الأقباط متحدون - التدخل البرى باليمن بين عبرة الأمس وقرار اليوم2-2
أخر تحديث ٠١:٠٨ | الثلاثاء ١٤ ابريل ٢٠١٥ | ٦برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التدخل البرى باليمن بين عبرة الأمس وقرار اليوم2-2


بقلم - مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال الماضي عند  تشتتنا وانتشارنا في صحاري اليمن لنصر وللأسف أصبحنا صيداً سهلاً وثميناً لمن يرد قطع رؤوسنا ليقدمها لأصحاب أكياس العملات الذهبية فيشترونها بأموال وفيرة، وكانت القبائل اليمنية الخبيرة بالجبال اليمنية ودروبها ترتع وتبيع رؤوس جنودنا في يسر مؤلم، إلى أن عدنا للتركيز على مثلث تعز صنعاء الحديدة وهي الميناء الهام على البحر الأحمر وقت أن كانت اليمن لا تسيطر على عدن حيث خليج عدن.
 
أخذت القيادة المصرية تتخذ عبرة مما يحدث للجنود وتعيد توزيعهم، وتحسن الموقف ولكن بعد خسائر هائلة، فهل هذا يعني أننا لا يمكننا التدخل البري في هذه الآونة في اليمن، للإجابة على هذا السؤال علينا أن نضع في اعتبارنا أن مسألة القبائل اليمنية التي كانت عدو أكبر لنا لم ولن تعد بهذه الشراسة، إذ أن ممولها السابق صار في صفنا بل قد تكن القبائل في عوننا ما دام ذهب السعودية معنا.
 
أما مسألة وعورة جبال اليمن وجهلنا بها فهي مسألة غائبة إذ هناك أقمار صناعية وطلعات جوية وظيفتها الوحيدة هي الاستكشاف والاستطلاع، وهذا يعني أننا بعيدين عن خطر قتال المجهول الذي قد وقعنا به، وفي كل الأحوال يمكننا الآن أن نتخذ من العبرة الحقيقية والكاملة من حرب اليمن السابقة عظة جيدة بأن نركز تواجدنا في أربع نقاط، ثلاثة كانوا هم محور الوجود في الحرب الماضية، ويزيد علينا الآن محافظة عدن لنسيطر على الخليج ومضيق باب المندب بل بالأحرى جزيرة بريم، ونكون في هذا في منأى عن مواجهات أخرى، ولنترك الفرصة لليمنيين ليكملوا ما لا طاقة لنا به أو ما لا حاجة لنا بأن نتوحل فيه كما توحلت القوات الأمريكية في فيتنام وقواتنا باليمن فى الماضى، وإن كان لنا في التكنولوجيا خير معين في قراءة تضاريس اليمن ودروب جبالها.
 
السؤال الأهم هنا، هل نحن بحاجة ضرورية لوجود بري في اليمن؟ في رأيي أننا بحاجة لوجود مركز ودقيق كالعمليات الجراحية الدقيقة، فإن وفقنا في هزيمة الحوثيين جواً وبحراً وهو أمر- مستبعد- نحن بذلك نفتح الطريق للقاعدة وداعش وهم أخطر علينا من الحوثيين أو قل أنهم بنفس خطورة الحوثيين على مضيق باب المندب خاصةً في ظل علاقاتنا السيئة مع الإخوان الذين هم أقرب للوصول لسدة السيطرة على اليمن في حال سقوط الحوثيين، إذن نحن بحاجة لوجود محدد الهدف وهدفنا الأول استقرار اليمن، وهدفنا الإستراتيجي القومي لبلدنا مصر هو الحفاظ على حرية الملاحة بمضيق باب المندب، إذن المهم مضيق باب المندب والسيطرة عليه وهو لا يتم إلا بالسيطرة على جزيرة بريم اليمنية التي تحتل منتصف المضيق وساحل اليمن المطل على المضيق، إن أتممنا هذا نكون قد أفلحنا في تنفيذ غايتنا من الوجود باليمن، الباقي هو أن نسهل الطريق للقوى المعتدلة أن تسيطر على اليمن وهذا لا يتأتى إلا بالسيطرة على صنعاء العاصمة وعدن والحديدة وتعز أما السيطرة على صداء فليكن للسعودية نصيب الأسد في السيطرة عليها لوجود الكثير من القبائل التي توالي السعودية وتقع على حدودها أي أن طرق المواصلات معها مأمونة لقصرها.
 
أخيراً عزيزي القارئ، هكذا أكون قد شرحت لك العبرة التاريخية من تدخلنا الماضي فى اليمن وقدمت على قدر دراستي للأمر روشتة لضرورة وكيفية التدخل المصري الآن في اليمن، وللقيادة العسكرية والإستراتيجية في مصر تقرير المصير.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter