الأقباط متحدون - ليالي قريش.. الليلة (40)
أخر تحديث ٠٣:١٠ | الجمعة ٨ مايو ٢٠١٥ | ٣٠برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ليالي قريش.. الليلة (40)

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

دلوقتي، الكلام اللي حافظينه عن قصة أصحاب الفيل إيه؟

كان فيه ملك ظالم، اسمه أبرهة، حب يصرف الناس عن عبادة الله في بيته الحرام، عن مكة يعني، فـ بنى كعبة في بلده، وحب يصرف الناس عن الكعبة بتاعة ربنا، فـ الناس ما انصرفوش، وفضلوا يحجوا لـ بيت الله، فـ هو قرر يروح يهد بيت ربنا، خد جيش ومعاه فيل، فـ ربنا سلط عليهم طير أبابيل، دمرته هو وجيشه.

وممكن نقرا حكاية هامشية إن عبد المطلب راح له، وقال له: "للبيت رب يحميه".

تمام، تمام
بس حضرتك فيه حاجة:
هم الناس كانوا بـ يعبدوا ربنا في الكعبة، ولا بـ يعبدوا الأصنام؟
مش هم دول الناس اللي الإسلام جه، حسب تصورات كتير مننا، علشان يهدم أصنامهم ويقيم عبادة الله.

مش بس كده، ده الراجل اللي جي يهد الكعبة ده، واحد من الناس اللي كانوا متبعين ديانة "أصحاب الأخدود"، اللي القرآن واقف في صفهم، وبـ يوصفهم بـ إنهم "يؤمنوا بالله العزيز الحميد".

يعني لو هي حسبة إيمان وكفر، فـ أهل مكة كانوا كفار بـ يعبدوا الأصنام، وأصحاب الفيل يؤمنوا بـ العزيز الحميد.

يعني إيه؟
القرآن غلط؟


أهي الأسئلة اللي من النوعية دي، هي اللي بـ تمنعنا نفهم التاريخ، ونفهم القرآن نفسه، ونفضل ماشيين ورا صور اتكونت في القرن التاني والتالت الهجري، لا هي عاصرت الأحداث اللي بـ تتكلم عنها، ولا امتلكت أدوات البحث اللي بـ نمتلكها النهاردة. وهي صور ساذجة، قولا واحدا ساذجة، بـ الكتير تحكيها لـ طفل عنده سبع سنين.

أومال إيه الحكاية؟
ونعرفها ازاي لو ما عرفنهاش من الكتب اللي اتكتبت في القرن التاني والتالت الهجري؟


مبدئيا نقول الحكاية من الأول:

حكينا حكاية اليمن، ووصلنا لـ حد ما أبرهة بقى حاكم عليها، حليف للروم (أو خلينا نقول وكيل ليهم في المنطقة)، وتابع للحبشة مع شيء كبير من التوتر بينهم. بعد ما عمل حملات مكنته من المنطقة كلها، بدأ يفكر في الاستقرار، والاستقرار يعني الاقتصاد، والاقتصاد يعني التجارة، والتجارة بـ طلع عن طريق الحجاز أو نجد، الأقرب له الحجاز. تجارة الحجاز تحت إشراف مدينة اسمها مكة، بـ تحكمها قبيلة اسمها قريش، وعاملين نظام تجاري قوي، وعاملين مركز قوي فيه كعبة يوم بعد يوم بـ ترتقي، وموسم الحج فيها بـ يكتمل.

أول حاجة عملها أبرهة هو الماركتينج الديني لـ مشروعه، إحنا قلنا إن الفترة دي كانت عصر ديني بـ امتياز. من هنا جه الترويج لـ قصة أصحاب الأخدود، الناس المؤمنين الصالحين اللي ارتكب الملك اليهودي ف حقهم محرقة، لـ مجرد إنهم ناس مؤمنين بـ الله.

خطاب المظلومية ده انتشر في الجزيرة العربية بـ الفعل، وبقى من البديهيات، وقصة أصحاب الأخدود بقت رمز لـ "الاستشهاد" من أجل الإيمان بـ الله، وطبعا أبرهة اشتغل، فـ عمل موسم حج في كعبة نجران، اللي كانت موجودة بـ الفعل زي ما نوهنا في تاني ليلة عن الكعبات في الجزيرة العربية، علشان يكبر ويوسع موسم التجارة اليمني، تمهيدا للسيطرة على الطريق كله، وده طبعا يعزز موقعه وموقفه عند الرومان، ويبثت ملكه في المنطقة كلها.

الحركة دي كان معناها بـ بساطة إنك بـ تعادي قريش وش، وبـ تهددها في أعز ما تملك، نظامها التجاري اللي قعدت تبني فيه جيل ورا جيل، "الإيلاف" الرهيب، اللي بـ سببه بقى فيه رحلة في الشتاء ورحلة في الصيف، الرحلتين اللي أطعموا قريش من الجوع، وآمنوها  من الخوف.

طب مكة هـ تسكت؟
أبرهة هـ ينفذ حملته؟
طب العرب اللي عاملين الإيلاف مع مكة موقفهم إيه؟
طب إيه؟

طب بكرة.

نقلا عن دوت مصر


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع