الأقباط متحدون - آلاء الكسباني تكتب: يوميات فتاة سمينة
أخر تحديث ١٥:٠٨ | الثلاثاء ٥ مايو ٢٠١٥ | ٢٧برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

آلاء الكسباني تكتب: يوميات فتاة سمينة

آلاء الكسباني
آلاء الكسباني

اعرفكم بنفسي.. أنا آلاء.. فتاة في العشرينيات من عمرها.. احب كل شئ جميل في الحياة بوجه عام والطعام بوجه خاص.

نعم.. أنا “طفسة” للغاية، وذواقة من الدرجة الأولى، بل وطباخة بريمو أيضا.. الطعام بالنسبة لي فن، يغمرني إحساس بالسكينة والأمان عند تناول الحلويات بالتحديد، واقع في غرام الأكلات مرارا و تكرارا مهما تذوقتها.

ورغم نظرتي لهذا الأمر على أنه أحد مميزاتي المهمة، إلا أن من حولي يعتبرونه عيب لا يمكن السكوت عليه أو التغاضي عنه أو ببساطة عدم اختزال شخصيتي فيه.

منذ طفولتي وأنا فتاة سمينة.. ازيد عن وزن الأطفال من حولي بعض الكيلوجرامات، وهو ما جعلني محط سخرية من أصدقائي، وأحيانا من المدرسين!

لم اعش طفولة سوية أبدا في كل المراحل التعليمية، خصوصا بعد أن التحقت أختي الجميلة الرشيقة بنفس المدرسة، حيث ظلت جملة “أنتي بتاكلي أكل اختك ولا إيه” تلاحقني، ومشهد التفاف فتيات الفصل حولي بالصف الأول الإعدادي وغنائهم “يا تخينة يا فشلة” من فيلم “خلي بالك من زوزو” يحاصرني في أي مرآة، ودائما ما كان مستر أسامة مدرس اللغة الإنجليزية يشتكي لأبي يوم زيارة الأهالي للمدرسة.. ليس من غبائي أو فشلي أو عدم تفوقي – لا سمح الله- بل “من إني مليانة وبالبس بنطلونات”!

ورغم كل هذا إلا أنني وصلت للثانوية العامة بنجاح!

وهنا بدأت ميولي كأنثى في أشد مراحل المراهقة حساسية تظهر بقوة، فبدأت اهتم بمظهري وبملابسي أكثر، وكانت أول من شجعتني على هذا هي أمي.. نعم.. بدأت أمي تلقي علي عبارات من قبيل “انتي بتتذوقي قبل ما تنزلي الدرس ليه؟ انتي فاكرة إن في حد هيعاكسك؟ ده أنتي تخينة”ـ أو “طبعا ما أنتي عندك نقص وعايزة تحسي إنك مرغوبة.. بلاش قلة أدب وخشي غيري اللبس ده”.. والله وحده يعلم أن ملابسي لم تكن “قليلة الأدب” وأنا لم ارغب قط في إن “حد يعاكسني”.

وبالرغم من هذا، ظللت على قيد الحياة، ودخلت المرحلة الجامعية، وتعد هذه المرحلة هي أعلى الليفيلات، فهنا قابلت الوحش!

فقد استمرت سخرية أمي ونقدها اللاذع لي، كما استمرت سخرية أصدقائي بالكلية، لكنها متخفية في شكل مزاح برئ، وظهرت لي كائنات جديدة.. شريحة “الطنطات” في حياة كل فتاة.. طانط فكيهة جارتنا وطانط زينب الخياطة، وحتى طانط ابتسام في شؤون الطلبة.. كلهن كن يتطوعن لإخباري بأن حجم مؤخرتي تتناسب طرديا مع حجم مدينة أطلانطس الضائعة، وأنه إن لم افعل شيئا بهذا الشأن، سأظل بلا عريس! بل ويسردن لي تجارب اقربائهن مع “الدايت” وكيف أن سميرة بنت أم سميرة أصبحت مثل غصن البان بعد أن شربت الكثير من شاي الدكتور منج الصيني أو أن شُرب الجنزبيل صباحا يفقدني 100 غرام او الليمون المغلي او غيرها من الوصفات الفعالة اللولبية الحلزونية التي تجعلني جينيفر لوبيز في 10 أيام.

ودعونا لا ننسى التحرشات البريئة في الشارع علي شاكلة يا كومبو.. يا وحش.. بطل.. كفاية أكل بقى.. كل دي (مؤخرة) بس بتتقال باللغة العامية الجميلة.

مشكلتي الأكبر تكمن في أنه كلما نزلت انا بـ أبديت جديد لمشاعري لكي اتحمل كل هذا “السف”، طوروا هم من آبديت سخريتهم وخجلهم، بل واشمئزازهم أحيانا من شكلي، فقد تيقنت أمي أنني ابتلاء من الله يجب الصبر عليه، وأنني لن اتزوج مطلقا، لأنه لا يوجد رجل يستطيع أن يمارس الجنس معي بشكلي هذا.

لطالما تساءلت لماذا يركزون على حجم مؤخرتى؟ ماذا سيستفيدون من إحصاء كم السعرات الحرارية المختزنة بجسدي؟ لماذا يتركون مشاكلهم وهمومهم ويركزون في عدد السندوتشات التي اتناولها؟ أنا لا أستنشق أكسجينكم.. لا اشرب مياهكم ولا استهلك المخزون العالمي من الطعام ولا أسبب المجاعات.. لا ازحم الطرق.. أنا فقط إنسانة.. إنسانة ترغب في أن تُترك وشأنها.

لم أجد لأسئلتي إجابة قط.. هل يستطيع أحد أن يجيبني؟

نقلا عن za2ed18.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع