"الأبنودي".. إنسان عاش يرى الدنيا "في هيأة خنفسة"
"الأبنودي".. إنسان عاش يرى الدنيا "في هيأة خنفسة"
الرئاسة ومجلس الوزراء ينعيان رحيل الشاعر الكبير
مفيد فوزي يروي تفاصيل معاناة الأبنودي من زوجته الأولى
كتب – نعيم يوسف
"دنيا لا كانت يوم.. ولا حتكون في يوم كويسه.. دنيا في هيأة خنفسة.. دنيا فسه.. ما أتعس الإنسان.. ما اسعد الحيوان".. كلمات قالها الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، في قصيدة "أحزاني العادية"، والتي ربما تعبر عن حياته الإنسانية، حيث وصفه الكاتب الصحفي والإعلامي الشهير مفيد فوزي بأن زوجته الأولي السيدة "عطيات الأبنودي" كانت "سر عذابه".
ولد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، في قرية أبنود بمحافظة قنا، عام 1938م، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي، ثم انتقل إلى مدينة قنا، حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها، وهو متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور، وزوجته الأولي هي المخرجة "عطيات الأبنودي".
زوجته الأولى.. سر ألمه
يقول الكاتب الصحفي مفيد فوزي، في تصريحات إعلامية، أن الشاعر الكبير صارحه ذات مرة، أنه يقدر للسيدة عطيات احتفاظها بلقب "الأبنودي"، ولكنه "متألم" لذلك، حيث أن هذا الأمر ربما يجرح مشاعر زوجته الثانية "نهال كمال".
"أقلية في بيته"
يضيف "فوزي" أن حياة الأبنودي في بيته، كانت عبارة عن "أقلية" بين زوجته وابنتيه، مؤكدا أنه "كان يأتمر بأمرهن"، لافتا إلى أن الشاعر الكبير كان يقع تحت ضغط "قوى ناعمة" تتدخل في جميع تفاصيل حياته الشخصية، ما خلا سلطان الشعر الذي كان يهيمن عليه الأبنودي وحده.
علاقته بابنتيه
يؤكد فوزي، أن "الأبنودي" كان يحب ابنتيه لدرجة كبيرة جدا، خاصة أنه أنجبهما عن عمر كبير، وكان يستمع إلى أرائهما في كل الأشياء التي يشيرون عليه بها، وكانت فرحته عند رؤيتهن لا توصف.
تدهور حالته الصحية
في الفترة الأخيرة عانى من تدهور حالة الرئة مما جعله يعاني من ضيق في التنفس وظل يعالج في المستشفى الأميركي بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث أكد الأطباء أن رئتيه لا تعملان بشكل جيد، ولم يتبق منهما سوى جزء بسيط.
تقول زوجته الإعلامية نهال كمال، إن الأبنودي، في الأيام الأخيرة، أجرى عملية سريعة لإزالة تجمع دموي بالمخ، وتم نقله إلى المركز الطبي العالمي بطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي، وحجزه بالعناية المركزة ومنع الزيارات عنه بعد أن تدهورت حالته.
رحيل سريع
"إذا جاك الموت يا وليدي.. موت على طول.. اللي اتخطفوا فضلوا أحباب.. صاحيين في القلب.. كإن ماحدش غاب.. واللي ماتوا حتة حتة.. ونشفوا وهم حيين.. حتى سلامو عليكم مش بتعدي.. من بره الأعتاب.. أول مايجيك الموت .. افتح.. أو ماينادي عليك .. إجلح.. إنت الكسبان.. إوعى تحسبها حساب..!! بلا واد .. بلا بت.. ده زمن يوم مايصدق .. كداب..!! سيبها لهم بالحال والمال وانفد".. هذه الكلمات قالها الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي في قصيدة "العمة يامنة"، وبالفعل عندما جاء له الموت أمس، الثلاثاء "نفد الخال" تاركا العالم لنا وهو من أعز "الأحباب".
مفيد فوزي: تنبأ بموته
يؤكد الإعلامي مفيد فوزي، في تصريحات لقناة "LBC" الفضائية، أن الشاعر الكبير أخر مرة "قال للصحفيين اللي سألوه عن صحة الأنباء التي تداولها البعض بشأن وفاته، فرد الخال:" المرة دي بجد"، فالأبنودي كان يتنبأ بموته هذه المرة، وقد حدث ورحل".
رحيل.. ونعي.. وجنازة عسكرية
ورحل الخال عن عالمنا أمس، الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ76 عاما، وأقيمت له جنازة عسكرية، في الإسماعيلية، وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانا، نعت فيه الفقيد، مؤكدة أن مصر خسرت رجلا وشاعرا وطنيا مخلصا، كما أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا مع أسرته لتقديم واجب العزاء في الفقيد، كما أن رئاسة مجلس الوزراء أصدرت بيانا نعت فيه رحيل الشاعر الكبير.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :