السبت ١٨ ابريل ٢٠١٥ -
١٠:
٠٣ م +02:00 EET
صورة تعبيرية
عرض/ سامية عياد
الوصية ليست صعبة بل ممكنة لمن يريد أن يعيش حياة القداسة ، ولدينا النموذج الذى تقدمه لنا الكنيسة لنقتدى به متمثل فى الراهب ، الذى خرج من العالم طوعيا ليبدأ رحلته المليئة بالحب والرجاء لله الى الإبدية .
نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا فى مقاله "ماهية الرهبنة" يؤكد لنا أن خروج الراهب من العالم ليس كرها فيه إنما حبا فى العريس الحقيقى رب المجد ، ليفضله على أى شىء آخر ، لقد اختار الراهب الانفراد الدائم بالله وألا يشاركه كائن آخر ، خرج يطلب وجه الله وجعل عنوان مسيرته "طلبت وجهك ، وجهك يا رب ألتمس" ، كله رجاء وثقة فى الله ، وعندما ترك الراهب العالم ترك له رسالة تقول "خلاص النفس هو القضية العظمى" ، لذلك خرج الى البرية ليحيا وصية الله إذ لم يستطيع أن يحياها وهو بين الناس بسبب هموم العالم.
وفى المقابل يصير الله ضامنا وكفيلا له كقوله "لأنه تعلق بى أنجيه" ، ليس هذا فحسب بل تصل علاقة الراهب بالله الى درجة لا يشعر فيها الراهب بالجوع والعطش ولا يعانى من قسوة الطبيعة ، لا يكف عن الصلاة ، فهو رجل الصلاة الدائمة ، تتسم حياته بالهدوء وكلماته بالعذوبة وملامحه بالوداعة .
"كان كالطيور ، وكأحد الوحوش البرية ، أكمل حياته بلا هم ... كان بكليته حرا من الآلام الجسدانية ، راكبا فوق قوة الإيمان ، صائرا بالرجاء مثل أسير للأمور المنتظرة..." هكذا ورد فى بستان الرهبان عن سيرة الراهب القديس بيصاريون .
لعلنا نقتدى بسيرة الرهبان ، لا بالخروج الى البرية مثلهم إنما بالتحرر من كل شىء فى العالم لكى لا يتسلط علينا بل نطوعه فى كل عمل يرضى الله ...