"سيناء رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد"، كلمات خرجت من القلب لتعبر عن مكانة تلك القطعة الغالية من أرض مصر في نفوس أهلها، وكانت على مدار تاريخ البشرية مطمعًا لكل من غزا تلك البلاد، وحضنًا يغني عن كل بقاع الأرض لكل من جاء إليها ساكنا، إنها "أرض الفيروز".
كانت "أرض الفيروز" مكانًا اختصه الله تعالى بتشريف أنبيائه لها، ولن تنس تلك الأرض معالم أقدام "نبي الله إبراهيم" عليه السلام الذي زارها مع زوجته سارة، وابن أخيه لوط عليه السلام، ومن بعده أنبياء الله يوسف ويعقوب وأيوب وشعيب، فضلًا عن شرف ذكر سيناء وطورها في الذكر الحكيم لمراتٍ عديدة وثقت ما فيها من تين وزيتون وشجرة تخرج من طورها تنبت بالدهن وصبغٍ للآكلين.
أهلها لم يؤخروا عنها حياتهم، رمالها روتها دمائهم التي أقسمت على أن تظل في صراخها حتى تراها محررة، سماؤها شهدت نسورًا يحلقون في أجوائها من اجل طرد محتل لم يدرك عناد شعبها، قبل أن تتراقص أرضها لحظة خروج عدوٍ ظن أنه قادر على اغتصابها.
"الوطن" تقدم ملفًا خاصًا بمناسبة الذكرى الـ33 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، والتي توافق 25 أبريل عام 1982، الذي تزامن مع رفع العلم المصري عاليًا على أراضيها وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل وخروج آخر جندي إسرائيلي من أراضيها.