يوما بعد يوم يثبت حزب النور أنه شريك فاعل فى الحياة السياسية، رغم محاولات البعض وصمه بأنه حزب دينى صرف، وأنه متطابق مع جماعة الدعوة السلفية ولا يمكن فصله عنها.
المتابع المحايد للشأن السياسى لابد أن يكتشف المسافة الواسعة بين الدعوة السلفية مثلاً التى يعبر عنها حزب النور وبين الجبهة السلفية وأقطابها المتشددين حاملى راية عصيان الدولة ومواجهتها بالتحريض والعنف، كما يكتشف بعد الشقة بين «النور» والإخوان، الأول يمكن أن يكون حزبا سياسيا يقبل بكل شروط اللعبة ويتطور مع الزمن ومع المتغيرات، أما الجماعة المحظورة فستظل أسيرة معتقداتها البالية ومصالحها الخاصة التى تتقاطع مع مصالح الوطن العليا وتلتقى فى أحيان كثيرة مع مصالح الخصوم والأعداء كما رأينا مع إسرائيل وأمريكا وتركيا.
وعندما تشعبت الطرق بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وجدنا حزب النور الأكثر اعتدالاً بين الأحزاب المنتمية لقواعد إسلامية فكان من معارضى سياسات الأخونة، ونذكر كيف واجه يونس مخيون، رئيس الحزب، محمد مرسى المعزول بأرقام وأعداد الوظائف التى حصل عليها الإخوان دون غيرهم، ونذكر له أيضاً انحيازه المبكر إلى صفوف ثورة 30 يونيو وحرصه على الاستجابة لكل الضوابط والشروط التى تحكم العملية السياسية حتى لو اختلفت مع معتقدات مشايخ الحركة السلفية التى يعبر عنها أو يعتبره البعض ذراعها السياسية.
فى هذا السياق يمكن أن يكون حزب النور رغم اختلافنا الجذرى معه نموذجاً طيباً للتعبير عن التعددية السياسية فى مصر، فى المرحلة الراهنة، وتفنيدا عمليا لكل الصيحات والدعاوى المغرضة التى ترى المسار السياسى الراهن فى اتجاه واحد.
من ناحية ثانية، يفكر صناع القرار فى حزب النور ويتحركون فى الشارع السياسى، أفضل بكثير من أحزاب عريقة فى الممارسة السياسية وفى النضال الثورى ضد الاستبداد والديكتاتورية، ففى الوقت الذى يبدى فيه النور مرونة وقدرة على استيعاب المتغيرات السياسية والتجاوب معها دون أن يخفى انحيازاته، يظهر كثير من الأحزاب اليسارية والناصرية ارتباكاً وعجزاً عن التحرك فى الشارع لكسب التأييد أو دفاعا عن مصالحها فى مواجهة السلطة الحاكمة. من هنا نحتاج جميعاً إلى دعم نموذج حزب النور ودفعه برفق إلى أن يتجذر فى الواقع السياسى المصرى دون خوف مادام ملتزماً بقواعد اللعبة السياسية وفاعلاً فى خدمة الوطن.
نقلا عن اليوم السابع