محمد أنور السادات
تحتفل مصر كل عام فى يوم الخامس والعشرين من أبريل بذكرى تحرير سيناء الغالية من أيدى المحتل الغاصب فمهما طالت دولة الظلم تنهض دولة الحق وتسيطررغم أنف الجميع ليخرج من أراضينا أخر جندى إسرائيلى وطئت قدميه سيناء الحبيبة.
 
ويعد تحرير سيناء نصراً دبلوماسياً مصرياً وثمرة طيبة جناها الشعب من خلال مفاوضات مضنية وإتفاقيات ومعاهدات ما زال يختلف حولها البعض لكنها كانت أفضل خيار متاح آنذاك فى ظل الظروف التى كانت تشهدها الساحة المصرية وكان لنا إستعادة أرضنا بأكملها.
 
 لقد كان تحرير سيناء خطوة هامة قطعها شعب مصر فى طريق دعمته الرغبة الملحة فى الحرية والخلاص والرفض التام للذل والاستسلام دفع ثمنها شهدائنا وأبطالنا بعد أن جمعهم لواء وهدف واحد حمله الملسمون والأقباط بعد أن تناسى المجتمع خلافاته وصراعاته من أجل حياة كريمة. 
 
سيظل يوم عيد تحرير سيناء يوماً محفوراً فى أذهاننا وقلوبنا نحكيه لأبنائنا جيلاً بعد جيل ليعلموا أن من حرروا آخر شبر من أرض مصرنا العزيزة لم يكونوا على الإطلاق من محبى الشعارات الخيالية البراقة التى لا تعرف شيئاً عن معنى القيادة أو تحمل أدنى مسئولية عن نفوس بريئة تدفع ثمن تلك الشعارات ويبقى المنادون بها سالمين فى جحورهم والأبرياء يدافعون باستماته ويقدمون أرواحهم فدائاً للوطن ولا يخرج هؤلاء من مخبئهم إلا بعد أن تنتهى المعركة ليتبادلوا التهانى والكلمات العذبة وكأنهم هم صناع النصر.
 
ستبقى ذكرى تحرير سيناء ( أرض الفيروز) وعودة طابا إلى السيادة المصرية محتفظة بشأنها الغالى عند كل وطنى مخلص يبغى العزة والكرامة ويريد أن يحياً مستقراً وآمناً فى وطنه ينعم بخيراته ويستظل بسمائه ويبذل فى سبيله أعز ما يملك ...... وسوف تبقى ذكرى تحكى لكل جيل قصة حب ووفاء متبادل بين أبناء مصر وكل شبر من تراب هذا الوطن الغالى هكذا عشنا زمن الإنتماء والولاء والتضحية.