لم تتوانى الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والأحزاب الصهيونية منذ قيام دولة الإحتلال الإسرائيلي عن مواصلة سياساتها القائمة على التوسع في الاستيطان اليهودي والتهويد والتطهير العرقي . هذه السياسة واضحة للعيان بشكل خاص في مدينة القدس ، فمنذ ان قامت اسرائيل باحتلال المدينة المقدسة  عام 1967 وهي تعمل جاهدة للسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها وانهاء الوجود العربي الفلسطيني فيها، وقد استخدمت لأجل ذلك كثيرا من الوسائل  والإجراءات التهويدية ضد المدينة وسكانها وقد كان الإستيطان احد اهم الوسائل لتحقيق أهدافها في السيطرة على المدينة المقدسة والذي تمثل بعدة اجراءات على الأرض، عبر مصادرة آلاف الدنومات من الأراضي التابعة للقرى التي اقيمت عليها المستوطنات،وتطويق التجمعات السكانية،وتهديد بعضها بالإزاله وعزل القدس وضواحيها عن محيطها في الشمال والجنوب، والحفريات المتواصلة التي تشوه معالم المدينة ناهيك عن مخططات الإستيطان المتواصلة والسطو على املاك وعقارات الفلسطينين والتي كان آخرها ما أقرته المحكمة الإسرائيلية العليا تطبيق قانون" أملاك الغائبين" على عقارات فلسطينية داخل القدس الشرقية يقطن أصحابها في الضفة الغربية، في سابقة خطيرة تهدد بمصادرة عشرات العقارات بالقدس لأهداف استيطانية، علما ان ما يسمى  قانون "أملاك الغائبين" تطبقه إسرائيل على عقارات الفلسطينيين داخل مناطق 48، إلا أن استخدام القانون داخل القدس الشرقية يعد ترسيخا لضمها  وشرعنة مطامعها الاستيطانية فيها.

 

وفي ذكرى ما يسمى بعيد الاستقلال واحتلال القدس، ترتفع هذا العام الدعوات لاقتحام الأقصى وإقامة صلوات تلمودية فيه ، حيث دعت أحزاب ومنظمات وشخصيات يهودية متعددة أنصارها الى أوسع مشاركة في اقتحامات متتابعة ومتتالية للمسجد الأقصى المبارك تحت عنوان 'جبل الهيكل بأيدينا'، إحياء لذكرى قتلى الاحتلال واحتلال القدس حسب التقويم العبري،  وفي هذا الإطار اقتحم مستوطنون متطرفون المسجد الأقصى من باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في مرافقه بحماية وحراسة عناصر من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال.

 

كما تواصلت مخططات التهويد ايضا حيث  تم الكُشف مؤخرا عن مخططات من شأنها استهداف هوية باب العامود ضمن خطوات متقدمة لتوحيد شطري مدينة القدس: الشرقي والغربي وإضفاء الطابع اليهودي المحض على المنطقة والمدينة، وكانت بلدية الاحتلال أعلنت في وقت سابق نيتها تنفيذ مخطط في باب العامود يشمل في إنشاء مواقف سيارات وحافلات تحت الأرض، وإقامة دوار كبير ونفق أرضي، علماً أن المخطط كان طُرح عام 1985م، وفي حال تم تنفيذ المخطط فستجري تغييرات شاملة على المنطقة تُشوّه طابعها العربي الاسلامي، كما أنه سيقضي على الحركة الاقتصادية والتجارية فيها، خاصة أنه يشمل اغلاق سوق المُصرارة التجاري والحيوي قُبالة ياي العامود.

 

وفي الانتهاكات الأسبوعية التي رصدها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير :

القدس: شرعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في تنفيذ عمليات حفر نفق في منطقة عين الدرج وسط بلدة عين سلوان، أسفل البيوت المقدسية، ويتجه شمالاً نحو المسجد الأقصى المبارك، والذي ياتي استكمالاً للمخطط الاسرائيلي المتطرف المحدق بالمسجد المبارك، والذي يهدف إلى إقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، فيماسلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امرين يقضيان بهدم منزلي عائلتين في حي وادي الجوز بالقدس ، حيث قامت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال، ترافقها قوة عسكرية،  باقتحام حي واد الجوز القريب من سور القدس التاريخي، وسلمت العائلتين أمرا بإخلاء محتويات منزليهما، تمهيدا لهدمهما ، بحجة البناء دون ترخيص، واضطرت عائلة المواطن عارف داود التوتنجي لتفريغ محتويات منزلها الكائن في حي واد الجوز بمدينة القدس، عقب تسلمها قرار هدم للمنزل بحجة البناء دون ترخيص،وتعيش عائلة التوتنجي في قلق وخوف بعد اقتحام منزلها من طواقم بلدية الاحتلال بحراسة شرطية مؤخرا وتسلمها قرار الهدم، والذي تمكنت من تأجيله بعد التوجه للمحاكم الإسرائيلية،وقال المواطن عارف التوتنجي:" قمنا بإخراج كافة محتويات وأثاث المنزل، خوفا من هدم المنزل وتدمير وتكسير محتوياته، دون سابق انذار، و إمكانياتي لا تسمح لي بشراء أثاث جديد."وأضاف التوتنجي:" انه في حال تنفيذ قرار الهدم سأعيش مع عائلتي في خيمة على هذه الأرض ولن اتركها، فلا يوجد مأوى آخر لنا، واجارات السكن في القدس مرتفعة"، علما انه يسكن ي المنزل منذ 15 عاما

 

 

الخليل:سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي مواطنا في خربة اقويويص بمسافر يطا جنوب الخليل، إخطارا بهدم خيمتين سكنيتين، وحظيرة أغنام ، تعودان للمواطن جبرين موسى أبو عرام ، فيمارفع مستوطنون، العلم الإسرائيلي على أسوار وسطح الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، استكمالاً لمسلسل تهويده ومحاولة ضمه إلى قائمة 'المواقع التراثية' التوراتية.ونفّذ المستوطنون احتفاليات صاخبة في باحات المسجد الإبراهيمي بالخليل، بعد تحضيرات استمرت ليومين في محيط الحرم للاحتفال بما يسمّى بعيد الاستقلال اليهودي، الذي يصادف نكبة الفلسطينيين وتهجيرهم عن أراضيهم بالعام (48)، وإقامة "دولة إسرائيل".

 

سلفيت: اقتلع مستوطنون يعتقد أنهم قدموا من مستوطنة"عمونئيل" قرابة 450 من اشتعال وغراس الزيتون من أراضي بلدة دير استيا شمال سلفيت.وتفاجئ المزارعين باقتلاع غراس الزيتون والاشتال من قبل المستوطنين خلال ذهابهم لأرضهم القريبة من مستوطنة "عمونئيل"في منطقة يطلق عليه ااسم المغيبة.وقام مستوطنين من مستوطنة "ليشم" غرب بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت ،بتجريف أراضي المواطنين وسرقة تربة خصبة، حيث شوهدت، أكوام ضخمة من التربة الخصبة في داخلمستوطنة"ليشم"، حيث تقوم الجرافات الضخمة بتجميعها.بدوره أفاد الباحث خالد معالي أن جرافات المستوطنين تقوم بجرف كل ما يمكن الاستفادة منه لاحقا في عمليات البناء الاستيطاني وحدائق المستوطنين حول وحداتهم الارضية.وأضاف أن أفضل أنواع التربة يقوم المستوطنون بتجميعها على شكل أكوام، وهي التربة الحمراء والبنية؛ ومن ثم يستخدمونها لاحقا في زراعة حدائقهم الاستيطانية وزراعة الأشجار حول الطرق الواسعة التي أيضا تقوم، الجرافات بشقها في الوقت الحالي في "ليشم" على حساب أراضي بلدات: كفر الديك، ورافات، ودير بلوط ، ومسحة.وأفاد مواطنون من قرى وبلدات محافظة سلفيت في الضفة الغربية بأن عمليات بناء محمومة وغير مسبوقة لمئات الشقق والوحدات السكنية الاستيطانية تجري في كافة المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة.وقال شهود عيان إن أعمال تجريف وبناء وتشطيب تجري لمئات الوحدات، خاصة في مستوطنة "ارئيل" شمال سلفيت ، كما يجري بناء وتوسيع مختبرات جامعة "ارئيل" الاستيطانية دون توقف وعلى مدار الساعة.

 

بيت لحم:منعت قوات الاحتلال ، مزارعا من بلدة الخضر جنوب بيت لحم من حراثة أرضه الواقعة في 'منطقة باطن المعصي' جنوب البلدة و ما يسمى بأمن مستوطنة 'افرات' وجنود الاحتلال منعوا المزارع عماد أحمد دعدوع من مواصلة حراثة أرضه البالغة مساحتها 10 دونمات بحجة أنها أراضي دولة ،علما أن الأرض مزروعة بأشجار الزيتون وعمرها 15 عاما، وان أصحابها يقومون بفلاحتها كل عام ولديهم الأوراق الثبوتية بملكيتها، وقد تم رفع قضية اعتراض على قرار اسرائيلي سابق بهدف الاستيلاء عليها، ولم يتلق أي رد من قبل المحكمة لغاية الآن.وأضاف أن قوات الاحتلال شرعت مؤخرا بتجريف الأرض لاقامة وحدات استيطانية لتوسيع حدود مستوطنة 'افرات' وهذا يعني حصار بلدة الخضر بسلسلة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية ما يحرم السكان في المنطقة من التوسع العمراني.ومنع حراس وزير الخارجية أفغيدور ليبرمان، عاملا فلسطينيا من العمل في أرضه بالقرب من أحدى المستوطنات قرب بيت لحم. وهم من الشاباك منعوا العامل من البقاء في أرضه والعمل فيها لحظة وصول ليبرمان لمستوطنة "نكوديم".

 

نابلس: أصيب الطفل محمد القاطوني (7 سنوات) من مخيم عين بيت الماء، غرب مدينة نابلس، جراء دهسه من قبل جيب عسكري اسرائيلي في طريق حوارة الرئيسي و تعرض للدهس بينما كان يقطع الشارع باتجاه الناحية الاخرى، وأفاد شهود عيان من مواطني قرية قريوت ، بان الاحتلال أحضر شاحنات محملة بالخنازير البرية وقاموا باطلاقها باتجاه الاراضي الزراعية لتخريب الموسم الزراعي ، وقامت الخنازير بهدم الجدران الاستنادية "السناسل" وكسرت أغصان ألاشجار وأتلفت الحقول الزراعية الغير مسيّجة، ، فيمااقتحم عشرات المستوطنين، بحماية جيش الاحتلال، قبر يوسف شرق مدينة نابلس، بحجة اداء طقوس دينية في المنطقة ،كما واقتحمت مجموعة من المستوطنين مصنع الوئام لصناعة الاستثمار في بلدة عقربا جنوب نابس، وكسروا باب الغرفة الرئيسية التي يوجد بها جهاز تسجيل كاميرات المراقبة، ثم انسحبوا دون معرفة الأسباب،من جانب آخر، حطم المستوطنون عددا من المركبات الفلسطينية بعد رشقها بالحجارة على حاجز حوارة جنوب نابلس،كمااقتحم مئات المستوطنين مستوطنة 'حومش' المخلاة، شمال غرب نابلس، ونظموا مسيرة في محيط المكان،علما ان'هناك قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بمنع دخول أي إسرائيلي للمنطقة المخلاة، إلا انهم يصرون على اقتحامها، والقيام بأعمال العربدة، وأداء طقوس تلمودية'.

 

قلقيلية: أصيب 4 مواطنين، جراء تعرضهم للدهس من قبل مستوطن ، قرب قرية النبي الياس شرق مدينة قلقيلية،بينما كانوا كانوا يسيرون على الرصيف.و سائق المركبة وهو من مستوطنة " 'كرني شومرون'" لاذ بالفرار بعد عملية الدهس باتجاه بلدة عزون المجاورة.وتم نقل المصابين الاربعة وهم شقيقان وزوجتيهما الى مستشفى الدكتور درويش نزال بمدينة قلقيلية وقد وصفت اصاباتهم بانها متوسطة.وحسب المصابين فان المستوطن اقدم على دهسهم بصورة متعمدة.وذكرت مصادر اسرائيلية ان المستوطن سلم نفسه للشرطة. وعلم أن المصابين هم مهند فتحي خليف (38 عاما) وزوجته، وشقيقه مهند خليف (35 عاما) وزوجته.

 

رام الله: اصيب العشرات من المواطنين الفلسطينين في المسيرات الأسبوعية ضد جدار الضم والتوسع العنصري وقد تسبب اطلاق قنابل الغاز الكثيف صوب المتظاهرين في بلعين في حرق عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون والأشجار المثمرة والتي تعود ملكيتها للمواطنين ناصر أبو رحمة وكايد خليل أبو رحمة، وكذلك في نعلين تسببت قنابل الصوت والغاز بإحراق دونمين مزروعين بالقمح، تعود ملكيتهما للمواطنين ثائر عميرة ومحمد حسين خواجا.