الأقباط متحدون - التدخل البري باليمن بين عبرة الأمس وقرار اليوم1-2
أخر تحديث ٠٨:٥٠ | السبت ١١ ابريل ٢٠١٥ | ٣برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التدخل البري باليمن بين عبرة الأمس وقرار اليوم1-2

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
وقت أن تدخلت قواتنا المصرية باليمن حين قامت ثورتها منذ أكثر من خمسين عاما- مضوا بحلوهم ومرهم- كان السيد عبد الرحمن البيضاني صديق الرئيس السادات الذي لم يكن وقتها رئيس مصر، ولكن كان رئيسها الزعيم عبد الناصر، أقول كان السيد عبد الرحمن البيضاني يريد تدخلاً مصرياً مشروطاً ومحدوداً ليكن تدخلاً محموداً، بيد أن أطماع القيادة العسكرية المصرية في إيجاد نصر أو بحثها عن الثأر في بعض الخسائر التي منينا بها، وقد كانت بسيطة في البداية دفعت لتورط مصري كبير وهائل بصحاري اليمن.

وعند نزول أول طائرة نقل جنود مصرية - طراز أنتينوف روسية الصنع- في مطار اليمن، تم ذلك بصعوبة بالغة جداً، فلم يكد يرى الطيار ممر الهبوط

إلا بالكاد وسط إظلام مزعج وعدم وجود برج مراقبة يساعده ويعينه على عمله الصعب هذا، ولم تكن الطائرة الأولى تقل جنوداً مصريين فحسب ولكن كان بها بعض الزعماء المصريين الذين ذهبوا ليروا بأنفسهم الأوضاع باليمن، وبدأ التدخل المصري محدود بحق لم يكن فيه حتى ضربات جوية، كنا فقط

نمول الثورة اليمنية بالسلاح شأنهم شأن ثورة الجزائر وتونس وشأن كل الثورات التي في العالم الثالث التي كانت مصر تقف خلفها ومعها سواء دعم اقتصادي أو عسكري أو كليهما، فقد كنا ندعم حركات التحرر بالعالم الثالث - كما كان يحلو لزعامة مصر تسميتها- فقد كنا ندعم حركات بأفريقيا مثلما فى الكونغو وغانا وغينيا وغيرهم كثر من الدول، ولم تكن اليمن وضع غريب إلى أن بدأنا نحتاج لأن يكن لنا وجود عسكري في اليمن ولو محدود حتى مُنِيَ

وجودنا العسكري ببعض الخسائر المحدودة التي بدأت تثير غضب قيادتنا العسكرية وترنو للثأر، وفى المقابل أخذت السعودية تمول قادة المقاومة للثورة

باليمن بالسلاح الأمريكي وعضدت تألب القبائل اليمنية على الحكم الجديد، وأخذ التورط المصري يزيد رويداً رويداً حتى بلغنا ذروة الأزمة بتغيير قيادة الجيش المصري في اليمن والتي كانت تتحكم في قرابة الستين ألف جندي مصري أو يزيد، وهو أمر أدى لتورط آخر ليس بزيادة عددية فقط ولكن بسوء

توزيع للوجود العسكري المصري، فقد كانت ترى القيادات الأكثر عقلانية في مصر أن نسيطر على مثلث معين باليمن وهو مثلث تعز صنعاء الحديدة وهي أسخن وأهم النقاط وما أن نسيطر عليها كان هذا يكفي لتوطيد الحكم للثورة اليمنية، وهي عليها أن تكمل الباقي ولكن انتشرنا وتشتتنا في صحاري واسعة املاً فى نصر، وهكذا أصبحنا صيداً ثميناً وسهلاً لكل من يريد قطع رؤوس جنودنا.

إلى هنا صديقي القارئ أتوقف لكي أسرد لك فى المقال القادم ماذ كان علينا حينئذ أن نفعل ولم نفعل للأسف؟ وماذا علينا أن نفعل في هذه المرة أو علينا ألا نفعل وإن اضطررنا له فكيف نفعله؟ أنتظركم المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter