تستشعر أن مصر معمول لها سحر أسود على ظفر رجل نملة، كلما تتقدم خطوة، ترجع للوراء خطوات.
كما تستشعر أيضا أن هناك كائنات غريبة هبطت من السماء علينا، وقعدولنا، وأنشأوا مصانع إنتاج الشر، وأطلقوا على أنفسهم نشطاء، وخبراء استراتيجيون، ورجال دين أمثال وجدى غنيم، وعاصم عبدالماجد، ويقابلهما إسلام بحيرى وميزو، يفتون ويفهمون فى كل شىء، فى الفوسفات واليورانيوم والمنجنيز والكيمياء والفيزياء وعلوم الذرة، وفى السينما وكرة القدم والهوكى والإسكواش، والفلسفة والمنطق، والعلوم العسكرية، والإعلام بكل مشتقاته، مرئى ومقروء ومسموع، وفى علوم الفلك والكواكب، وتوصلوا أخيرا إلى أن «شوية عيال من كوكب المريخ هبطوا بالأطباق الطائرة وخطفوا القمر الصناعى المصرى إيجيبت سات 2».
هؤلاء «مولعين» الدنيا بجهل «عصامى» مكون نفسه بنفسه، يبصقون جهلهم على مواقع المراحيض العامة والتى يُروج لها كذبا وبهتانا بمواقع التواصل الاجتماعى، من فيس بوك، لتويتر، إلى إنستجرام، ومع كل بصقة مقززة ومقرفة تحمل ملايين البكتيريا والفيروسات من كل نوع، تنتشر لتدمر كل أعضاء الجسد الوطنى المصرى، أيضا ابتليت مصر بحكومات ضعيفة ومتهرئة منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، بداية من حكومة عصام شرف التى وضعت أساس تدمير هيبة الدولة، وخوفها وارتعاشها من أصحاب الأصوات العالية، والخنوع والخضوع لكل أنواع الابتزاز الرخيص والسمج من مجموعة الابتزاز السياسى، من أدعياء الثورية، ونشطاء السبوبة والغبرة، وخبراء القلاووظ، ورؤساء أحزاب الأنابيب، ونهاية بالحكومة الحالية التى تضم بين صفوفها وزير التربية والتعليم والثقافة. كل هذا الابتلاء الذى ابتليت به مصر، لو حدث فى أمريكا لدمرها، خاصة ابتلاء الحكومات المتوالية الضعيفة والهشة والمرتعشة، والمهتزة والمتهرئة، والنشطاء والمشتاقين لمقاعد السلطة، من عينة لا فض فوه المشتاق الأعظم الدكتور عصام حجى، المستشار العلمى لرئيس الجمهورية السابق عدلى منصور، الذى خرج علينا بخبر فقدان السيطرة على القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات 2»، وعزا السبب إلى تهميش الخبرات العلمية المصرية فى الداخل والخارج، وانتشر الخبر على مواقع المراحيض العامة بسرعة مذهلة، وهنا رد الدكتور مدحت مختار، رئيس هيئة الاستشعار عن بعد، بحسم وأكد أن ما أشيع عن فقدان السيطرة على القمر الصناعى «إيجيبت سات 2» غير صحيح، مؤكداً أن «القمر» خاضع للتحكم المصرى الكامل، وأن ما أصابه هو عطل تقنى اعتيادى، موضحا أن مثل هذه الأعطال إنما هى أعطال تقنية اعتيادية، تحدث فى أى قمر صناعى فى العالم، ومن الوارد حدوثها كل يوم وكل ساعة، وتمكن الفريق المصرى من السيطرة على العطل فى غضون ساعات قليلة، ولم يكن نفى اختفاء القمر هو رأى رئيس هيئة الاستشعار عن بعد فقط، وإنما اتفق معه فى الرأى الدكتور حسين الشافعى مستشار وكالة الفضاء الروسية، وزاد من الشعر بيتا عندما أكد أن ما قاله الدكتور عصام حجى كلام عار تماما من الصحة، ولا يمكن التعليق عليه، هذه الحالة الصارخة من ادعاء النشطاء وخبراء القلاووظ أنهم يفهمون فى كل شىء كارثة حقيقية، وستدفع بالبلاد إلى حافة الهاوية، ويجب على الجميع أن يتصدوا لحالة «الهرى» فى كل شىء، على مواقع المراحيض العامة «التواصل الاجتماعى سابقا»، لمنع حالة إثارة البلبلة المستديمة فى الشارع المصرى.
نقلا عن اليوم السابع