نعيم يوسف
للأسف.. وعلى الرغم من قيام الشعب وفي مقدمتهم النخبة السياسية بثورتين مفاجئتين -على الأقل للشعب نفسه- إلا أن كل المؤشرات تدل على الدفع في إتجاه واحد وهو الفراغ السياسي في مرحلة ما بعد السيسي.

انتقال السلطة إلى مبارك بعد "اغتيال السادات" مر بسلاسة على الرغم من الاحداث العاصفة التي صاحبت الإغتيال وذلك بسبب ذكاء السادات الذي رتب لهذا إلا أننا رأينا الفترة الماضية صعوبة انتقال السلطة لشخصية مثل السيسي الآن وذلك بسبب الغباء السياسي لنظام مبارك الذي رسخ لدولة الفرد.. والفرد فقط!!!

بالطبع هناك العديد من النماذج والشخصيات "المغمورة" والمحترمة والقادرة في نفس الوقت على قيادة البلاد في مرحلة عصيبة، ولنا في المستشار عدلي منصور الرئيس السابق مثالا... ولكن هذه النماذج تحتاج إلى دعم وإبراز لكي يكونوا في مرمى بصر الشعب... ولا يحدث معهم ما حدث مع المستشار منصور عندما أخطأت حتى الصحف في نشر صورته.

كل مفردات المجتمع للأسف تدفع في اتجاه دولة الفرد التي بسببها نعيش في شبه فراغ سياسي، دون وجوه سياسية قادرة على إدارة المشهد في مرحلة ما بعد السيسي.. فالاحزاب التي من المفترض ان تفإل هذا مشغولة بفتات قوائم البرلمان ولا تنظر سوى "تحت رجليها" ، فالدولة لا تريد نجوما غيره.. حتى يستطيع تنفيذ مشروعه الذي هو أيضا في مصلحة الوطن... ولكن علينا أن نتذكر جميعا ماذا فعل الفراغ السياسي في ليبيا التي كان بها رخاءا إقتصاديا بالفعل.