بقلم : نبيل شرف الدين | الاثنين ٤ مايو ٢٠١٥ -
٤٤:
٠٨ م +02:00 EET
داعش
عقب العمليات العسكرية الغربية بليبيا، بدا الأميركيون منتشين. فقد نشرت «فورين أفيرز» مقالاً للمندوب الأميركى الدائم لدى «الناتو» إيفو دالدر، والقائد الأعلى للتحالف بأوروبا جيمس ستافريديس: إن عملية الناتو بليبيا تستحق وصفها بالتدخل النموذجى. وعقب مصرع القذافى قال أوباما: «حققنا أهدافنا دون الاضطرار لوضع فرد واحد بقواتنا المسلحة بريًا»، وبالفعل بدا حينذاك أن واشنطن نجحت بتحقيق ثلاثة أهداف بعملية واحدة هى: دعم ما يُسمى «الربيع العربى»، وتفادى حدوث إبادة جماعية، وتدمير ليبيا كمصدر محتمل للإرهاب. لكن تبين لاحقًا أن هذه الاستنتاجات كانت متسرعة، فإلقاء نظرة متأنية سيتضح أن تدخل أوباما كان فشلاً ذريعًا لأن ليبيا فشلت بتأسيس دولة ديمقراطية عصرية، بل تحولت لدولة فاشلة. وتحولت البلاد لملاذ لميليشيات تنظيمى «القاعدة» و«داعش».
ومصريًا رصدت الأجهزة تشكيل مجموعات إرهابية جديدة بمناطق ليبية متاخمة للحدود بإشراف أيمن الظواهرى لاقتحام البلاد واستهداف الجيش، وتسعى لزيادة عناصرها لنحو 15 ألف مسلح أبرزها مجموعة مصرية تابعة لتنظيم الإخوان الدولى وتتلقى تدريبات عسكرية بمنطقة «الخبطة» التابعة لمدينة درنة، وضبطت الأجهزة رسائل الظواهرى للمجموعات الإرهابية التى أطلق عليها «الجيش الفاتح» تحرضهم على تجهيز أنفسهم لغزو مصر وتحريرها من السلطة الكافرة، وقال بإحداها إن هناك عدة جهات تدعم تلك الميليشيات بالمال وأحدث الأسلحة وأن عمليتهم الأولى ستكون تهريب قادة الإخوان، وكشفت الرسائل أن أكثر من 500 مسلح انخرطوا بتلك الميليشيات الأمر الذى أدى لتعزيز قوات الجيش المصرى بالشريط الحدودى الغربى، إضافة للاستعانة بالقوات الخاصة وطائرات الاستطلاع والدوريات المكثفة.
وكشفت الأجهزة أيضا مخططًا لمخابرات إيران وقطر وتركيا لتصعيد العمليات الإرهابية بالصعيد، انطلاقا من السودان، وذلك من خلال تدريب ما يُسمى جيش «دامس» - دولة مصر والسودان - بأيدى الحرس الثورى الإيرانى يدربون بإيران ويرسلون للسودان لاستكمال تدريباتهم بأيدى مخابرات قطر وتركيا بجنوب السودان، ويوجد لهم معسكرات تدريب شمال السودان تأهبًا لنقلها للصعيد عبر «درب الأربعين» الوعر.
وتُقدّر منظمة «هيومان رايتس ووتش» حجم الأسلحة بليبيا بنحو عشرة أضعاف نظيرتها بالصومال أو أفغانستان أو العراق. ولعل الخطر الكبير يتعلق بأنظمة الدفاع الجوى المحمولة، المعروفة بمصطلح «المنصات البشرية» التى يمكن استخدامها لإسقاط طائرات مدنية وعسكرية، ومنذ فبراير 2012 وصل عدد هذه الصواريخ المفقودة لنحو 15 ألفاً وفق مسؤول بالخارجية الأميركية نشرها بصحيفة «واشنطن بوست» وكلفت عمليات جمع السلاح 40 مليون دولار لشراء 5 آلاف قطعة، لكن مئات الصواريخ لا تزال مفقودة، وسقط بعضها بأيدى جماعة «بوكو حرام» شمال نيجيريا، بينما عُثر على العشرات منها أيضاً بالجزائر ومصر.
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع