهم وتهديدهم بإعتقال أخواتهم وأزواجهم وإرغامهم على الإعتراف بأمور لا يعرفونها ولا يسمعون عنها .وتوجيه تهمة إزدراء الآديان لهم .تمهيدا لإغتيالهم معنويا وتصفيتهم جسديا على ايدى كبار متطرفى الإخوان وجماعات الإسلام السياسى فى السجون المصريه::
معذرة كانت هذه مقدمة لابد منها للدخول على إستنكارنا لهذه التهمه (تهمة إزدراء الإديان ) التى يحاكموننا بها لمطالبتنا بإعمال العقل وإحياء مدرسة الإحياء والتجديد فى الفكر القرآنى التى سبقنا إليها الشيخ محمد عبده وتلامذته المراغى وشلتوت .وإذا كنتم تصرون على محاكمتنا فلتحاكموا الشيخ شلتوت على افكاره وكتبه وفتاويه الإصلاحيه الشهيره عن القرآن الكريم ودوره فى العقيده .وعن شخصية الرسول عليه السلام –وعن اراءه فى السنة النبويه (الآحاديث) .والتى سنوردها تفصيلا فى مقا لاتنا اللحقه بعونه تعالى ...
نقلا عن اهل القران
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع