الأقباط متحدون - رِفْقاً بالبابا البَطرِيرك
أخر تحديث ٠١:٢٦ | السبت ١٨ ابريل ٢٠١٥ | ١٠برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رِفْقاً بالبابا البَطرِيرك

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
ماجد سوس
 عشت هذه التجربة يوما في احدى الكنائس التي كنت اخدم فيها حينما رسم اب كاهن من الشباب المتحمس الغيور الذي يحمل طاقة و رؤية جديدة للخدمة و كان يخدم قبله اب من الآباء المكرمين الكبار الذي تتخطى خدمته الكهنوتية الناجحة نصف القرن و الذي ساهم فيها بخدمة قوية مؤثرة في الكثير من البلدان و قام يتأسيس العديد من الكنائس و الخدمات الناجحة.
 
     نعود الى الكاهن الشاب الذي ما ان وضع قدميه في بيت الرب حتى بدأ في العمل الرعوي و الكنسي بحماس شديد و ما ان ابتدأ العمل حتى بدأت حرب عجيبة عليه فإن وضع صورة للمسيح في اسبوع الآلام يجد من يقول له ابونا السابق لم يضع هذه الصورة و ان وضع جدول للخدمات يقولون له ابونا السابق كان له رأي اخر و ان قرر ان يصلي جزء او يترك جزء كان البعض ينتقده ازدادت الحرب المقصودة و غير المقصودة و المشكلة تكمن في المقارنة بين شخص له ايام في الخدمة و آخر له عشرات السنين حتى انه كاد ان يترك الخدمة لو معونة الرب و نعمته التي سندته حتى صارت خدمته عظيمة .
 
     كلنا كنا نشفق على الأب البطريرك الذي سيأتي خلفا للبابا العملاق مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث و قد غالى البعض في التخوف على الكنيسة قائلين انه مسكين من سيجلس على هذا الكرسي العظيم بعد ان خدم عليه رجل بمائة رجل و تناسى القائل ان روح الله و نعمته هي التي تقود الكنيسة .
 
    بدأ البابا الجديد البطريرك الأنبا تواضروس الثاني العمل بكل همة و نشاط حتى وجدنا انفسنا امام بابا اصلاحي له رؤية ثاقبة و إستنارة و رغبة حقيقية في إحتواء الجميع لذا كان من اولياته لم الشمل فبدأنا نسمع عن اباء اساقفة و كهنة و خدام كانوا موقوفين او مشلوحين يعيد محاكمتهم و يعيدهم بعد توبة

المخطيء و وجدنا رسامة اباء اساقفة جدد و لاسيما لدير انبا مقار الذي كان في امس الحاجة لإنضمامه بصورة فعالة لحضن الكنيسة و هو المليء بخيرة الآباء الرهبان و رأينا سرعة اعداد لائحة جديدة لإنتخاب البطريرك و التي اصدر بها الرئيس السيسي ،مؤخرا، قرارا جمهوريا بها و التي طال انتظار الشعب المسيحي لها حتى تم توسيع دائرة من له الحق في الانتخاب و أصبح للأكليروس اجمع و الخدام و معظم افراد الشعب القبطي  ممارسة هذا الحق كما أنه قاد المجمع لإعتبار البابا كيرلس السادس و الأرشيذياكون حبيب جرجس قديسان رغم انه لم يمض على انتقالها خمسون عاما كما
جرت العادة .

أما الحادث الجلل فكان المصالحة الكبرى مع الذخيرة الثمينة لكتابات العلامة الأب متى المسيكين باعث النهضة الرهبانية الحديثة بل و في موقف تاريخي قام البابا الإصلاحي بإفتتاح الجناح الخاص بكتابات و اثنى و اشاد امام الجميع بتلك الكتابات .
 
     وكما حدث مع الكاهن الجديد هكذا مع البطريرك الجديد ، فإن صالح أب او شخص فكيف تصالح رجل حرمه البابا شنودة و ان سمح بكتابات فلان كيف و لم يفعل سلفك هذا و ان صرح بأن هذا دير قبطي ، حتى يعطي الفرصة لأبناءه الرهبان لينضموا للكنيسة ، يسارع من يطلب منه ان يتراجع لأن مسئول الدير لم يكن على اتفاق مع البابا السابق . وبعد ان ابدى تفهم لمشاكل الاحوال الشخصية و بعد محاولة اعادة النظر في لائحة 38 حيث ان

حالات الطلاق في الكنيسة ازدادت و اصبحت بالآلاف و جاء البابا واعدا ابناءه بالعمل على اصدار لائحة مرنة ، وجد قداسته نفسه بين فريقين احداهما يعارضه بحجة ان من سبقه كان متشددا معرضا للائحة و بين اولاده الذين يترجون ان يساعدهم مستخدما سلطان الكنيسة الممنوح بالروح القدس و لا يسعنا المجال الان لبحث هذا الشأن
 
     هكذا وجدنا أنفسنا أمام تيارا رديكاليا متشددا ، لا أرغب  في تسميته الحرس القديم كما أسماه البعض فهو مصطلح سياسي لا يصح ان يقال في الكنيسة ، لكنه يبدو لي حجر عثرة امام الإصلاح المرجو لأنه  يرى عصمة السلف دون ان يرى مصلحة الرعية و لا سيما ان البابا أكد مرارا و تكرارا انه طالما أن الإصلاح لا يمس ايمان الكنيسة الصحيح فهو امر لازم و ضروري.
 
     اننا نؤمن بأن الروح القدس لا يزال يعمل حتى الآن فالكنيسة حية غير جامدة تسعى نحو الوحدة و نحو خدمة اعضاءها و مساعدتهم للوصول لحضن المسيح فهي كنيسة ديناميكية تتحرك نحو نفس هدف مسيحها و هو خلاص النفوس فمصالحة ابناءها و قبولها الخطاة ، منهج حياتها .
 
     اعلم علم اليقين انني ادوس بقدمي حافيا في الأشواك بالخوض في هذا الموضوع الشائك الذي قد يفتح النارعليّ من تيار المحافظين الذين وقفوا في الماضي امام القديس حبيب جرجس حينما ادخل خدمة مدارس الاحد داخل الكنيسة و اتهموه بالبروتستانتية و بعدها اصبحت مدارس الاحد صمام الامان لتعليم اولادنا الايمان الصحيح .
 
     فالذي دفعني للكتابة هي غيرتي الشديدة على الكنيسة و محبتي العميقة للبابا تواضروس الذي ما فتيء يحلمُ بالإصلاح الكنسي الشامل حتى صرّح مؤخراً لأحدى الاعلاميين انني أعترف ان الاصلاح تباطئت وتيرته.
 
     لدينا تاريخ كنيستنا لننظر إليه و نأخذ منه العبر فعندما اتي البابا ديمتريوس الأول الكرام البابا الثاني عشرقام بتغيير عادات كثيرة كان يسمح بها البابا يولليانوس القديس الذي كان قبله ووضع مواعيد جديدة للأصوام و وضع حساب الأبقطي ووضع قواعد للأعياد.
 
     و كالخلاف الفكري الذي نشأ بين البابا شنودة الثالث و الأب متى المسكين كان هناك خلافا حادا بين البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرين مع العلامة القديس يوجنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية و كان الأول يهاجمه بشدة و يمنع الأقباط من قراءة كتبه أو نشر تعاليمه و عندما اعتلى سدة

البطريركية البابا التالي له و هو القديس كيرلس الكبير الملقب بعامود الدين ، البابا الرابع و العشرين، قام بإعادة كتب و مكانة يوحنا ذهبي الفم رغم ان البابا كيرلس كان ابن اخت البابا ثاؤفيلس لكنه لم يضع هذا في اعتباره و لم يقل انه طالما البابا السابق حرم كتابات ذهبي الفم انا افعل ايضا و انما رأى فيها نفعا عظيما و هي الكتابات التي تتلمذ عليها الكنيسة حتى الآن.
 
     أبي الحبيب قداسة البابا استمر في الإصلاح و نحن خلفك و معك ، استمر في عمل المصالحة و المحبة مع الجميع ، استمر في العمل على وحدة جسد المسيح و الله معك.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter