الأقباط متحدون - التقارب الأمريكي الأمريكي
أخر تحديث ٠٧:١٦ | الثلاثاء ٢٨ ابريل ٢٠١٥ | ٢٠برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التقارب الأمريكي الأمريكي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
في ظل الانقسام السياسي بين سلطات الحكم في أمريكا بالأخص السلطتين التشريعية بغرفتيها الشيوخ والنواب والسلطة التنفيذية بشقيها في البيت الأبيض ذلك الانقسام الذي كنت أنا شخصياً وغيري أراهن على أنه يكون سبباً في أن تكبل قدرات أمريكا في العالم وتوقف الكثير من الاتفاقيات العالمية التي مزمع إبرامها مع إيران وغيرها.

أما الحقيقة فبدت غير ذلك، فثمة تقارب أمريكي أمريكي بين الحزبين الحاكمين، الجمهوري المسيطر على السلطة التشريعية والديمقراطي المسيطر على السلطة التنفيذية، هذا التقارب بات متوقع من خلال أخبار متواترة نقلتها وكالة أنباء الأسوشيتِدبرس عن كسر للجمود بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بخصوص الأوضاع بإيران خاصةً وفي موضعين آخرين هما التأمين الصحي والتعليم أي أن أكثر الموضوعات التي كان بها خلاف بين الحزبين اقتربت لأن تنتهي أو يوضعوا على جانب في سبيل أن يتم إعلاء المصلحة الوطنية للبلاد لا جدال، ثمة مبادرات دبلوماسية وتفاوضية بين الحزبين وهو أمر مطلوب ما يعكس للجميع أن الحلول الوسط هي أفضل الحلول لتخط الأزمات السياسية الطاحنة.

ولذلك العقلية الأمريكية تتفوق في قدراتها على تخطي الأزمات لأنها تقبل فكرة الحلول الوسط ولكن للأسف في بلادنا لا نقبل الحلول الوسط، ولا يمكن حتى أن نتقبل بعضنا البعض، وذلك ببساطة لأن الحياة الحزبية لدينا تقوم على الحالة الشخصية في حين أنها في أمريكا تقوم على الحالة الفكرية أي أن المسألة ليست شخصية، لا تُعلي الأنا فوق المصالح الأخرى، والحقيقة هي أن تتقدم أمريكا لأن الكل يعمل لمصلحة الوطن أما نحن فنتأخر لأننا نعمل لمصلحة الحزب أو الفرد فوق الجميع.

وهذا عزيزي القارئ، ما يلخص يعني إيه أمريكا دولة مؤسسات، مؤسسات بجد، مش زي ما بنقول كذباً على مصر بأنها دولة مؤسسات، هذه هي دولة المؤسسات بحق يا سادة، هذا هو الفرق الجوهري بين مصر وبين أمريكا أن مصر تتعامل من منطلق فردي أما أمريكي تتعامل بمنطلق حزبي سليم فكرياً
وعليه فأن الأمريكيين أخذوا في التقارب والتعاون بينهم إعلاء للمصلحة الوطنية وليس غلقاً لباب شماتة الآخرين بهم مثلاً فهم لا يعبءون بالآخرين كثيراً، هم فقط يهمهم همهم الوطني، ويسعون لحمله سوياً هدف الجميع واحد لكن اختلافهم في كيفية الاهتمام؟ هدفهم بلدهم تكون في أحسن حال، يختلفون في كيف تصير أمريكا بل تبقى في أحسن حال، تبقى قوى عظمى مهيمنة يهمهم علاقتهم بإسرائيل.

فهل أتي علينا اليوم الذي نعمل فيه لمصلحة مصر، بجد ونضع أسس مؤسسية بحق ولا نكن كمن يصارع طواحين الهواء ليظهر قدراته وكل هذا على حساب مصر، أم نبقى كما نحن نصرخ ونغني في المصائب والأفراح يصدر عنا ضجيج ولا نرى منه طحين.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter