الأقباط متحدون - اليمن ..عندما يكرر التاريخ نفسه
أخر تحديث ٠٥:٢٧ | الجمعة ١٧ ابريل ٢٠١٥ | ٩برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اليمن ..عندما يكرر التاريخ نفسه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 بقلم: ماجد سمير

وسط الأراء المؤيدة للحرب على اليمن والداعمة لقوات التحالف بقيادة السعودية تبدو واضحة آراء عقلانية ترى أن الحوار بين الأطراف المتصارعة الحل الوحيد المناسب للأزمة اليمينة وأنه سيفرض على الجميع فور أن تقرر مصر تبنيه والبدء الفوري في الحل بشرط أن يدرك الجميع أن قبول المختلف سياسيا وعرقيا ودينيا الأمل الوحيد الباقي لليمن وأن الحرب والإقتتال سيجعل الخسار المصير الحتمي الوحيد للكل دون استثناء، كما أن الحوار يجب أن يكون أساسة تأصيل حق الشعب اليمني في تحديد مصير عبدربه منصور هادي من استمراره في الحكم أو خلعه وليس من المنطقي أن تفرض عودته على دبابة قوات التحاف وتحت قصف طائراته.
 
وبعد ..التاريخ ليس مجرد صفحات نقرأها "كحدوتة ما قبل النوم"، أو مجموعة من الصفحات أوالفصول تدرس للطلاب في المدراس لمجرد الحفظ والصم يكتبها الطالب تماما كما هى مكتوبة في الكتب؛ فقط  لضمان الحصول على الدرجة النهائية  أو على الأقل النجاح على "الحروك روك".
 
يرى البعض أن مشاركة الجيش المصري في اليمن ليس إلا إعادة انتاج للتاريخ مرة أخرى دون الاستفادة من أخطاء  الماضي بل أن الأمر يدار بنفس الطريقة ونفس الأسلوب على نهج " إعادة تدوير الكمامة" ولا مجال لسماع الأراء المعارضة حول أمر مصيري؛ التاريخ يتكرر تقريبا بكل تفاصليه .
 
وبالرغم من وجاهة أسباب مشاركة مصر في الحرب على اليمن خلال فترة حكم الرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر – حسبما أقنع الناس وقتها – إلا أن الأنسب لكل الأطراف كان دعم مصر للثوار لاستمرار ثورتهم  الجزء المحتل من اليمن فضلا على الإعتراف بحكومة الثورة اليمن وكذا الضغط للدولي لاعتراف الدول الكبرى بها ، وكانت نتيجة المشاركة عدد كبير القتلى في صفوف الجيش المصري وانهاك قواه فضلا عن المشاركة حينها في الحرب على اليمن كام من أهم أسباب نكسة 1967 .
 
والآن تخرج الأصوت من السعودية وحكامها آل سعود – منا المال ومنك الرجال - تطالب بل وتضغط على السيسي لتدخل الجيش المصري بريا في اليمن مكررة نفس الجملة المأثورة التي جررت العراق لحرب ضرورس ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي ، وبصرف النظر ودون الخوض في تفاصيل عن موقف آل سعود في الحرب على اليمن أيام ناصر وقيادتها لتحالف ضم تركيا وإيران وغيرها من الدول ضد مصر وموقفها الآن الحرب على اليمن أو بالأحرى الموقف المصري الذي انتقل إلى معسكر السعودية، يستمر التاريخ في تكرار المواقف وعلينا فقط أن نعي الدرس جيدا.
 
وصباح الجمعة العاشر من ابريل 2015  وضع البرلمان الباكستاني الدول المشاركة في التحالف السعودي في الحرب على اليمن  في موقف شديد الحرج بعد تصويت أغلبية أعضاء على قرار التزام باكستان الحياد وعدم المشاركة بجيش بلادهم في الحرب المذكورة بالرغم من وجود اتفاق دفاع مشترك بين الجانب الباكستاني والجانب السعودي بعد تمويل آل سعود للقنبلة النونوية الباكستانية لتصبح درع وسيف الأمة حسبما كان التعبير وقتها.
 
الحل يبدأ من إجبار كل الفرقاء والأطراف المتصارعة في اليمن وكذا الأطراف المشاركة عريبا في الحرب على الجلوس على طاولة المفوضات وقبول الصلح التام وفرض حتمية وعي كل الأطراف بوجود الآخر بكافة حقوقة على أرض اليمن في إطار وطني يشمل كل اليمنين، وعلى القاهرة كعادتها منذ القدم تبني الصلح والمفواضات بين الأطراف المتصارعة واقناع الجميع أن اختراع نقاط للتلاقي الحل الأنسب لأن مستنفع الحرب ستخرج منه جميع الأطراف خاسرة بما فيها الأطراف العربية المتحمسة جدا لفكرة قوات التحالف للمواجهات العسكرية.
 
وربما كان مشاركة الشابة السعودية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي طالبت فيه بالدفع بالقوات الباكستانية موالمصرية للحرب بدلا من موت الشباب السعودي مؤكدة من خلال  المشاركة " ليس من المعقول أن تدفع المملكة كل هذه الأموال ويموت أبناء المملكة". سبب في رفض البرلمان الباكستاني الدفع بجيشه لمستنقع الحرب على اليمن .
 
وتبدو قصة باب المندب غير مقنعة للخوض في حرب كأننا الطرف الوحيد المعنى بالممر الدولي وحمايته تتوقف فقط على خوضنا الحرب خصوصا البرية، والتسريبات الغارقة في نظرية المؤامرة أن القوى العالمية قررت التأمر على مصر بترك الحوثيين للإستيلاء على اليمن وغلق المضيق للقضاء على مشروع قناة السويس الجديد وحرمان مصر من النقلة الاقتصادية المتوقعة فور تشغيل المشروع في أغسطس القادم، المؤامرة هنا في توريط الجيش المصري في المستنقع وإنهاك قواه في حرب لا أحد يعلم متى تنتهي وإلى نتيجة ستأخذنا.
 
ويحضرني عدة أسئلة شديد الأهمية لماذا لم تقصف قوات التحالف حضر موت الخاضغة تماما لتنظيم القاعدة؟ ومن البديل للحوثين في اليمن؟ هل سيتمكن عبد رب المنصور هادي من فرض سيطرته على اليمن - أم ستناسده قوات درع الجزيرة  بعد طلبه الإنضمام لمجلس التعاون الخليجي! - أم أن تنظيم القاعدة ووريثه الشرعي داعش سيخطفها؟ ، طاولة المفاوضات ولم شمل كل الأطراف اليمينة هى الأصلح للوضع وعلينا أن نتذكر أن كل الأطرف المتصارعة في اليمن هم في المقام الأول يمنيون.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter