الأقباط متحدون - مكاسب العمال
أخر تحديث ٠٠:٠٥ | السبت ٢ مايو ٢٠١٥ | ٢٤برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مكاسب العمال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
أبى القضاء المصري أن يأت علينا عيد العمال في مصر وعلى عمال مصر دونما يقدم لهم هدية وهي أن يُجرم الإضراب، هذا ما قد تحسبه وأنت تتابع وتراقب ذلك الحكم القضائي الذي يعاقب عدد من موظفي الحكومة المصرية بإحالتهم للمعاش لأنهم أضربوا، المستشار لبيب حليم مصدر الحكم، وأد الإضرابات العمالية التي تسيء للعمال.
 
قدم حقاً القضاء المصري هديته لينق إضرابات عمال مصر من كل مظاهر التجني على الحقوق، القضاء المصري أبى أن يترك الفرصة لعمال مصر فيشوهون حقوقهم ويهدمون دولتهم بإساءاتهم بحقهم الدستوري الذي لا جدال فيه وهو الإضراب، لكن حضهم على أن يضربوا إضراباً قانونياً، إضراباً واعياً مدركاً لمخاطر الإضرابات المسيئة للعمال، والمسفة والباحثة عن الباطل، والمدعية بأنه حق، والمستخدمة لأساليب غير قانونية في الإضراب.
 
فالموظفون موضوع الحكم أساءوا للإضرابات العمالية التي سطرت تاريخاً مشرفاً لعمال مصر ولعمال العالم كلهم حين احتجزوا مديرتهم وكادوا يتركوها لتموت خوفاً من هول ما فعلوه،

لا أنكر ان معظم مديري وموظفي الحكومة المصرية والجهاز الإداري المصري يستحقون سواء الاحتجاز أو على الأقل الإحالة للمعاش، فلا خير في المديرة عن الموظفين، ولا خير في الموظفين عن المديرة، فالكل مخطئ ومجرم ليس في حق الآخر فحسب ولكن أيضاً من المؤكد أنهم مجرمين في حق المواطن، وكلنا مواطنون ونعاني من جرائم روتينية يقترفونها في حقوقنا، ولو بيدي الحكم لحكمت على معظم الجهاز الإداري بالدولة بالإحالة للمعاش، فهم مضربون وهم يتظاهرون بأنهم يعملون.
 
مكاسب عمال مصر مكاسب ذهبية إذ يتطهرون بحق من مساوئ إضراباتهم، نعم لهم الحق في الإضراب هذا ما ينظمه وينص عليه الدستور لكن لم ينظمه قانون سليم للآن، لذا الحكم أعطى الحق والرغبة في تنظيم الإضرابات بشكل سليم ومقبول للجميع، نبه عمال مصر لخطورة بعض الأعمال الإضرابية التي تخرب ولا تبني تهدم ولا تصلح، العمال في مصر كسبوا الكثير بالحكم الأخير من المحكمة الإدارية العليا، وعليهم أن يغتنموا فرصتهم هذه ويستثمروها إذ هم ادركوا بالحق عيوبهم وعرفوا كيف يجتنبوها، وأدركوا لا جدال مواطن الثغرات في قانون الإضراب المصري فعليهم أن يصلحوها وعليهم أن ينظموه، عليهم أن يعوا جيداً أن أي إضراب قادم يجب أن يكون إضراب مقبول للوطن كله ويذكي العمال ويرفع من مستواهم و يظهرهم في مظهر الراقين ولا يظهرهم وكأنهم بلطجية مغتصبين لحقوق ليست من حقهم.
 
وعليه فعلينا أن نرفع القبعة للقضاء المصري الذي يخشى على عمال مصر أكثر مما خشوا هم على أنفسهم، ويبدو أنه ينتوي تنقية العمال من المسيئين لحقوقهم ولإضراباتهم، ويجب على العمال أيضاً أن يفهموا أنهم في الكثير من الأحيان يطالبون بما هو ليس حق لهم، ومن ثمة فليتحد عمال مصر وموظفيها ويعملون بجد في عيد العمال، فليكن بداية لهم بداية جديدة تطلق العنان لعمال مصر فينتجون، وموظفي مصر بألا يكونوا عبء على المواطن وعلى الدولة.
المختصر المفيد كل سنة وكل عمال مصر والعالم طيبين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter