الكثير من دول العالم تحتفل في أول مايو بـ"عيد العمال"، وقد جاء ذلك بعد سلسلة نضال طويل بدأت في الولايات المتحدة، وانتشرت في كل أنحاء العالم، وتم استيعاب العيد في مصر "رسميا" مع صعود الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث أصبح الأول من مايو منذ عام 1964 عيدا للعمال وعطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام قيادات هؤلاء النقابيين. 

 

كانت شعبية عبدالناصر كبيرة جدا، خاصة بين العمال والفقراء، الذين أخذوا في عصره حقوقا ما كانوا يصلون إليها لولاه، وبالتالي فإن الرئيس الراحل كان يحتفل بعيد العمال بين العمال، في المصانع الكبيرة. 

 

كان عبدالناصر في خطابه إلى الشعب في هذا اليوم، ما يشبه التقرير عن أعماله خلال كل عام، والمستجدات التي طرأت على حالة العمال، مثل خطابه في عام 1969م، بالإضافة إلى أنه كان يضيف الطابع السياسي على الخطاب ليكشف للشعب تطورات الوضع السياسي سواء الداخلي (في صراعه مع الإخوان) أو الخارجي (في صراعه مع إسرائيل). 

 

سار أنور السادات على نفس نهج جمال عبدالناصر في الاحتفال بين العمال، حيث احتفل بأخر عيد عمال له، عام 1981م في القلعة الصناعية في منطقة 15 مايو، واستخدم العبارات الرنانة عن حرب أكتوبر التي خاضها مع إسرائيل، لتمتزج السياسة بعيد العمال كما فعل عبدالناصر. 

 

الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كانت شعبيته ضعيفة مقارنة بالرئيسين السابقين، وبالتالي احتفل بعيد العمال في قاعة مؤتمرات الأزهر، في الصباح الباكر، وسط حراسة أمنية مشددة جدا. 

 

عيد العمال في عصر مبارك كان عبارة عن مسرحية أو مشهد يتكرر كل عام، حيث يقوم الرئيس بإلقاء خطاب صيغت كلماته بعناية فائقة لتدغدغ مشاعر العمال، بينما يقاطعه –أحد المحسوبين عليه- ليطالبه بالعلاوة السنوية، فيرد الرئيس بالعلاوة، ثم يقاطعه شخص أخر ليقول فيه "شعرا" أو يمدحه، أو تتخلل الخطابات الهتافات المؤيدة له، والتي غالبا ما تشير إلى اهتمام الرئيس بالعمال والغلابة. 

 

الاحتفال بعيد العمال في عصر مرسي، كان له طابعا مختلفا تماما، حيث نطمه مرسي بين أهله وعشيرته في قصر القبة، بالإضافة إلى أنع وعد بزيادة 50% من المرتب دون دراسة جدوى للميزانية، كما أنه احتفل به أيضا في أحد المصانع بين مؤيديه من العمال، وكان خطابه هذا مثارا للسخرية، خاصة عندما قال: "وطبعا القمح محتاج صوامع يتخزن فيه". 

كعادته المتزنة احتفل الرئيس عدلي منصور بعيد العمال حيث ألقى كلمة أشاد فيها بدور العمال الوطني في دفع عجلة الإنتاج دعا العمال إلى التكاتف لدحض الإرهاب واجتثاثه من جذوره لاستعادة أمن الوطن، ولتواصل السياحة المصرية كمصدر أساسي من مصادر الدخل القومي.

 

الرئيس عبدالفتاح السيسي، احتفل اليوم الاثنين بعيد العمال في أكاديمية الشرطة، وألقى خطابا امتزجت فيه السياسة بأوضاع العمال، حيث أكد السيسي: "والله العظيم إللى عمل الثورة المصريين مش أنا، خاصة وأن الملايين التي خرجت في 25 يناير و30 يونيو لم يطلب أحد منها الخروج، وأنا طلبت التفويض في شهر يوليو 2013 من أجل محاربة الإرهاب، قائلا "انتوا إللى أنقذتوا مصر وأنقذتونا".