الأقباط متحدون - حوار مع القاص المصرى المبدع صفوت فوزى
أخر تحديث ٠٩:٠٥ | الاربعاء ٢٢ ابريل ٢٠١٥ | ١٤برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حوار مع القاص المصرى المبدع صفوت فوزى

 صفوت فوزى
صفوت فوزى

قام بأعداد و أجراء الحوار سامح سليمان
الكاتب صفوت فوزى قاص مصرى تميز بالجمال و الرشاقه اللفظيه و القدره الهائله على التجسيد .

نرجوا منك أستاذ صفوت أن تحدثنا عن شخصك الكريم و عن رحلتك مع الثقافه و الكتابه القصصيه .

أنا صفوت فوزى مواطن مصرى من مواليد عام 1954 حاصل على بكالوريوس تجارة 1983 من جامعة عين شمس ودبلوم الدراسات العليا فى النقد الفنى من أكاديمية الفنون 1988 . بدأ اهتمامى بالفن والثقافة عموما عن طريق المسرح . كنت وما زلت عاشقا للمسرح وشاركت منذ صباى المبكر فى عروض مسرحية كثيرة تمثيلا واخراجا واعدادا للديكور والموسيقى والاضاءة والماكياج . من هنا بدأ اهتمامى بقراءة النصوص المسرحية فكان طبيعيا أن تقودنى قدماى الى سور الأزبكية - فى مكانه القديم - لشراء نصوص المسرحيات العالمية ومن ثم كنوز الثقافة العالمية عامة من روايات وقصص ودواوين شعر وكتب فلسفية وعلمية ... الخ

بدأت بكتابة الشعر فى فترة مبكرة نسبيا - المرحلة الاعدادية - بالطبع كان انتاجا يتسم بالسذاجة والسطحية الا أنه تطور مع القراءة المكثفة والاطلاع على التجارب الانسانية المختلفة وازدياد الخبرة الحياتية والاتصال بالحياة وناسها . أصبحت قارئا نهما أقرأ كل ما يقع تحت يدى من كتب أو مجلات أو جرائد مما شكل فيما بعد زادا ثقافيا وقاعدة أنطلق منها . المجد للكبار جبران خليل جبران وديستويفسكى وتشيكوف ويوسف ادريس وعبد الحكيم قاسم وكازنتزاكس ونيتشة وسبينوزا وفرويد وجوته وأمل دنقل وصلاح عبد الصبور وعبد الحميد يونس وأحمد رشدى صالح وهيمنجواى ونجيب محفوظ وكامو وشكسبير وراسين وموليير وفراس السواح وهنرى بريستد وجيمس فريزر وغيرهم كثيرون . هؤلاء هم الذين شكلوا وجدانى ووعيى وخلقوا لى عالمى الخاالذى حاولت أن أصيغه فى كلمات فجاءت مرة فى قصيدة ومرات فى قصة قصيرة لاقت ارتياحا فى نفسى كوسيلة للتعبير أكثر من غيرها فحاولت بدأب واخلاص أن أتقن هذا الفن وأتطلع دائما الى المزيد من الاتقان .
 
ما رأيك فى الحاله الثقافيه لمصر فى الفتره الحاليه : أعلام _ سينما _ الأدب بأنواعه ؟
 
الفنون ابنة مجتمعها وبيئتها وبالتالى لايمكن فصل أحوال الفن عن أحوال المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية . والمجتمع المصرى الآن يمر بمرحلة انتقالية تتسم بقدر من الضبابية وعدم الاستقرار والاستقطاب السياسى والاجتماعى وهذا ينعكس سلبا على أنواع الفنون عامة . ففى مجال الاعلام يستطيع المدقق أن يلحظ سيادة اتجاهين واضحين . الاتجاه الأول يطبل ويزمر ويسبح بحمد النظام ولايرى فيه أى خطأ . هؤلاء هم سدنة كل نظام والآكلين على كل الموائد والذين يسعون جاهدين للحفاظ على مكتسباتهم وامتيازاتهم تحت مظلة أى نظام . والاتجاه الآخر يسعى لجر المشاهد أو القارئ ولفت انتباهه الى مناطق لا تسمن ولا تغنى من جوع كالبرامج التى تتحدث عن الغيبيات من الجن والعفاريت والأعمال والسحر والربط وغيرها من الخزعبلات أو برامج تقيم الدنيا ولا تقعد تعليقاً على امرأة رقصت فى مدينة ملاهى بملابسها العادية ولكنها وياللهول خلعت حجابها وهى ترقص . كل هذه البرامج أو الأبواب والمانشيتات فى الصحف لا هدف لها الا الهاء المواطن وسحبه وتغييب عقله ووعيه بعيدا عن منطقة الحدث الأصلى المطلوب انفراد أهل السلطة به .

أما على مستوى السينما والأدب بأنواعه فالدولة فى مثل هذه الأجواء لا تولى كبير اهتمام للثقافى أصلا فتأتى بوزير للثقافة يقيم أداء المرأة فى وزارته بوزنها وينصحها أن " تخس " لأن سيادته لديه مشكلة مع " الستات التخان " أية عنصرية ودونية واحتقار للمرأة أكثر من ذلك ومن مسئول يفترض أنه راعى الثقافة فى بلد كانت تفاخر الآمم بقوتها الناعمة من الثقافة والمثقفين . ورغم انحسار ظاهرة " أفلام المقاولات " التى سادت لفترة ورغم رداءة وتفاهة كثير من الأفلام المنتجة الا أننا لا نعدم بصيص ضوء فى آحر النفق يتمثل فى أفلام " السينما المستقلة" وبعض المخرجين الجدد وابداعات الكبار الذين مازالت لديهم القدرة على تقديم سينما انسانية ومبهرة وممتعة مثل العظيم " محمد خان " والعظيم " داود عبد السيد ". ومع تراجع دور الدولة فى مجال النشر ينبغى أن نثمن دور الهيئة العامة لقصور الثقافة - على مافيها من قصور وتخبط ادارى - فى هذا المجال الهام وكذا بعض دور النشر الخاصة والجادة والتى يقوم على ادارتها مثقفون واعون بمهمتهم فى ضخ كل ما هو جديد ومفيد فى عالم الكتاب . هذه الحركة كفيلة بافراز أسماء لها ثقلها واحترامها مع الأيام .

أيهما اكثر قدره على التعبير و التواصل مع القارئ الروايه أم القصه القصيره ،وهل أنتهى زمن القصه القصيره ؟

لا يوجد فن قادر على التعبير والتواصل مع القارئ وفن آخر غير قادر على ذلك فالفنون جميعها رسالتها هى التعبير والتواصل الانسانى ولكن يوجد فنان قادر على توصيل رسالته وفنان آخر غير قادر أو لم تطاوعه أدواته فى توصيل رسالته ثم ان الفن الجيد هو القادر على طرح رؤى ودلالات مختلفة وقراءات متعددة المستويات لدى القراء . فالقراءة اعادة خلق للنص . وما يصلنى أنا عبر قراءتى لعمل فنى قد يكون مغايرا تماما لما يصل لقارئ آخر بل قد تتعدد القراءات لنفس المتلقى فى أحوال نفسية متعددة . وهذا أحد أوجه عظمة الفن  الجيد . من الغريب أن يردد البعض مقولة أن زمن القصة القصيرة قد انتهى  كيف وقد ذهبت جائزة نوبل للعام 2013 لأول مرة لكاتبة قصة هى الكندية "ألس مونرو" . وهل انتهت أو توقفت أو توقف توقنا لحكايات الأمهات والجدات فى أمسيات الشتاء الطويلة .  وهل جفت ذاكرتنا فلم تعد تسترجع تلك الحكايات التى شكلت رصيدا لا ينضب من ذكريات طفولتنا . سيظل الانسان بحاجة الى كل أنواع الفنون ليحافظ على انسانيته ويرتقى بها ويسمو .

هل الشكل و القالب الفنى و قواعد اللغه أهم من المضمون أم العكس هو الصحيح ؟

يبدأ الابداع عندما تهاجمك فكرة ما وتظل تلح  على عقلك ووجدانك ولا تغادر الا حين تضعها على الورق . يأتى بعد ذلك اختيارك للشكل والقالب الفنى وقواعد اللغة التى تمثل للمبدع أدوات العمل أو " عدة الشغل " التى لا غنى عنها . أو قد يحدث العكس فى بعض الأحيان . لكن يظل المضمون هو حجر الأساس الذى ينبنى عليه العمل الفنى دون أغفال الشكل والقالب فلا يصح أن تكون الفكرة عظيمة وتقدم فى شكل لا يناسبها كمن يصنع تورتو جميلة وشهية ويقدمها ملفوفة فى ورق لحمة .

ما تقييمك لما يسمى بالروايه الشبابيه مثل اعمال أحمد مراد و محمد صادق و أيضاً يجب ان لا ننسى مؤلفات زاب ثروت ، و ما تفسير ما قد حصدوه من أنتشار و شعبيه ؟

أتحسس عقلى وأتوقف قليلا عندما تثار ضجة حول عمل أدبى حتى تهدأ الضجة المثارة حوله ثم أشرع فى قراءته .

غالبا ما تكون هذه ظواهر مؤقتة أشبه بالموضة التى لا يكتب لها الاستمرار . الا أنه يضع مسئولية على عاتق المثقفبن والمهتمين بالشأن العام لدراسة هذه الظواهر وبحثها من كافة جوانبها  ما الظروف الموضوعية التى أدت الى اقبال شريحة لا يستهان بها من الشباب وصغار السن على هذه الأعمال ؟ مع التأكيد على أن بعض دور النشر التى تتولى نشر هذه الأعمال تدلس على القارئ بكتابة رقم الطبعة على صدر الغلاف فى حن أننا لا نعلم تحديدا عدد النسخ المطبوعة من كل طبعة . أذكر أنه فى فترة ليست بعيدة كان هناك من أطلق على نفسه " أديب الشباب محمود عبد الرازق عفيفى " كان يملأ حوائط شريط مترو مصر الجديدة وغيرها من الأماكن باعلانات عن نفسه وكتبه ثم اختفى فجأة كما جاء ولم يعد يذكره أحد لا هو ولا كتاباته . وتبقى الاشارة الى أن هذه الظاهرة دفعت بعض الشباب الى القراءة وهذا شئ ايجابى مع الأيام سيتطور ويصبح لديهم القدرة على الفرز والانتقاء والتمسك بكل ما يجعل حياة الانسان أجمل وأكثر انسانيه .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter