الأقباط متحدون - تكرار الخطأ ليس خطأ
أخر تحديث ٠٠:٢٦ | السبت ١٨ ابريل ٢٠١٥ | ١٠برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تكرار الخطأ ليس خطأ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ البلاد حيث نقف على سن إبرة تشكنا في قدمنا ولكننا نتمسك بالوقوف عليها، داعين إلى الله بألا تنكسر وتأخدنا وتنزل بينا على جدور رقبتنا، نجد من يضع قنبلة تحت هذه الإبرة، نجد من لا يؤمن تلك الإبرة، نجد من يقصر في عمله، ونجد من يدعو للطبطبة على المقصرين بداعي أنهم مضغوطين.
 
التماس العذر للناس في كل شيء مطلوب ولا ريب في أنه ضروري لكن هذا في المسائل الشخصية تحت بند الغفران والتسامح والمحبة، لكن في مسائل العمل العام متى قصر احد فقد نغفر له مرة ونسامحه مرة، لكن متى كرر خطأ فليذهب إلى الجحيم أو من حيث جاء، وفي زمن كالذي نحن فيه الآن بلادنا تتألم وتئن،

ورجال شرطتنا يقصرون ويهملون ويطالبونا بدعمهم والطبطبة عليهم، فالإجابة يعف لساني عن قولها لكن من الضروري قولها ولو في سري.
 
صديقي القارئ، قف ملياً وتأمل بيانات الشرطة المصرية بعد تفجيرات مدينة الإنتاج الإعلامي لتعرف أن الإرهابيون حاولوا زرع القنابل تحت أبراج الكهرباء وأفشلتهم الشرطة وظلوا يحاولون ويحاولون إلى والحمد لله نجحوا، نجحوا بعد أن تعلموا من خطأهم وتجنبوه وحينها وصلوا لهدفهم، أما شرطتهم تراخت وتراخت وقررت أن تترك الفرصة لللارهابيين لكي ينفذوا مُناهم، الكارثة بقى تتجلى حينما تكرر الشرطة خطأها مرتين بعد الخطأ الأول، فلقد انفجر برجين ثم ثالث أثناء زيارة رئيس الوزراء للمدينة، ثم يوم الخميس تنفجر عشر قنابل. قل لي صديقي القارئ، بماذا أسمي هذا؟ هل هو فشل أم عبث بمقدرات وطن؟ أم تراخي أم إهمال؟ المسؤول عن تكرار تلك الأخطاء يجب أن يحاكم محاكمة عسكرية بتهمة الخيانة ويعدم بتفجيره في وسط عدة قنابل فهو مقصر بلا أدنى شك.
 
إعلانات تفجيرات مدينة الإنتاج كثيرة وأولها إعلان عن خيابة الشرطة المصرية خيابة قاطعة كنا نعرفها ولكن كنا نحاول أن نتغاضى عنها لدعمها، لكنهم أجبرونا على الاعتراف بها علناً، وثمة إعلان آخر عن نجاح الإرهابيين في تهديد أمننا القومي بشكل مباشر، فالإعلام في أى بلد في العالم أمن قومي لها، بل تكبيدنا خسائر ليس في إصلاح أبراج الكهرباء فحسب ولكن ما تكبدته القنوات الفضائيه من خسائر حال انقطاع البث بل ما قد نكون تكبدناه بوقف الكهرباء عن محطات بث النايل سات وهو ما لم يعلن عنه ما يعني انقطاع البث عن قنوات غير مصرية ستطالب أكيد بتعويض عن خسائرها.
 
ثمة إعلان آخر نراه جلياً من جراء تفجيرات أبراج مدينة الإنتاج الإعلامي، وهو أن في أوج التأمين المفترض بعد أي حادث والمفترض أن يتضاعف في حال وجود رئيس الوزراء بالقرب من موقع الحادث، يمكن عادي جداً أن يحدث تفجير بلا أي مشكلة ولا أزمة، بل يمكن أن نكررها بعدها بدون أي عقبات ولا عراقيل، يعني الوصول للهدف ليس أسهل منه إلا الوصول إلى بيتك عزيزى القارئ، للأسف لن يمنع الإرهابي أحد من تفجير أي هدف مهما كان، وسلم لي على دولة الأمن والأمان.
 
المختصر المفيد الفاشل هو الذي لا يتعلم من خطأ غيره، والأحمق هو الذي لا يتعلم من خطأه، والشرطة المصرية هي التي لا تتعلم من خطأ غيرها ولا من خطأها    -حالة خاصة-

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter