اهتمت الصحف السعودية، بالقرارات الملكية التي أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز، في وقت مبكر من صباح اليوم، والتي تضمنت إعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، بعد الاطلاع على كتابه المتضمن رغبته في إعفائه من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه.
وجاء في الأمر الملكي، اختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليًا للعهد، وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية، ورئيسًا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية.
كما تضمنت الأوامر الملكية، إعفاء الأمير سعود الفيصل من منصبه، بناء على طلبه لظروفه الصحية، وتعيينه وزيرًا للدولة عضوًا في مجلس الوزراء، ومبعوثًا لخادم الحرمين الشريفين، وتعيين عادل الجبير وزيرًا للخارجية، كما جاء ضمن الأوامر الملكية، صرف راتب شهر لجميع منسوبي القطاعات العسكرية والأمنية ضباطًا وأفرادا ومدنيين، كما أصدر خادم الحرمين الشريفين، عدة أوامر ملكية تضمنت تعيينات وإعفاءات وزراء لعدد من الوزارات.
وأشارت صحيفة "المدينة"، إلى إطلاق سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، عدة "هاشتاجات" تفاعلًا مع الأوامر الملكية، ومنها هاشتاج "نبايع محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وشكرا سعود الفيصل"، إذ بايعوا في الأول ولي العهد، وولي ولي العهد على السمع والطاعة، ودعوا الله أن يوفقهما، فيما شكروا في الثاني الأمير سعود الفيصل، الذي حمل حقيبة الخارجية لمدة 40 عامًا، وقالوا "لن ننساك يا صقر السياسة.. ستبقى في ذاكرتنا دوما".
ونشرت صحيفة "الرياض"، ترحيب الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، باختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، للأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد، واختياره للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد.
وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الشيخ فهد الماجد: "نشيد وننوه بهذين الاختيارين من خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله وأعز به دينه، اللذين قضت بهما المصالح الشرعية والوطنية، وفي مقدمة ذلك وحدة الصف وجمع الكلمة، ولما عرف عن سموهما الكريمين - حفظهما الله - من الحرص التام على خدمة الدين والبلاد وقضايا الأمة الإسلامية، سائلين الله تعالى لهما العون والتوفيق فيما أوكل إليهما ولي الأمر من مسؤوليات ومهمات جسام، هما بإذن الله تعالى خير من يقوم بها، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وأبقاهم ذخرًا للإسلام والمسلمين".
فيما أفردت صحيفة "سبق"، تقريرًا حول القرارات الملكية تحت عنوان "سياسة الفجر.. انتقال للسلطة وتقوية لمفاصل الدولة وضمان لاستقرار السعودية"، وقالت: "لا تزال سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تقدّم دروسًا مباشرة للعالم، في انتقال السلطة والتشكيلات الوزارية، وما ينتظره المواطن السعودي الذي أصبح يستيقظ كل يوم على قرارات وأوامر جديدة لخدمة الوطن وخدمته".
وتابعت: "قبل فجر اليوم ببضع دقائق، كان اللون الأحمر للشريط الإخباري للقنوات الفضائية والصحف بخبر عاجل، قرارات ملكية سعودية يتصدر تلك الصحف بإعفاء ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بناءً على طلبه، وتعيين الأمير محمد بن نايف ولي للعهد، وتعيين الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وتغيير لعدد من الوزراء ووكلاء الوزارات".
مشيرة إلى أن القرارات تعد انتقالًا سلسًا للجيل الثاني، وما أثار الاستغراب أكثر لدى الكثيرين، هو تلك النقلة النوعية السلسة في نظام الحكم السعودي، وهي بداية عهد الجيل الثاني من الحكام السعوديين، أو جيل الأحفاد كما يحلو للبعض أن يسميه.
وتابعت: "كان الكثيرون يعتقدون أن بحورًا من الصراعات والخلافات، كي لا نتجاوز مصطلح الصراعات والخلافات، ستقف أمام الأسرة السعودية الحاكمة قبل أن يهدأ الغبار وتتضح الرؤية، ويتبين من هو في الصورة ومن هو خارجها، فإذا بقرارات الملك الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز، المبكرة جدًا تحسم كل ذلك، ويبدأ العبور إلى مرحلة الجيل الجديد بيسر وهدوء أذهل حتى المواطن السعودي الذي كان يعلم بخبرته المتوارثة أن الأمور ستسير بسلاسة ويسر كالعادة، لكن لم يخطر بباله أن تُحل قضية انتقال السلطة بين الأجيال بهذه السلاسة وهذه السرعة".
وعن اختيار الأميران محمد بن نايف ولي العهد، ومحمد بن سلمان ولي ولي العهد، قالت الصحيفة إنهما "سندا وذراعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وجاء اختيارهما خطوة كبيرة بوركت داخليًا وعالميًا، حتى من يشهد الرأي الدولي يجد أن الحكم الذي تأسس على قواعد إسلامية ووحدة وطنية أعطاه الملك سلمان الديمومة الطويلة، وأن من تحدث عن فراغ السلطة وكيف ستتم عمليات الإحلال، فوجئوا بموقف أدرك الأبعاد في الحاضر والمستقبل، وهذا ما يميز هذا البلد وقادته التاريخيين والحاضرين".
وعن قراءة صحيفة "سبق"، للقرارات أشارت إلى أنها في مجملها تهدف إلى إحداث أثر كبير في نهضة البلاد، ورفاهية الشعب؛ ففي الجانب الأول هدفت القرارات الملكية إلى تغيير وتطوير الأداء في الجهاز الحكومي وإعادة هيكلة إدارة الدولة؛ وعلى الأخص في مراكز صناعة القرار ودراسته وصياغته؛ كمجلس الوزراء، ومستشاري خادم الحرمين الشريفين، والمستشارين في الديوان الملكي، ووكلاء الوزارات، ويلحظ أيضًا في اختيار الوزراء ووكلاء الوزارات الجدد، التدقيق الشديد في المواصفات الذاتية والمهنية والإنتاجية، والميل إلى إدخال طاقات شابة جديدة إلى مجلس الوزراء؛ لتتضافر الخبرات القيادية والإدارية العتيقة مع دفق ماء الشباب وحيويته وتوثبه واندفاعه إلى التجديد.
فيما أشارت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إلى رفع الدكتور خالد بن محمد اليوسف، شكره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على الثقة الملكية الكريمة التي أولاها إياه بتعيينه رئيسًا لديوان المظالم، وقال إن القضاء الإداري في المملكة العربية السعودية، يستند في مرجعيته إلى أحكام الشريعة الإسلامية التي تضمن للقضاء استقلاله ونزاهته، وأن ديوان المظالم يجد كل الدعم من ولاة الأمر.
ونشر موقع "الوطن أون لاين"، توجيه رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز برقية لوزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، الأمير محمد بن سلمان، قال فيها: "أثبتم جدارتكم، والثقة الملكية الغالية لتوليكم منصب وزير الدفاع، كانت في محلها وأكثر، وقلوبنا معكم قلبا وقالبا، وأبهرت قواتنا الباسلة العالم بإمكانياتها وقدراتها ومهاراتها الفائقة التي أذهلت العالم، وتفانيها في خدمة الدين ثم الملك والوطن".
وأجابه الأمير محمد بن سلمان ببرقية ورد فيها: "سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة، تلقيت ببالغ التقدير والاعتزاز برقيتكم وما حملته في طياتها من مشاعر أبوية صادقة وشهادة نعتز ونفخر بها".
كما نشر الموقع تقريرًا معلوماتيًا عن الأمير محمد بن نايف الذي أصبح ولي العهد تحت عنوان: "محمد بن نايف.. رجل المهام الصعبة والحنكة والحزم"
ونشر موقع صحيفة "الجزيرة العربية" ما تضمنته القرارات الملكية، وأوضح أن باقي التفاصيل في عدد الخميس.