حزب النور بمجرد أن سمع بأن هناك لجنة لمراجعة مناهج التعليم هرع إلى الوزارة، والتقى الوزير، الحزب شغال الله ينور.. وفق أجندة سلفية (الذراع السياسية للدعوة السلفية)، طبعاً الطريق سالكة، والإشارات كلها خضراء، لا يوجد منافس دينى ولا مدنى، جماعة الإخوان راحت مطرح ما راحت، والأحزاب المدنية كل فى وادٍ يهيمون، تركوا الجمل بما حمل لحزب النور يرتع ويلعب.

 

الحزب لا يفوّت فرصة سانحة للتسلل إلى عصب الدولة إلا وانتهزها. الحزب سارح فى البنية الأساسية للدولة المصرية، يمارس تمكيناً علنياً، حزب لا يخفى هويته، ولا يتخفى من مرجعيته الدينية، ويحكمها فى مشواره نحو أغلبية البرلمان فى ظل تهافت الأحزاب المدنية على نصيب فى القوائم، قوائم حزب النور جاهزة وشغالة، والمؤلفة قلوبهم من المسيحيين والنساء سدوا الثغرة، والسكر والزيت ظهر ثانية وخلفه الشعار منور.

 

الحزب يتحرك طولاً وعرضاً فى البلاد، وذراعه السياسية تحتل الفضاء ليلاً، وذراعه الدينية ركبت المنابر ثانية، ورأسه «يونس مخيون وشركاه» يجولون فى وزارات الدولة يفرضون أنفسهم فرضاً على مشروعات وقرارات الحكومة، الحزب يدس أنفه فى كل كبيرة وصغيرة، متسلحاً بالشرعية، شرعية الحزب، وحقه فى المشاركة، ويدخر «الشريعة» لغزوة الصناديق، ينفقون كالإخوان إنفاق من لا يخشى الفقر!!.

 

الحزب عينه على وزارة التعليم منذ زمن الإخوان، وقاتل على حقيبة التعليم فى حكومة قنديل، وعلى رئاسة لجنة التعليم فى مجلس شعب الكتاتنى، ولكن كله كوم وغزوة المناهج فى حكومة محلب كوم، فليحذر وزير التربية والتعليم من جماعة حزب النور، مناهج حزب النور لا تنير شعباً.

 

لقاء الوزير وحزب النور على أرضية المناهج، حتماً ولابد أن تعلن تفاصيله على الملأ، ولا يترك أمراً جللاً كتطوير المناهج لوزير التعليم يلتقى من يشاء بغير حساب مجتمعى، أخشى أن حزب النور يمارس ضغطاً على الوزير ونحن عنه غافلون.

 

لن نصمت على كلام عايم، يقول الحزب: «طالبنا بوجود معايير لقبول المناهج»، يعنى إيه، ممكن سعادة الوزير يوضح لنا ماهية المعايير، إن المعايير تشابهت علينا، حزب النور سعى ساعياً إلى الوزارة، هل فكرت الأحزاب المدنية فى أن تغبّر قدمها نحو الوزارة فى هذه القضية المفصلية.. لماذا تنكص الأحزاب المدنية عن السعى؟.. أحزابنا المدنية مشغولة لشوشتها فى احتراب داخلى، فى شغل عن مهمتها فى تأسيس الدولة المدنية التى تعاهدت عليها فى 30 يونيو، وتنكبت الطريق، وحزب النور واخد فى وشه، ماسك الطريق، سيصل حتماً إلى نهاية السباق، كما خُطط لهم بديلاً عن الإخوان ليس بعيداً عنهم.