بقلم : عساسي عبدالحميد- المغرب

= بعد ترؤس البابا فرنسيس قداسا دينيا  حضره بطريرك الأرمن الكاثوليك  والرئيس الأرميني " سيرج سركيسيان " وتخليدا  للذكرى المئوية للمذبحة الرهيبة التي ارتكبها الأتراك العثمانيون في حق الأرمن والتي ذهب ضحيتها حسب عدة دراسات أكاديمية علمية موثقة قرابة مليون ونصف أرميني و تهجير الآلاف و هروبهم لبلدان الجوار،  و بعد وصفه للمذبحة بأنها ابادة جماعية جاء رد النظام الرسمي التركي الذي وصف  تصريح البابا بالمتحيز وأن الأرمن استطاعوا تضليل الناس و تلفيق التهم و اختلاق القصص  و أن الأمر  لا يعدو كونه  حربا أهلية وموجة مجاعة وخصاص اجتاحت المنطقة  في تلك الفترة وعانى منها الأرمن والأتراك على السواء،  و على اثر وصف البابا الجريمة بالابادة الجماعية  استدعت انقرة سفير الفاتيكان في تركيا  لتبلغه احتجاج تركيا الرسمي، لحد الآن يكون الرد مقبولا ، لكن ما يثير الانتباه هو عندما فقد أردوغان السيطرة على أعصابه و هدد بتحويل متحف  آيا صوفيا المصنف ضمن التراث العالمي الى مسجد عظيم !!! لاحظوا العقل الباطن لشخصية مهزوزة مسكونة بشبح حريم السلطان وشبق و دموية بايات الباب العالي!!!   ، تحويل آيا صوفيا الى مسجد هو  رسالة يريد تمريرها أردوغان للفاتيكان و الحكومات الغربية،  وبعد فك شفرة رسالة أردوغان  نستطيع قراءتها بسهولة وهي كالتالي  ...

يريد أردوغان أن يقول من خلال التهديد بتحويل آيا صوفيا الى مسجد " ان كان اللوبي الأرمني قد ضللكم و وقفتم في صفه  يقول أردوغان،  فها نحن سنتصدى لكم  أيها الصليبيون بهذا  السلاح، أي أن هذا الاسلام الذي يخيفكم و ترتعد فرائصكم من سماعه سنحاربكم به،  وما  النية في تحويل  متحف آيا صوفيا الى مسجد شاهق يحمل بين طياته هذه  الدلالات،  و بهذا الاسلام الذي كان مرتكبو المجزرة معتنقيه سنعليه  اليوم سيوفا لامعة في وجه من يتهمنا بابادة وتهجير الأرمن  يضيف أردوغان ....(...)

= كل الدراسات الأكاديمية العلمية الموثقة تشير الى هذه الابادة الجماعية التي ارتكبها الأتراك في حق الأرمن والتي قتل فيها قرابة مليون ونصف أميني و تم تشريد عشرات الآلاف من العوائل و تشتيتهم في لبنان و سوريا و العراق على الخصوص ومن شدة هذا المشهد الهمجي الفريد في تاريخ الانسانية والتجويع و عدم القدرة على مواصلة الطريق كانت الأمهات الارمينيات ممن لهن ستة و سبعة أطفال يجبرن على ترك نصف أطفالهن على قارعة الطريق مع القليل من الأكل و يأخذن الباقي لمواصلة طريق العذاب للخروج من تركيا بقلوب متوجعة دامية ودموع منهمرة ساخنة و قد تموت نصف الأسرة قبل الوصول للحدود مع سوريا أو كردستان العراق ...(....)

= بعد هذه المأساة الانسانية الموثقة والتي كان ضحيتها آدميون و بدل الاعتذار و جبر الضرر والاعتراف بالجريمة يتعنت سليل حريم السلطان و يهدد بتحويل متحف آيا صوفيا المصنف ضمن التراث العالمي  ويدخل في ملك التراث الانساني الى مسجد يذكر الأوربيين بملاحم الجهاد وخوازيق العثمانيين  وفحولة عسكرهم عندما كانوا يستفردون بالنساء و يغتصبوهن على مسمع ومرآى من صغارهن و بآلات خصي الصغار  لقطع مذاكيرهم و تجريدهم وحرمانهم من حق طبيعي لارسارلهم غلمانا لقصور السلاطين والوزراء والأعيان ...

كل هذا الاجرام الذي ارتكبته تركيا العثمانية يريد أردوغان تمريره على شكل حرب أهلية ومجاعة و أزمة ..!!؟؟

=الرابط أسفله هو شريط موثق للمخرج المصري الأرمني شاهين مزلوميان مدته 20 دقيقة يظهر فيه بعض الفصول من هذه المعاناة وهذه الابادة الجماعية التي ارتكبها الأتراك في حق المسيحيين الأرمن و التي يريدنا أردوغان عدم  النبش والخوض فيها والا سيحول متحف آيا صوفيا الى مسجد عظيم ..