الأقباط متحدون - بالصور - حكاية مقبرة الأبنودي.. المثوى الأخير لـ الخال
أخر تحديث ٢٠:٥٧ | الجمعة ٢٤ ابريل ٢٠١٥ | ١٦برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالصور - حكاية مقبرة "الأبنودي".. المثوى الأخير لـ "الخال"

مقبرة الأبنودي
مقبرة الأبنودي
منذ قديم الزمن، اختار أهل قرية "الضبعية" بالإسماعيلية، منطقة جبل "مريم" التابعة لهيئة قناة السويس، كمدافن لموتاهم، كلما انتقل أحدهم إلى الرفيق الأعلى، انطلقوا بجثمانه عدة كيلومترات على أطراف القرية حيث المدافن، يحفرون مساحة في الأرض، ثم يضعونه ويوارون جسده بالتراب، يتركون أحجار حوله، ويرحلون، تلك عاداتهم وطريقتهم في الدفن، غير أن الوافد منذ سنوات طويلة عليهم من الصعيد، الشاعر "عبدالرحمن الأبنودي" صنع لنفسه مقبرة مختلفة، تعلوها قبة بيضاء، مميزة لها، تفتقر على اختلافها من أي وجه لـ "البهرجة".
 
تستقر المقبرة وسط المدافن، بيضاء اللون، مقسمة من الداخل إلى جزأين على يمين الوافدين إليها، 3 مساحات -عيون- مخصصة للدفن، الأولى حيث يرقد جثمان الشاعر الكبير، وعلى الجانب الآخر "مصطبة" يجلس عليها من يريد المكوث فترة داخلها لقراءة القرآن أو من يلتمس القُرب من الراحل، وفي الأعلى القبة البيضاء يتخللها في جوانبها فتحات تتيح لضوء الشمس التسلل إلى المقربة لإضاءتها نهارا.
 
كان "الأبنودي" قد شيد منزله بالضبعية في وقت سابق، عاش وسط الأهالي كواحد منهم، أعجبه هدوء المكان، الهواء "العال"، الصُحبة الطيبة من جيرانه، شعر مع الوقت أنه ينتمي لهذا المكان، فقرر أن يُدفن فيه، مفضلا إياها عن موطنه في قنا، أو أسرته وأصدقائه في القاهرة "والدته وأخته مدفونين في أبوعطوه بالضبعية وكان عايز يدفن جنبهم" قالها محمود مصطفى، عامل في منزل "الخال" ومقُرب منه.
 
"حصل عليها من يجي من 15 سنة"، لكنه اضطر إلى استئذان "كبار البلد" والمجلس المحلي، لأن المدافن خاصة بنسل "الضبعية" فقط، لا يمكن أن يُدفن فيها أحد الغرباء، لا أصل له في عائلات المنطقة، وبعد مداولات حصل على موافقتهم، وخُصص له مساحة جيدة أصبحت ملكه، وبدأ في تشييد المقبر لكن ثمة عقبة وقفت في طريقه.
 
أراد "الأبنودي" أن تُبنى فوق مقبرته قبة بيضاء كبيرة، وهو مخالف لشكل مقابر أهل "الضبعية" مما دفع بعضهم للاعتراض، جلس معهم، أخبرهم سر فكرته، أن هذا الشكل سيجعلها دليل للغرباء القادمين لزيارته "أصدقائه ومحبيه لما يجوا المنطقة يلاقوها بسهولة"، أوضح لهم أن غرضه لم يكن التباهي أو تزيين المدفن لأنه لا يفكر بتلك الطريقة، هو فقط يخشى على الوافدين من الصعيد والقاهرة والمحافظات كافة من مشقة العثور على مدفنه.
 
"هو طريقته في الشرح حلوة.. والناس بتحبه وتفهمت وجهة نظره"، وافقوا على ما قاله، وساعدوه في إتمام المقبرة التي شيدها على عدة مراحل، وزيارته لا تنقطع عن المكان "مكنش يخاف يروح المقبرة زي ما في ناس بتخاف من الموضوع دا"، يذهب إليها، يجلس داخلها، يرى ما تحتاجه، ويطلب إنجازها بشكل جيد "كان بيهتم بيها عشان كدا اللي يشوفها يقول جديدة".

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.