بدأت الحياة تنسحب من جسد الشاب عبدالغني عادل الذي لم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره فمنذ عامين والهواء يرفض الدخول إلي جسده وبدا لون الجلد
يتحول إلي الأزرق والجانب الايمن من القلب أعلن العصيان أما الرئة فقد حدث بها ارتفاع شديد في الضغط وامام هذه الحالة النادرة اعترف الاطباء بحيرتهم واكتفوا بتوصيل أنابيب الأوكسجين.. يتهامسون بأن الحالة حرجة ولن يعيش صاحبها اكثر من عام واحد فالحالة أصبحت في منتهي الخطورة. وقرر الدكتور جلال السعيد أستاذ امراض القلب بطب قصر العيني تبني الحالة بعد أن توسل له المريض قائلا: أرجوك افعل أي شيء حتي استطيع التنفس وأعود الي الحياة..
يقول دكتور جلال تلك العبارة هزت مشاعري.. قررت أن أتحرك فالفحص الأول أوضح لي أن عبدالغني يعاني من سرعة التجلط في الدم نتج عنه عدة جلطات بالقدمين لم تفلح معها الأدوية المسيلة للدم.. الجلطات تحركت بسرعة البرق الي الرئة مما جعله يعاني من ضيق شديد في التنفس وارتفاع شديد بضغط الرئة أدي إلي تضخم في البطين الأيمن وهبوط في وظائف الناحية اليمني من القلب وأثبتت الاشعة وجود انسداد غريب الشكل داخل افرع الشريان الرئوي جعلها اشبه ماتكون بأفرع الاشجار الجافة.
الدكتور جلال عرض الحالة علي د. مداني بجامعة كاليفورنيا والذي اخترع جراحة ازالة الانسداد الرئوي.. لكن الجراح الأمريكي وصف العملية بأن بها درجة عالية. لم يفقد الدكتور جلال السعيد الأمل فانتهز فرصة مشاركة الدكتور مجدي يعقوب في أحد المؤتمرات العلمية بالإسكندرية وعرض عليه الحالة فأجراها في مركز يعقوب بأسوان وبعد6 ساعات كاملة خرج علي الجميع مبشرا بنجاح العملية بعد إزالة التجمع الدموي بالشرايين والذي تشبه شجرة كاملة بفروعها لتكون هذه العملية الوحيدة التي تجري في مصر لاستئصال انسداد رئوي. |