بقلم يوسف سيدهم
أمس السبت وافق ذكري رحيل أنطون سيدهم عن عالمنا…عشرون عاما انقضت منذ وفاته في2مايو1995..نتذكر هذا اليوم بعد أن تذكرنا في 3مارس الماضي مرور مائة سنة علي ميلاده في 1915,وبينما تحل علينا هذه الذكريات العزيزة كل عام تبقي الذكريات التي تحمل أرقاما أساسية كالمائة سنة علي ميلاده والعشرين سنة علي رحيله لها وقع خاص ومذاق مختلف.
لست أكتب اليوم لأستفيض بقلمي في الحديث عن أنطون سيدهم ورسالته ومآثره ووطنيته,لكني أفسح هذه المساحة التي طالما شغلها بعقله وقلبه وفكره لنتذكر معا ماذا قال..وماذا قيل عنه…تعالوا معي في جولة عبر ما قال وما كتب:
**المواطن الصالح بيعيش في وطنه ويشعر بكل اللي بيحصل فيه,ويكون له رأي في التعامل مع واقعه وكيفية تغييره…وعليه أن يعبر عن ذلك بالمشاركة الحقيقية في مختلف منابر التعبير عن الرأي وصناعة التغيير.
**الضرايب مش بتخرب بيت حد…ولازم تدفع الضرايب اللي عليك عشان ربنا يبارك في فلوسك وبيتك وولادك.
**أنا أدافع عن المسيح؟…المسيح قوي ويقدر يدافع عن نفسه…أنا أشهد للمسيح بالمحبة وهو عليه يكمل عمله.
**الميراث اللي حاسيبه بعد ماأموت يتقسم بالتساوي بينك وبين إخواتك البنات…إحنا مفيش عندنا فرق بين الولد والبنت.
**المسلمين في مصر أهلنا وإخوتنا,ومهما حصل للأقباط من المتعصبين والمتطرفين والإرهابيين مش لازم يخلطوا بين المسلمين وبين مدعي الإسلام.
**لقد أهدينا للإنسانية حضارة قادتها إلي النور…وأعطينا البشرية خيرا وجمالا وحقا وقيما علي رأسها وحدتنا الوطنية…فما أجدرنا اليوم أن نواصل عطاءنا ونحافظ علي وحدتنا ونتولي وأد التيارات الرعناء التي تحاول أن تعصف بالغالي من قيم هذا الشعب وتقضي علي مفخره من مفاخره العظيمة وهي وحدته الوطنية رمز نضاله وركيزة مستقبله وطريق عزته ونهضته.
**أما أقباط مصر فعليهم التحلي بالهدوء والحكمة والسلام,إذ أن محبة إخوتنا المسلمين لإخوتهم الأقباط لا شك فيها,فهم عظمنا ولحمنا ودماؤنا,وعلاقتنا بهم قوية وأصيلة لن يعتورها ضعف أو وهن,أما هذه الفئة الضالة المعتدية فليسامحها الله وليهدها سواء السبيل,ولنصلي لإله السلام أن يحافظ علينا أجمعين ويعطينا سلاما ومحبة وهدوءا ويحمي وطننا العزيز من كل سوء.
**ماذا ننتظر من شباب قد تم شحنه منذ صغره بما تحويه الكتب المدرسية ومايردده مدرسوه,ومايصدر من خطباء المساجد والإذاعات والمؤلفات المتعصبة من إساءات للدين المسيحي وحض علي كراهيته واحتقاره وحمل البغضاء لمعتنقيه…النتيجة الطبيعية لكل ذلك هي تلك الانفجارات التي تحدث ضد الأقباط من حين لآخر.
**هذه هي المعاملة الشاذة التي يعامل بها الأقباط في الوقت الحالي,والتي تبغي استبعادهم من الحياة العامة,والوظائف بالحكومة والقطاع العام والبنوك وخصوصا من المراكز الرئيسية..سامح الله المسئولين عن تبني هذه السياسة الخطيرة.
**سبق وأن كتبت وأثرت موضوع تنفيذ الحكومة للخط الهمايوني وتعليمات وكيل وزارة الداخلية الأسبق المدعو العزبي بك,وذلك بإحكام الطوق علي رقاب الأقباط في بناء كنائسهم ,فهل هذا معقول في أواخر القرن العشرين؟وفي ظل الدستور الذي ينص علي حرية العبادة؟ألم يحن الوقت لإلغاء هذا الخط الهمايوني البغيض وما لحقه من تعليمات ظالمة مجحفة؟وإصدار قانون عادل محدد بدون لبس أو التواء لإنشاء دور العبادة في مصر,يضع جميع المصريين متساوين في هذا المجال؟
هذه مقاطع من بعض ما كتب أنطون سيدهم تظهر حبه لهذا الوطن وغيرته عليه…رحل أنطون سيدهم دون أن يتحقق حلمه في صلاح هذا الوطن وتجاوزه لمحن كثيرة ألمت به,ولم يكن يعلم ما قاله عام2006المفكر سيد القمني في ندوة استضافته فيهاوطني حين قال:أخشي علي مصر أن يكون مقدرا لها أن تصاب بداء الإسلام السياسي مثل إيران قبل أن تشفي منه…وها هي مصر يشاء القدير أن تسقط في حكم الإخوان المسلمين حتيتفطم منهم إلي الأبد.
والآن تعالوا معي لنتذكر حروفا من نور قيلت وكتبت عن أنطون سيدهم بعد رحيله:
**الأم إيريني رئيس دير أبي سيفين للراهبات:مثل شجرة الزيتون المزهرة والمملوءة أثمارا مقبولة…هكذا أضاء الراحل العزيز.
**المفكر السياسي الدكتور رفعت السعيد:قلبي معكم ومع مصر التي فقدت واحدا من أشجع أبنائها وأكثرهم حبا لها ولشعبها.
**الأب متي المسكين-دير الأنبا مقار-وادي النطرون:عمود سقط في الكنيسة ونجم ارتفع وتلألأ في السماء.
**باسمة وليم مراسلة وطني في أسيوط:كتاباته ستسطر بعد بحروف من نور ومداد من عنبر وسيرته ستتكلم بعد نبضات الحق وأفق الخلود.
**أنطون ويصا بباوي…جرجا:قلبه كان يسع الجميع ويسعي لخير الجميع…روحه كانت وارفة الظلال حانية الأغصان دائمة الثمر متجددة الغطاء تضرب بحذورها في الأرض وفروعها في السماء.
هذه الكلمات الدافئة المؤثرة التي قيلت عن أنطون سيدهم عقب رحيله كانت بمثابة أوسمة من الحب تكلل صدر هذا الرجل…وما أعظمها من أوسمة.
نقلا عن وطنى