الأقباط متحدون - إعلام البامية
أخر تحديث ٠٢:٣٨ | الجمعة ٨ مايو ٢٠١٥ | ٣٠برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إعلام البامية

زكريا رمزى
جميعنا فى مصر يعرف أن كل الخضروات والفاكهة عندما تكون فى بداية موسمها تسمى "بشاير" فيكون المطروح منها بكميات قليلة وسعر مرتفع ، ولو سألت أى شخص ستجده يعرف هذه المعلومة جيدا ويدرك فحواها .

فكيلو الملوخية فى بداية موسمها يصل الى عشرة جنيهات ثم ينخفض الى جنية واحد ، فهى سياسة العرض والطلب وهذه اسعار متحركة لسلع تتغير باستمرار مرتبطة فى ذلك بعوامل متعددة من أهمها حالة الجو والنقل .. الخ .

والتركيز على إرتفاع هذه السلع وهى "بشاير " من قبل الاعلام المصرى فى هذه الأوقات يضع علامات إستفهام حول هذا الإعلام ولاسيما أنه يعرض هذا الموضوع بطريقة مبالغ فيها بينما يتجاهل أمور كثيرة تهم المواطن المصرى .

ولابد هنا ان نشير الى أن من يملكون أغلبية وسائل الإعلام الخاصة الآن هم مجموعة من رجال الأعمال الذين يرون أنهم يستطيعون توجيه دفة المزاج الشعبى إلى ما يرغبونه هم وبهذا يقدمون رسالة إلى صانعى القرار أننا نستطيع أن نفعل الكثير .

رجال الأعمال هؤلاء الذين جمعوا ثرواتهم من كد الكادحين يستمرون فى إبتزاز هؤلاء من أجل ثروات أكثر بل ونفوذ أكبر ، ولا سيما أن الانتخابات البرلمانية قادمة والتغييرات الوزارية فى الطريق ، فنجد مثل هذه الأمور تنشط قبل هذه التغييرات .

رجال الأعمال الذين تبرعوا بالملايين قبل ذلك على شاشات الفضائيات  للصناديق الخيرية التى أنشأت فى الآونة الأخيرة وفى الواقع لم يدفع هؤلاء جنيها واحدا ، وهو مزيد من الخداع الذى يمارسه هؤلاء على العامة .

ان اعلام رجال الاعلام يعتقد أنه يستطيع أن يديرالدولة فى غياب الحكومة أو وجود حكومة مهترئة لا تستطيع حتى أن تقوم بفتح محطة مترو على مدار عامين .
الإعلام يعرف مدى ضعف الحكومة ويستغل هذا الضعف فى تشويه النظام كله من أجل مصالح شخصية وليست مصالح وطنية .

إن اعلام "البامية " يديره مجموعة من مقدمى البرامج الذين كونوا الملايين واشتروا الفلات والقصور ، فتجده يتحدث عن حالات إنسانية صعبة وهو يتقاضى آلاف الجنيهات فى ساعتين ، تجده وطنى جدا فى برنامجه ولا تستطيع حتى أن تتحدث معه خارج الهواء وحتى لو كان الأمر يتعلق بحياة مئات الأشخاص .

متى يتحول إعلام رجال الأعمال إلى إعلام وطنى خالص يخدم الوطن مجرد من أى غاية ؟ متى نجد اعلام " البامية " ينتقد على هؤائه صاحب القناة كما ينتقد رئيس الجمهورية ؟ أم أن صاحب القناة ملاك لا يخطىء .

نداء إلى اعلام البامية ، أتركوا البامية وامسكوا فى المواطن اخدموه كما تأخذوا منه ، الخدمة هى المشاركة والنقد البناء , فنحن نريد إعلام حر ولا نريد "بامية "


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter