مينا ملاك عازر
يحتفل الناس ببلادي أكثر ما يعملون، يُعيدون ويغنون أكثر ما يعملون ليس عن ضعف منهم ولكنهم يستحلون الكلام والشعارات والترديد بأنهم منتصرين، ولكنهم لا يحاولون تكرار الانتصار، فتجد أعياد سيناء كُثر والأعمال التي بسيناء قليلة قلة حروفها سيناء في طرف البلاد الشمالي الشرقي ولكن أهل مصر يقولون أنها في القلب، وإن صدقوا فهي فعلاً في القلب، فهي حدودنا الإستراتيجية، وأرضنا البكر، وأملنا في الغد، ويجب أن تكن حصننا الحصين ولكنها للأسف ليست في بؤرة اهتمامنا اللهم إلا اهتمامنا العسكري لظروف احتلالها الدائم.
فسيناء عندنا محتلة طول السنة فبرغم تحريرها لكن لعدم تعميرها كما عمرنا مدن القناة بعد الحرب عاد العدو واحتلها بوكلاء عنه، وكلاء أكثر دموية منه وأخطر منه وأكثر عداوة لنا منه، حاول العدو استغلال سيناء لمصلحته حينما وجدنا لا نستغلها لمصلحتنا، لا تظنوا أن سيناء وحدها هي التي لا نستغلها ولا نستثمرها فمنذ متى وبلادنا تستغل ما بها من موارد وكفاءات، سيناء ليست مضطهدة ولكنها مثلها مثل كل جميل في بلادنا يعاني من هلاك ودمار وخراب وطرد ونبذ وتهميش، ولأن سيناء من هذا الجميل بل هي درته في الأماكن، تعاني من نفس ما يعاني منه الجميل.
كان من المفترض أن أكتب عن سيناء أول أمس في عامود لسعات أو عامود ما وراء الخبر لكني ولظروف رأيتها تناسبني، وجدتني أكتب عن الخال عبد الرحمن الأبنودي في ما وراء الخبر، وعن عدم العمل بالتوقيت الصيفي في لسعات، وكأنني أتجاهل أعياد سيناء، ولكنني في الحقيقة حاولت أن أرسي مبدأ مع ذاتي، هي كسر تلك القاعدة اللعينة وهي الاحتفال بسيناء في أعيادها وتجاهلها في غير ذلك اللهم إلا الأخبار السريعة في مقاتلة الإرهابيين ومحاربتهم لكن دون ذلك لا أحد يعمل لها لإيجاد حل جذري لاقتلاع شوكة الإرهاب، لا أقصد العامل الاقتصادي فقط ولكن ثمة عوامل كثيرة أظنها ستساعد أهل سيناء والجيش في سيناء على القضاء على الإرهاب.
قررت كسر القاعدة أن أهمل سيناء في عيدها وهذا في مقالاتي، وأكتب عنها مقال في غير عيدها لعلها تكون البداية لنكتب عنها على طول، ونفكر في تنميتها طول السنة لعلنا بذلك نقضي على الاحتفال بسيناء في الأعياد فقط وخلق سيناء جديدة في القلب بجد، لعلنا نتخلى عن الاحتفال ونهتم بالعمل، فطوال سنوات عمري التي تقترب من عدد مرات احتفالنا بسيناء في كل عيد لنا أجد سيل من المقالات والملفات والذكريات والاهتمام في العيد، وبعد العيد لا يتفت ذلك الكعك الذي نجهد أنفسنا لعمله في العيد فنضيفه لكعك آخر وآخر على مر السنين ونخزنهم كلهم إلى جوار بعضهم البعض في مخزن للتذكار وللإشارة إلى الوطنية.
المختصر المفيد سيناء يجب أن تكن في القلب بالعمل الحقيقي الجاد.