بقلم: ليديا يؤانس
إنها ليست دعوة للشّمْ!
إنها ÙÙŠ الواقع دعوة للمصريين لكي يشمÙÙˆ!
Øيرتينا يعني Ù†Ùشمْ .. ولا .. ما نشÙÙ…Ùشْ!
إللي بيشمو أنواع كثيرة ولكن أسوأ الناس إللي معدومة عندهم Øاسة الشم الإنساني!
بدأ المهرجان المصري، هذا ليس تعصباً ولكنه بالÙعل مصرياً، ويقوم به المصريين ÙÙŠ مناطق مختلÙØ© علي أرض المØروسة، كل يقوم بدورة لإØياء هذا المهرجان.
الطبيعة هي التي تقوم بالإعداد للمهرجان، تدعو كل شخص للØضور والمشاركة والإستمتاع والÙرØØŒ أنه بداية الربيع أجمل Ùصول السنة، رØÙ„ الشتاء بقسوته وأمطارة وثلوجه وزعابيبه، خرجت الكائنات من طور البيات الشتوي، لتشم عبق الزهور، ورائØØ© مياه البØار والأنهار الملÙÙˆØØ© بنسمات الهواء العليل، تÙتØت الزهور والنباتات لتعطي ثمارها، لونت الكون بأشكالها المÙختلÙØ© المÙبهجة المÙلونة، الشمس تغازل كل ØÙŠ بأشعتها الذهبية الداÙئة، كل الكائنات تسعي لأخذ Ù„ÙØØ© من أكسير الشمس الشاÙÙŠ المÙبهج، الطيور تغرد وتتراقص ÙÙŠ الهواء علي أغصان الأشجار مثل راقصي البالية.
مكان المهرجان ليس مكاناً واØداً، ولكن أماكن مختلÙØ© كل منها يعتبر مهرجان ÙÙŠ Øد ذاته، قد يكون المكان Øدائق أو جداول مياه أو شواطئ، وقد يكون المكان مركب أوسÙينة تØمل المدعويين للإØتÙال علي Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ù…ÙŠØ§Ù‡.
المدعويين لهذا المهرجان، هو كل من يتمتع بØس عالي للإبتهاج والÙØ±Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Øبة الإنسانية، المدعويين من كل المستويات الÙقير قبل الغني والصغير قبل الكبير، المهرجان مجاني، ليست هناك تذاكر للإشتراك ولكن كل مدعو أو مجموعة متجانسة مع بعضها يخططون كي٠يØتÙلون طوال هذا اليوم البديع، وماذا يأكلون؟
اسم المهرجان "Ø´ÙÙ…ÙÙˆ"
أنه ليس دعوة للإدمان! ولكنه دعوة لشم عبير الزهور والنباتات الشذية، دعوة لشم رائØØ© الطبيعة الخلابة.
"Ø´ÙÙ…ÙÙˆ" كلمة Ùرعونية مصرية قديمة معناها شم جاءت من استخدام الأن٠لشم الروائØØŒ وقد تعرض الأسم للتØري٠علي مر العصور ÙأضيÙت إليه كلمة "النسيم" نسبة إلي الإستمتاع بالنسيم العليل، Øيث أن Ùصل الربيع يتميز بإعتدال الجو ÙØ£ØµØ¨Ø Ø§Ø³Ù… هذا المهرجان أو العيد يطلق عليه "شم النسيم."
هذا العيد يرجع تاريخة إلي ما يقرب من خمسة آلا٠سنة، أي Ù†ØÙˆ 2700 قبل الميلاد (أي قبل ميلاد المسيØ)ØŒ ويقال أن هذا العيد كان معروÙاً ÙÙŠ مدينة هليوبوليس "أون"
من الأشياء الطريÙØ© أن الÙراعنة كانوا ÙŠÙقيمون Ø¥ØتÙالاً رسمياً كبيراً، Ùيما يعر٠بالإنقلاب الربيعي، Øيث أنه ÙÙŠ ذلك اليوم يتساوي Ùيه الليل مع النهار، Ùكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشاهدوا قرص الشمس وهو يغيب Ù…Ùقترباً تدريجياً من قمة الهرم Ùيبدو للمÙشاهدين وكأن الشمس تجلس Ùوق قمة الهرم، ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس اللØظة تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، Ùتظهر واجهة الهرم أمام المشاهدين، وكأنها قد إنقسمت إلي قسمين.
هذا العيد عند قدماء المصريين كان يرمز إلي بعث الØياة، وكانوا يعتقدون أن بداية الربيع هو بدء الزمان أو بدأ خلق العالم.
"Ø´ÙÙ…ÙÙˆ" أو "شم النسيم" هو Ø¥ØتÙال يقام سنوياً ÙÙŠ بداية Ùصل الربيع، أنه ليس عيداً مسيØياً بالدرجة الأولي كما يعتقد البعض، Ùالأعياد المسيØية هي التي ترتبط إرتباطاً Ù…Ùباشراً بالسيد المسيØØŒ وإن كان المسيØيين المصريين أي الأقباط ÙŠØتÙلون بهذا العيد ÙÙŠ يوم الأثنين، التالي لأØد عيد القيامة، أنه عيد يرمز إلي أنه بعد القيامة سندخÙÙ„ الÙردوس، أي أنه بسبب قيامة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø£ØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ø¨ الÙردوس Ù…ÙتوØاً أماما المؤمنين، وهذا ما قاله Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù„Ù„Øµ الذى آمن اليوم تكون معي ÙÙŠ الÙردوس، ÙÙŠ شم النسيم الناس يذهبون إلي الØدائق رمزاً إلي دخولهم الÙردوس بسبب القيامة.
من أهم مظاهر الإØتÙال بشم النسيم تناول نوعيات معينة من المأكولات كما كان ÙŠÙعل الÙراعنة Øيث إرتبطت عندهم هذه المأكولات بالخصب والخلق والØياة، ومازال المصريين (مسيØيين وغير مسيØيين) Øتي الآن يتناولون Ù†Ùس الأطعمة لما لها من رموز بالنسبة للشعائر المقدسة لدي القدماء وأيضاً المسيØيين.
إهتم القدماء بأكل البيض ÙÙŠ شم النسيم Ùكانوا ينقشون علي البيض Ø£ÙمنياتÙهم ودعواتهم للعام الجديد، كانوا يضعون البيض ÙÙŠ سلال من سع٠النخيل ويعلقونها ÙÙŠ شرÙات المنازل أو أغصان الشجر، لكي تØظي بالبركات الإلهية والإستجابة السريعة لطلباتهم عندما ÙŠÙشرق الله بنوره علي الكون.
أما المصريين الآن Ùيقومون بتلوين وزخرÙØ© البيض بطرق بديعة تÙدخل البهجة للنÙوس، وتÙØªØ Ø§Ù„Ø´Ù‡ÙŠØ© للأكل وخاصة الأطÙال الصغار، أما بالنسبة للمسيØيين البيضة شئ مغلق يخرج منه كائن ØÙŠ بدون تدخل بشري، Ùالبيضة ترمز للقيامة، Øيث أن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‚Ø§Ù… من بين الأموات بقوة Ù†Ùسه Øيث أنه الإله القادر علي كل شئ، قام لكي يعطي Øياة جديدة للعالم.
أكل الÙسيخ والسمك المÙÙ…Ù„Ø Ù…Ù† معالم هذا العيد، وقد ظهر الإØتÙال به ÙÙŠ عهد الأسرة الÙرعونية الخامسة مع بدء الإهتمام بتقديس نهر النيل، بالنسبة للأقباط Ùهم يتناولون الÙسيخ والسمك المÙÙ…Ù„Ø ÙÙŠ شم النسيم، Øيث أن التاريخ الÙعلي لهذا العيد يأتي ÙÙŠ Ùترة الصوم المقدس الذي يسبق الإØتÙال بعيد القيامة، ÙˆÙÙŠ Ùترة الصوم يصومون عن كل المأكولات الØيوانية بما Ùيهم الأسماك، ولذا بعد الإÙطار من الصوم يتناولون الÙسيخ والأسماك، السمك بالنسبة للمسيØيين يرمز للعصر المسيØÙŠ الأول علي إعتبار أن الرسل كانوا صيادين سمك.
أيضاً بعد القيامة خرج التلاميذ لصيد السمك، Ùظهر لهم يسوع وقال ألعل عندكم أداماً أجابوه لا .. Ùقال لهم ألقوا الشباك Ùصادوا سمكاً كثيراً، ولما خرجوا من السÙينة وجدوا جمراً موضوعاً وسمكاً موضوع عليه وخبزاَ وقال لهم يسوع هلموا تغدوا (راجع يوØنا 21).
الخس من المأكولات المÙضلة ÙÙŠ هذا العيد وكان يسمي بالهيروغليÙية "عب" وكان القدماء يعتبرونه من النباتات المقدسة Ùنقشوا صورته تØت قدمي إله التناسل عندهم، هذا جعل علماء السويد ÙÙŠ العصر الØديث يبØثون ويدرسون Ùوائد الخس، Ùثبت لهم أن هناك علاقة وثيقة بين الخس والخصوبة لإØتوائه علي Ùيتامين (Ù‡) بالإضاÙØ© إلي بعض هرمونات التناسل، وأكتشÙوا أيضاً أن زيت الخس يزيد من القوة الجنسية.
Øرص القدماء والمصريين الآن علي تناول البصل ÙÙŠ هذه المناسبة، Øيث إرتبط عندهم بإرادة الØياة والتغلب علي المرض وقهر الموت، Ùكانوا يضعونه Øول رقابهم، وتØت الوسائد، ويعلقونه ÙÙŠ شرÙات المنازل.
أيضاً يأكلون نبات الØمص الأخضر وهو ما يعر٠عند المصريين بإسم "الملانة" وكان القدماء يعتقدون أن نضوج ثمرة الØمص وإمتلائها إشارة إلي قدوم الربيع.
Ø£Øبائي .. الله ليس كئيباً بل هو الÙØ±Ø Ø°Ø§ØªÙ‡ØŒ أنه يريد أن كل الناس تÙØ±Ø ÙˆØªØ³Ø¹Ø¯ بما يقدمه لهم من خيرات، أنه يريد من البشر أن ÙŠÙمجدوه ويÙسبØوه علي كل شئ جميل ومبهج ÙÙŠ Øياتهم من خلال الأعياد.
Ùطوبي لمن ÙŠØتÙلون ويبتهجون بعيد شم النسيم، ذوي العقول المستنيرة، ذوي الØس الإنساني الراقي، ذوي القلوب المÙØبة لله وللناس.
وياØسرة علي الناس إللي معدومة عندهم Øاسة الشم الإنساني، ذوي العقول المÙظلمة، الذين ÙŠÙÙƒÙرون كل شئ جميل خلقه الله، الذين يبÙثون Ø£ÙكارهÙÙ… العÙنه، ويزرعون الكÙره والبÙغضه بين الناس بسبب Ùتاواهم المريضة!