الأقباط متحدون - العرف يحكم
أخر تحديث ٠٠:٥٣ | الاثنين ٤ مايو ٢٠١٥ | ٢٦برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العرف يحكم

محلب
محلب
مينا ملاك عازر
في بلادنا عُرف الديك ليس هو الوسيلة الوحيدة لسيادة الديك على الفراخ ولا القانون على العباد، وفي ظل غياب الدولة وتحالف الحكومة مع السلفيين حيث لا قانون ولا دولة ولا اعتراف بالدولة أصلاً، يسود العُرف ويحكم وتحكم الفوضى وتنتصر أمريكا في فوضى ليست خلاقة وإنما هدامة.
 
لذا أنت لست في دولة القانون ولا دولة مؤسسات وإنما دولة مهدمات حيث تنهدم الدولة وتقوم القبيلة والعائلة، وإللي مالوش ضهر يتضرب على بطنه ويتضرب بالج... وعليه فإن لم تمتلك سلاحاً فأنت إما غلبان أو لا تستطيع استخدامه، وإن امتلكت السلاح فأنت حتماً إرهابي رسمي أي تابع للدولة أو إرهابي منشق على الدولة وتحاربها.
 
وفي الصعيد تترك الدولة الأقباط ليتفاوضوا مع الإرهابيين، وفي سيناء تحارب الدولة الإرهابيين، ولو فاهم الفرق بين هؤلاء وأولائك الإرهابيين ما تكملشي المقال، ولو مش فاهم اسمح لي أقول لك إن إرهابيو سيناء منشقين على إرهابيو الدولة وإرهابيو الصعيد هم إرهابيون تحت طائلة الدولة وفي معيتها ومثلهم في ذلك مثل إرهابيو الترابين ومن معهم في تحالفهم الذي يحارب الإرهابيين المنشقين على الدولة.
 
وفي ظل غياب الدولة وهيمنة الإرهاب وضرب يمين الإرهابيين ليساره مثلاً تجد نفسك محتاج لأن تقف في المنتصف وتقول تحيا مصر فتحيا مصر، ويقف الرئيس السيسي مندهش من أن أعوانه يتعاونون مع مشاريع لإرهابيو سيناء وهم يعيشون في صعيد مصر ويقول هو الآخر تحيا مصر فتحيا مصر.
 
ورغم أن مصر ليست بلد إرهابي لكنه كتب عليها آخر خمسين عاماً تقريباً بل يزيد أن يحكمها إما إرهابي أو متحالف مع إرهابي ضد آخر أو ضد الشعب، فتحالف الملك فاروق مع الإخوان ضد الشعب وتحالف ناصر معهم في البداية ثم أرهب بهم الشعب ليَرهَبه الشعب ثم تحالف معهم السادات ومن بعده مبارك ثم حكمنا المجلس العسكري متحالفاً معهم ثم حكمونا هم بأنفسهم ثم أتى السيسي وللأسف يشهد بعينه كيف يتحالف معاونيه مع الإرهابيون الجدد وأصل الإرهاب السلفيون بدلاء الإخوان في ملعب الإرهاب المتحالف مع الدولة.
 
والعُرف يحكم لأن القانون يغيب، والدولة تحرض على غيابه في مواقف وتستدعيه في أخرى وكأنها تحرك قطع شطرنج، وتحلم أن الغد أفضل فيموت القانون مختنقاً بفعل الغاز المسيل للدموع في رابعة، ويأمن الإرهابيون على أنفسهم ويخرجون من الاعتصام ليعودوا فيفجرون ويخربون وينتقمون من نفس هؤلاء الذين أمنوا لهم خروج آمن.
 
وآخر القول، إن أردتم أن تحيا مصر فيحيا القانون أولاً، وإن أردتم أن يحيا العرف فلتنحوا مصر وليبقى محلب ومحافظ المنيا ومدير أمنها المتحالفين مع السلفيين ومن يراضوهم، ولا تهتف يا ريِّس ثانيةً بحياة مصر.
 
المختصر المفيد مصر فوق محلب ومن على شاكلته من الفشلة المتعاونين مع الإرهابيين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter