الأقباط متحدون - سيناريو حديد الحضيض
أخر تحديث ٠٠:٥٥ | الاربعاء ٢٢ ابريل ٢٠١٥ | ١٤برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سيناريو حديد الحضيض

ثروت الخرباوى
ثروت الخرباوى

سيناريو تخيلى:

المشهد الأول.. ليل داخلى: حجرة مكتب صغيرة، مع إضاءة خافتة مجهولة المصدر، أصوات مكساج ومؤثرات تتناهى إلى الأسماع عبارة عن خليط من أصوات ماكينات تدور بانتظام مع قهقهات مرعبة ونقيق الضفادع، تتجه الكاميرا إلى مكتب خشبى «كلاسيك» أمريكى مطعم بالنحاس يجلس عليه كاتب السيناريو الشهير الأستاذ محسن الجلاد، وتقع خلفه مكتبة صغيرة موضوع على أرففها كمية من شرائط فيديو للأفلام والمسلسلات التى كتبها السيناريست محسن الجلاد، وفى أرفف أخرى نرى صوراً فوتوغرافية للكاتب مع فنانين مختلفين يبدو أنهم أبطال أفلامه ومسلسلاته، وفى فراغ كبير يتوسط المكتبة نرى أفيش فيلم «البرىء والجلاد».

تتجه الكاميرا إلى المكتب الخشبى الذى يجلس خلفه محسن الجلاد، تقوم الكاميرا بعمل تقريب بصرى «زووم» للأوراق التى يكتبها فيظهر لنا أنه يكتب العبارات الآتية: «مقال: تصويباً للخرباوى الذى يختصم الرئيس»، وفى هذه اللحظة نسمع صوت الموسيقى التصويرية المصاحبة لأفلام العميل السرى رقم 7 جيمس بوند.

المشهد الثانى.. ليل داخلى: فى ذات الغرفة السابقة، حيث نرى كاتب السيناريو محسن الجلاد وهو يجلس فى المقعد المواجه للمكتب الخشبى الأمريكى ويجلس أمامه شخص يبدو أنه من الأشخاص المقربين منه.

محسن الجلاد يقرأ بصوته الناعم المتمهل: ولكن للأسف فقد فاجأنى وفاجأ قراءه أمس الأول السبت 17/4/2015 الأستاذ خرباوى بمقال ليس فى مجال تخصصه أو معرفته أو إلمامه تحت عنوان مثير ومستفز «أنا خصيمك يا رئيس الجمهورية»، وذلك للفت نظر رئيس الجمهورية والحكومة للمقال وما يحتويه.. وكان المقال المذكور حول صناعة الحديد فى مصر واستنكار الأستاذ ثروت الخرباوى فرض رسم حماية على واردات المنتج النهائى للحديد كوسيلة لحماية صناعة هامة واستراتيجية كصناعة الحديد والصلب.

الشخص مستوقفاً إياه: لكن يا محسن، إنت مش شايف إنك برضو مش متخصص فى الحديد ولا الاقتصاد وبتكتب مقال للرد على واحد كتب فى الحديد وبتقول إنه مش متخصص!

زووم من الكاميرا على وجه السيناريست محسن الجلاد ويصاحب الزووم موسيقى تصويرية مأخوذة من أغنية المطربة اللبنانية فيروز «رفيق يا رفيق وينك يا رفيق».

المشهد الثالث.. نهار داخلى: مكتب وزير التجارة والصناعة منير فخرى عبدالنور، حجرة المكتب شديدة الاتساع فاخرة الأثاث، يجلس الوزير خلف مكتبه ويبدو عليه العصبية، يقف أمامه عدد من كبار الموظفين فى الوزارة، وفى أحد أركان الغرفة المتناهية الاتساع كان موظف كبير السن له لحية بيضاء يجلس وحيداً يقرأ صحيفة «الوطن».

الوزير لأحد الموظفين: اطلبوا لى مجدى الجلاد بسرعة، ثم ينظر الوزير لموظف آخر قائلاً: يا سجينى، إنت لازم ترد على مقال الخرباوى بسرعة.

السجينى: مش احنا اللى نرد يا معالى الوزير، لكن غرفة الصناعات المعدنية، مش احنا اللى نشيل قرفهم فوق دماغنا وهما قاعدين ساكتين مش بيدافعوا عن نفسهم.

الوزير بعصبية: خلاص، خلاص، خلى جمال الجارحى يرد بسرعة ولو بإعلانات يبعتوها لـ«الوطن» و«الأهرام» وبلاش «الفجر».

الموظف الأول يقدم الهاتف المحمول للوزير وهو يقول: الأستاذ مجدى الجلاد على الخط، يمسك الوزير الهاتف بسرعة ويضعه على أذنه وهو يقول بصوت منشرح: صباح شريف أفندينا، أخبارك إيه؟ أنا الحمد لله بخير لكن مقال الخرباوى عندكم محتاجين نرد عليه، مش احنا كوزارة لكن جمال الجارحى.

نسمع صوت مجدى الجلاد وهو يقول: أهلاً وسهلاً معاليك، لو فيه رد هننشره، ولو عند الخرباوى رد على رد الجارحى هننشره برضو.

الوزير: متشكرين يا ملك الصحافة، إحنا قصدنا نوضح الحقائق للرأى العام، على فكرة إحنا هنخلى رد الجارحى إعلان وهنخليه يبعت للأهرام برضو.. طيب جنابك نهار شريف.

ينظر الوزير للموظف الكبير صاحب اللحية البيضاء ويقول له: تعال يا أستاذ أبوالقمصان، كنت عاوز أتكلم معاك لوحدنا.

يقوم أبوالقمصان من مكانه متجهاً للوزير ويجلس على المقعد المواجه لمكتبه فى الوقت الذى يخرج فيه باقى الموظفين من المكتب، يظل أبوالقمصان ملتزماً الصمت فيبادره الوزير قائلاً: يرضيك برضو يا أستاذنا إن موفق حسن الرئيس الأسبق لجهاز مكافحة الإغراق يقول فى برنامج فضائى على قناة «صدى البلد» إن فرض الرسوم على الحديد المستورد سينعكس سلباً على أسعار جميع مواد البناء، وإنه سيؤدى إلى ارتفاع أسعار المنشآت بقيمة 400%؟ هو احنا هنلاقيها من مين ولا من مين؟

أبوالقمصان: أيوه فعلاً.

الوزير: انت يا أستاذ أبوالقمصان أكبر موظف فى هذه الوزارة سناً، ورغم إنك تعديت السبعين من عمرك وربنا يديك الصحة لكن كلنا بنتبارك بيك ومتمسكين بوجودك كمستشار دائم للوزير وأى وزير، ماحدش فى مصر كلها يعرف زيك فى خبايا هذه الوزارة، لذلك انت بعد ما طلعت على المعاش قعدت للآن تلتاشر سنة مستشار للوزير، لكن بعد العمر ده عمرك سمعت عن أسعار هتزيد ربعماية فى المية، هتزيد آه لكن مش بالقدر ده.

أبوالقمصان: أيوه فعلاً.

الوزير: يا ريت والله يا أستاذ سيد بخبرتك الكبيرة تكتب ليّا تأصيل قانونى لفرض السعر ده، خصوصاً إنك عارف إن شروط فرض الرسم هى تهديد واردات الحديد لمصانع الحديد عندنا، وانت سيد العارفين إن الواردات زى الجهاز المركزى للإحصاء ما ادانا الإحصائية لا يمكن تهدد الكمية المنتجة عندنا، كما أن إنتاج المصانع المصرية للحديد زاد بنسبة 32% رغم الصعوبات الداخلية، وكمان فيه زيادة فى المبيعات قدرها 23% ده مش انا اللى بقول، دى الدراسة اللى عملها جهاز مكافحة الدعم والإغراق هى اللى بتقول، وأهو رئيس الجهاز السجينى كان واقف قدامك من شوية وشكله ضارب لخمة.

أبوالقمصان: أيوه فعلاً.

وبعدين الدراسة بتاعة الإغراق اللى عملها السجينى بتقول إن عدد العاملين فى مصانع الحديد زاد بنسبة 25% مقارنة بالسنوات من 2011 إلى 2013 وده معناه إن الأمور فى المصانع ماشية على خير ما يرام.

أبوالقمصان: أيوه فعلاً.

الوزير متعجباً: أيوه فعلاً إيه يا سيد، هى الأمور فى المصانع ماشية على ما يرام؟! دول عندهم مشاكل مع البنوك بسبب القروض اللى أخدوها.

أبوالقمصان: قروض البنوك ما لهاش دعوة باتفاقية الجات ولا تكون سبباً يا معالى الوزير فى فرض رسوم حماية والمشاكل الداخلية اللى بتقابل المصانع ليست سبباً.

الوزير: أُمّال إيه اللى بتكون سبب يا سيد.

أبوالقمصان: وفقاً لاتفاقية الجات هى زيادة الواردات بشكل كبير تمثل تهديداً أو خطراً وضرراً كبيراً على المنتج المحلى، وأظن حضرتك فاكر موضوع إطارات الشاحنات بتاعة الصين؟!

الوزير: لا يرد.

أبوالقمصان: إبراهيم السجينى معاليك كان تلقى طلب من الشركة الصينية Double Coin Holdings Lt. لتصنيع الإطارات للشاحنات والأوتوبيسات طلبت فيه مراجعة رسوم الإغراق المفروضة على واردات الشركة من الإطارات، وكانت الرسوم واصلة، معاليك، لـ60% وفقاً للقرار الوزارى رقم 122 لسنة 2014، والشركة وقتها قالت إنها لم تعد تصدر للسوق المصرية بأسعار مغرقة، يعنى يا معاليك مش بتنزل فى سعرها بشكل كبير عن سعر المنتج المصرى، لكن قُريب منه، وساعتها السجينى يا معاليك رفع لمعاليك توصية بصحة المستندات المقدمة من الشركة الصينية وطلب مراجعة الرسوم المقررة.

الوزير: أيوه فعلاً.

المشهد الرابع.. نهار داخلى: ثروت الخرباوى يجلس فى مكتبه بحزب المحافظين ينتظر صحيفتى «الوطن» و«الأهرام» ليوم الثلاثاء المنشور فيهما الإعلانات التى أرسلها لهما جمال الجارحى رئيس غرفة الصناعات المعدنية والتى لم ترسلها لصحيفة «الفجر»! ويجلس معه مدير مكتبه وليد مجدى.

الخرباوى: أنا مستنى ردهم يا وليد لأكتب رداً تفصيلياً على ما سيرد فى هذه الإعلانات خاصة أننى فى مقالى لم أقل كل ما لدىّ.

وليد: ربنا يستر يا فندم، أنا مندهش من كم المكالمات اللى جت لك بعضها مهذب وبعضها يحمل تهديداً مبطناً.

الخرباوى: لا تهتم يا وليد، لكن أنا دلوقتى عادت بى الذاكرة إلى الفرح الكبير الذى شهد عقد قران شريف منير فخرى عبدالنور على ربة الصون والعفاف دينا رؤوف غبور، يا له من فرح تمت به الأفراح وسعدت به القلوب، وصدر به القرار الوزارى بالسماح باستيراد مكونات التوك توك والموتوسيكل بلا رسم إغراق وحماية، ليصبح النسيب الحبيب رؤوف غبّور تاجر البسبوسة المحتكر الوحيد لهذه التجارة لأن لديه مصانع تجميع تلك المكونات، وأهو زيتنا فى دقيقنا وبالرفاء والبنين.

وليد: بسبوسة؟! إيه قصة البسبوسة.

الخرباوى: هقولها لك فى المقال المقبل

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع