الأقباط متحدون - دولة الترابين
أخر تحديث ١٣:٠٧ | الاربعاء ٢٩ ابريل ٢٠١٥ | ٢١برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دولة الترابين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
ببالغ السعادة والفرح أخبركم أصدقائي القراء أن الدولة المصرية بدأت تجني ثمار لقاءات رؤساء الأركان العرب في كنف جامعة الدول العربية قبل أي دولة أخرى كانت مرشحة لتتلقى المساعدات العسكرية لإحلال الأمن والنظام والقضاء على الإرهاب بأرضها قبل ليبيا - مشتتة القوى متفرقة الرئاسات متعددة الحكومات- وقبل اليمن - صاحبة حكومة المنفى بالرياض- و قبل سوريا -التي صارت دول ومدن وقرى وتنظيمات- ولأن مصر دولة سباقة ورغم أنها في الوضع الأقوى والأقل خطراً إلا أنها لأهميتها الإستراتيجية قرر رؤساء الأركان العرب أن يوجهوا جهودهم كلهم لدعمها ومساندتها في حربها ضد الإرهاب.

إذ بدأت دولة الترابين في دعم جيشنا وشرطتنا في إجلاء الإرهابيين عن قريتي المهدية والعجراء معقلي الإرهابيين في سيناء لنحتفل بحق بتحرير سيناء فتحركت القبيلة في قرابة 300 جندي مسلحين بالعتاد الثقيل والخفيف والمتوسط تجاه القرية الأولى وتمكنوا فعلاً من تحريرها أفلحوا في إخلاء وإجلاء الإرهابيين عنها، لا تسألوني ماذا فعلوا فيهم؟ وإلى من سلموهم؟ لعلهم أخذوهم لدولتهم ليعاقبوهم بطريقتهم.
 
نعم لا أسمعك صديقي القارئ، ماذا تقول؟ عليّ صوتك بالغنا، نعم ماذا تقول؟ الترابين ليست دولة لكنها قبيلة من قبائل شمال سيناء، قبيلة وطنية، هي كما تقول، لعلها هكذا وطنية وأكثر وطنية مني، لكن بأي وجه تحتفظ بهذا المستوى من التسليح الثقيل والخيف والمتوسط؟ ألأنها تشعر بغياب الأمن في سيناء وغياب الشرطة ومن باب يعني إنهم مش قادرين يحموا أنفسهم يبقى حايحمونا إزاي؟ وكل واحد يحمي نفسه بنفسه بقى، آه قصدك حضرتك كده إن الدولة في شمال سيناء انهارت، وأفلح الإرهابيين في تأسيس دولة ولاية سيناء فعلاً، ونستعين عليهم بولاية الترابين!؟.
 
السؤال، ماذا تمتلك هذه القبيلة أكثر من جيشنا الباسل وشرطتنا الهمامة من سلاح أو تدريب أكثر منهم حتى تستطيع مواجهة الإرهابيين ودحرهم !؟ لا أظن أن لديهم سلاح جو ولا تدربوا تدريبات قوية وشاقة كالتي تلقاها رجالنا البواسل في الشرطة والجيش؟ هل المعلومات التي يمتلكونها هي التي تصنع الفارق؟ لهم كل الحق إذن وهم يرون أن القائمين على إقامة الأمن والأمان في مصرنا الحبيبة ليسوا جديرين بأن يعرفوا تلك المعلومات، فلعل المعلومات تسرب متى عُرفت فيعرف أنها عُرِفت فتتغير أوضاع الإرهابيين، فقرر الترابين ألا يعتمدوا أبداً على ذلك الخرم الذي يوصل المعلومات التي ينقلونها لرجال الأمن، إذن نحن بحاجة لأن نعرف فين المسرب لتلك المعلومات التي ينقلها لنا رجال الترابين.
 
أم أن المسألة مسألة ثأرية وليست وطنية من قبيلة الترابين، وهم يريدون أن يقتصوا بأيديهم من قاتلي أبنائهم وأخوانهم، لعله دافع جيد يهدد دولتنا ، ولعله لدى رجالنا أيضاً الذين يريدون أن ينتقموا ويقتصوا من رجال قتلوا إخوانهم واغتالوهم لماذا لا نتح الفرصة لكل إنسان ليثأر لنفسه، ولنُنحي الدولة وليس الرئيس هذه المرة، فالأمر حقاً يستحق تجربته، نرى كيف تتنحى أقدم دولة في التاريخ ليقتص كل رجل بنفسه من منْ يريد القصاص منه.
 
المختصر المفيد تحيا مصر بجد، وتسقط كل دولة موازية داخلية مهما كانت تدعي الوطنية.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter