بقلم – أماني موسى
مشهد مرتبك.. يزداد تعقيدًا وصعوبة كل يوم عن سابقه، رؤية ضبابية لا نعرف ما يحمله المستقبل ولا نملك صورة واضحة، خاصة أن الأحداث تتأرجح لتؤكد انعدام الرؤية والطريق، فما بين أزمة هنا وهناك وردة فعل الدولة أو القائمين على الأمر تجد المواطن غير مبالي يضخ أنصار الجماعة الإرهابية السموم التحريضية في رأسه مستغلين حالة انعدام الرؤية مع جهل الشارع بالإضافة إلى إعلام فقد دوره منذ عقود وباتت جل ضاياه التي يتطرق لها ركبة الفنانة الشهيرة وزواج الفنان المعروف عرفيًا وغيرها.
تظهر أزمة إسلام بحيري لتحمل معها العديد من التساؤلات الصادمة، وعلى رأسهم هل حقًا الدولة جادة في تغيير الخطاب الديني؟ هل حقًا يريد الرئيس تغيير للخطاب الديني بعدما باتت أبشع الجرائم ترتكب باسم الإله وباسم الدين الإسلامي الحنيف؟ هل حقًا مؤسسة الأزهر وحدها من تملك ذلك الحق؟ وإن أمتلكته هل حقًا هي حادة في التغيير بما يتناسب مع روح العصر وأهمية ترسيخ مبادئ التعايش السلمي المشترك بدلاً من أكل لحم الكافر وشي رأسه؟
ونستكمل تلك الأسئلة.. هل نحن بالفعل نملك إعلام تنويري محايد يقوم بدوره التنويري المنوط به في ظل فترة حالكة السواد من عمر الوطن وفي ظل أزمة حقيقية تكاد تعصف به؟ هل نحن بالفعل نملك من يسمون أنفسهم بالنخبة والمثقفين؟ وهم في حقيقة الأمر أنصاف متعلمين؟ هل نحن بالفعل لدينا علمانين؟ ليبراليين؟ تنويرين؟ أم باحثي عن الشهرة وجمع الأموال من وراء الظهور خلف الكاميرات؟ ليأخذنا ذاك كله إلى السؤال الأصعب.. هل القادم أسوأ أم أنه يحمل الخير لمصرنا وشعبنا؟
أسئلة عديدة ربما ستجيب عنها الأيام.. ولكن لي اعتقاد –ربما يكون حق- أن لعبة التوزانات مع التيارات الدينية المسلحة أثبت فشله على مدار عقود وكانت نتيجته كارثية ما ألت إليه الأوضاع الآن إقليمية وعالمية، ودفع الرئيس الأسبق السادات ثمن هذه اللعبة حياته، ربما هي لعبة مفروضة بظرف المشهد العالمي ولكن من الحكمة انهاءها سريعًا باعتبارها حقًا لعبة خطرة مع عنصر خطر لا أحد يستطيع أن يجزم معه أو يحد شره بتوقعات.