الأقباط متحدون - النيل الأحمر
أخر تحديث ١٥:٠٦ | الاثنين ٢٠ ابريل ٢٠١٥ | ١٢برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

النيل الأحمر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
Oliver كتبها 
 صار بيننا و بين الحبشة نيل أحمر . كنيسة واحدة حمراء بدم المسيح من الداخل حمراء بدم الشهداء من خارج.علي المذبح دم.تحت المذبح دم.و نحن كم وحدتنا الدماء و كم فرقتنا الأهواء..هذا هو الزق الذي في يد الله.يجمع فيه دماء الشهداء من البلدين .قنينة واحدة تجمعنا .يد الله تحوينا..هي صلبة كالماس.جميلة رغم السواد و الألم. و من لا يوحده الماء توحده الدماء.
 
داعش صناعة الشيطان,الذي قد يكون منحل من قيوده الآن. يعمل بكل وقاحة و قباحة. لكنه و هو يظن أنه يهدم نجد المسيح له المجد يبني ببقايا العهد الجديد.إفرحوا فوق شلالات نياجرا.إفرحوا فالماء الروحي المنسكب علي رؤوس المفديين أعظم من مياه الأمطار لا تكف عن السقوط.لأن هذا الماء الروحي لا يسقط أبداً.
 
قتلوا الشهداء في ليبيا فتوحدت أثيوبيا و مصر في الشهادة للمسيح..
 
من يفك طلاسم هذا الختم.في شمال البحر يلقون المهاجرين المسيحيين في جنوب البحر يذبحونهم ما بالك أيها البحر قد ضقت بهم؟ البحر الأبيض صار أحمراَ.و البحر الأحمر جمع بين الأشقاء.ستشير الدماء وحدها علي القتلة و ستكشف عمن وراءهم.و سيتبين كم من قبلات غاشة تتناثر هنا و هناك. المدن الخمس الغربية ستصبح ست مدن قريباً.ينسكب الدم.يمتد الإيمان.بذور الحق منغمسة علي الأرض الرملية.حبة الحنطة تقوم سريعاً إذ الموت لا يحاصرها.هي مستكينة ثلاثة أيام فقط بعدها يحدث الإبهار حين تتمجد حبة الحنطة تثمر في التربة السمراء.
 
إتحدت اللغات في المسيح.صار الكلام كالفعل و صار الفعل حديث الدنيا.ليستيقظ الناكرون و يندموا.يأخذون حبات تلك الرمال المقدسة.تتلألأ في أيادي الراغبين في الحق الذين يريدون بهجة الخلاص.النيل يجري من الغرب. النيل يأتي من الجنوب.النيل بيننا يجمع.ما أجمل النيلين.نيل الحياة و نيل الموت فمن كليهما تتولد دروس الأجيال بين حدين, الماء و الدم.
 
بحر الدم في الشرق الأوسط
 
داعش تدفع العالم للتوحد ضد الشراسة و التوحش فكيف لا تدفع الكنائس في إتجاه التوحد.إنه أمر غريب أن يتحد الشر ضد المسيحيين و لا تتحد الكنائس ضد الشر.كيف لا نوحد أصوامنا و صلاتنا؟كيف لا نوحد أعيادنا و إتجاهاتنا.عندنا الكثير لنتفق عليه أما الأردياء فينظرون إلي الإختلافات و أما الأسوياء فلا تمنعهم الإختلافات من الوحدة فالوحدة لا تعني التطابق بل التكامل.و وحدة الجسد لا تعني أن يكون كل أعضاءه علي نفس الشاكلة أو الوظيفة.فلنتحد إتحاد جسد المسيح.لن تنجو كنيسة منفردة كما لا ينجو الحمل الشارد.مسيحنا مسيح الجسد الواحد.لقد تقطعنا و تشرذمنا و تمزقنا و إنتقل التشرذم داخل كل كنيسة و كل خدمة .أصبحنا نجتمع لنختلف.نتقابل لنتضاد.ثم نسأل كيف يقتلوننا؟كيف يهجروننا؟كيف يتقصدونا نحن وحدنا.الإجابة لأن الغنم مشتتة.لأن الحملان إنقسمت.لأن الإتجاهات تفرعت.و صارت كل كنيسة تقول مثل إيليا في ضعفه.قتلوا أنبياءك و بقيت أنا وحدي.و تظل إجابة السيد الرب لكل كنيسة كما هي.أنا أبقيت لنفسي  سبعة آلاف ركبة لم تنحن لبعل.أنا الذي يتمشي وسط المنائر السبعة  لكي يجمعها في فلك نجاته.لست الكنيسة الوحيدة له بل أنت عضو من كنيسته.لن تكتمل حياتك بغير أخوتك بقية الكنائس.
 
لقد ضعف الإيمان في الغرب لسبب إنقسام الكنائس فهل يفيق الشرق ليوقظه.هل تخرج صرخة من شاطئ البحر الجنوبي تقول للمتقوقعين بالشرق  كفاكم إنعزالاً.متنا روحياً و نوشك أن نموت جسدياً فمتي نتحد .ليس في وحدة الكنائس ضعف أو تنازل.بل محبة حقيقية غير غاشة.و إيمان حقيقي بالجسد الواحد و إعتراف حقيقي بالرأس الواحد.لن نهلك بسبب عدم الإتفاق علي شفاعة القديسين بل سنهلك من الغطرسة الزائفة بأن كل ما عندنا صحيح و كل ما عند غيرنا خاطئ.لن نموت لو لم يعترفوا بالأسرار السبعة لكن سنموت لو لم نعترف نحن بحاجتنا إلي محبتهم و خدمتهم و كرازاتهم التي يمكن أن تنعشنا فنلتهب معاً حباً في المسيح ساعتها سيمارسون أسرارنا السبعة بكل سرور ليس عن إضطرار و لا عن جدال بل عن شركة في المحبة و الحياة المسيحية كما يليق.
 
كلما ناقشت أحداً من الذين لا يعرفون كنيستنا أجده منبهراً بما عندنا من عمق و فكر و تراث و سيرة.أجده يخشع أكثر منا في كنيستنا.أجده يكاد يحسدنا علي ما نحن فيه من عمق و دسم فكيف نتركهم هكذا لا يدرون بهذه المائدة الدسمة من تعاليم و من قديسين و من ممارسات روحية مشبعة.كيف نتقوقع و ندفن وزنتنا؟
 
ثم ندعي أننا الأفضل؟ لا لسنا الأفضل أبداً و لن نكون أفضل من أحد.نحن بهم و هم بنا سنكون الأفضل هذه هي الطريقة الوحيدة للأفضل.أن نتحد.هذا ما مات المسيح من أجله و قام و أرسل تلاميذه يعلموننا إياه.
 
و قد يتساءل واحد إذا كنا لن نتازل عن عقيدتنا الأرثوذكسية فكيف نتحد مع الطوائف الأخري؟ الإجابة نتحد في الخدمة.في العمل المشترك.في ليالي تسبيح.في كرازة يجيدونها أكثر منا.في خدمات مرضي يعرفونها أكثر منا.في أنشطة هم فيها بارعون.في مناقشات موضوعات ليست عقيدية .في ندوات و معسكرات شبابية مشتركة.في خدمة الفقراء مشتركين.أليست هذه هي الديانة الطاهرة النقية؟ لم يقل الكتاب أن الديانة الطاهرة هي التمسك بعقيدة( و هذا مطلوب جداً) لكنه قال أن الديانة الطاهرة هي عمل محبة بين الأخوة.
 
هل نعي الدرس و نبدأ .لقد تأخرت البداية قروناً طويلة فهل ندرك و لو بعضاً مما فاتنا في طريق الوحدة؟ في هذا أطلب.في هذا أتأمل.في هذا أرجو .في هذا أثق.
 
دعونا نذكر هذه الطلبة التي صلاها الرب يسوع يو 17
 
ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم،  ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد،

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter