أوروبا بدأت تتفهم حاجة دول "الجوار" لحسم الأزمة الليبية عسكرياً
محرر الأقباط متحدون
قال نائب رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو الدولية، مصطفى الطوسة، إنّ الأزمة الليبية لا زالت تستقطب الأضواء الإعلامية والمخاوف الإقليمية بسبب زوارق الموت التي تُهدد السواحل الأوروبية بتدفق استعراضي للمهاجرين السريين، وكذلك بسبب عدوى انتشار الأنشطة الإرهابية وتصديرها الى بُلدان الجوار.
وأضاف الطوسة في تصريحات صحفية، أنّه: "أثناء انعقاد قمة بروكسل ظهرت إلى الوجود فكرة توجيه ضربات عسكرية إلى شبكات وسفن المهربين، وتجار البشر التي تنطلق من الموانئ الليبية، وأنّه مع فور الإعلان عن هذا الاقتراح ارتفعت أصوات تصف الصعوبة القانونية والسياسية والميدانية التي قد تقف عائقاً أمام مثل هذا الاقتراح حتى وان حصلت على غطاء وضوء أخضر من الأمم المتحدة كما تنوي تحقيقه ذلك فرنسا في الأيام المُقبلة.
وتابع الطوسة أنّ هذا الجدل جاء لمُحاربة المهربين، وأيضاً باللجوء إلى قصف محتمل على بعض الأماكن في ليبيا لتعيد طرح المعالجة العسكرية للأزمة الليبية، مردفاً: "في هذا الإطار ظهر جدل فرنسي على هامش قمة بروكسيل عندما وجه الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند انتقادات مباشرة لسلفه نيكولا ساركوزي متهماً إياه بالقيام بعمل عسكري دون التفكير في الحقبة ما بعد وترتيب الوضع بعد عملية كسر نظام معمر القذافي، وقد قالها الرئيس هولاند صراحة لو بقي العالم لا يهتم بجدية بليبيا".
واستطرد الطوسة: "بالرغم من ضخ كل الوسائل المادية لمُحاربة الإرهاب تبقى البؤرة الأساسية لهذه الأزمة هو غياب سلطة مركزية تُدير هذا البلد"، موضحاً: "كان هذا الجدل حول لبييا تداعيات على المشهد الفرنسي حيث عابت المعارضة اليمينية على الرئيس فرانسوا هولاند استغلاله للأزمة الليبية لمحاولة إضعاف الرئيس ساركوزي، ومحاولة إشعال الرأي العام الفرنسي ضده".
وواصل حديثه: "فرضية المُعالجة العسكرية لأزمة ليبيا أعادت إلى الواجهة الخلافات العربية لدول الجوار ضد أي تدخل عسكري أجنبي في لبييا، لأنّه هناك خلاف واضح المعالم بين الجارة المصرية بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مدعومة بدول الساحل مثل التشاد، والنيجر، وعربيا من طرف المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن"، قائلاً: "مصر التي تًريد أن تقنع المجتمع الدولي بأنه لا مفر من الحل العسكري للقضاء على المجموعات الإرهابية".
ومضى يقول الطوسة: "مع تدهور الأوضاع الأمنية بشكل فظيع أصبحت تجسده قوارب الموت الهاربة من الجحيم الليبي، فقد أصبح للمقاربة المصرية صدى إيجابي وأذان صاغية تتفهم حاجة دول الجوار لحسم عسكري لهذه الأزمة".
ولفت الطوسة إلى أنّه هناك دول مثل الجزائر التي تُعد من بين الدول المغاربية إلى جانب المغرب التي ترعى الحوار السياسي الليبي تُعارض بشكل قوي أي تدخل عسكري بحجة أنّ هذا التدخل سيخلق فوضى أكبر تستفيد منه الجماعات الإرهابية لتقوية نفوذها وتواجدها، في الوقت الذي يبدو أن هذا الموقف ومصداقيته وقدرته على إقناع الطرف المساند للحل العسكري رهين بالاختراقات التي سيحققها الحوار السياسي الليبي تحت مظلة الأمم المتحدة.