عساسي عبدالحميد- المغرب
ما بين مؤتمر القاهرة 1990 ومؤتمر شرم الشيخ ربع قرن من الزمن ( مات الملك حسين... ومات حافظ الأسد... مات الملك الحسن الثاني ... والملك فهد ...وجابر الصباح.... و الشيخ زايد... ومات الأمير سلطان و غيره من أمراء ملاويط بني سعود ...و شنق صدام حسين ليلة عيد الأضحى بحضور شيعة شامتين وهو على خطوات قليلة من الموت .....ومن قبل مات سيمحمد بوضياف ( العسكر هو من قتله ...) وفر الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع ليستجير بالشيخة موزة القعموزة..
ثم جائت عواصف ربيع الهدم العربي... ففر زين الفاسدين بنعلي... و احتمى تحت أستار الكعبة ليستجير بعصابة الاجرام والتجهيل .... و سجن مبارك و نجليه و كل عصابته ثم نالوا البراءة بعد المؤبد والأعمال الشاقة ... ( ياله من قضاء فاقد المصداقية يتلون كالحرباء!!! ؟؟؟ ) و سحل الليبيون عقيدهم صاحب الخيمة وقتل من قتل من أنجاله المرعبين و سجن من سجن وفر من فر ....و انفصل جنوب السودان عن شماله وتقدم المشروع العسكري والنووي الايراني خطوات معتبرة بفضل استغلال الإيرانيين خبرة علماء روس احتضنتهم ايران في الوقت الذي احتضن فيه متلوطة وشواذ الخليج الروسيات الشقراوات الفاتنات .... أحداث و أحداث تخللت هذا الربع قرن من عمرنا الذي يفصل مؤتمر مبارك عن مؤتمر السيسي .......) ، وها هو التاريخ يعيد نفسه بنفسه وان بآليات وميكانزمات مختلفة فالإستراتيجية تبقى هي هي، ومصالح الأمن القومي الأمريكي هي هي ، ثابتة كالرواسي محروسة بخط أحمر قاني مكهرب صاعق من مسها تمس حدقة عينيه وتهتك شبكتها وتخرم و تفرم ..
مؤتمر القاهرة 1990يا سادة كان بمثابة غطاء شرعي و اعتراف عربي رسمي في اطار جامعة بني جحش و بني كليب للمنتظم الدولي من أجل كسر شوكة العراق و اخراجه من الكويت المحتلة ، حينها، و بايعاز من واشنطن لعب حسني مبارك دورا بارزا للحصول على موافقة ملوك و أمراء ورؤساء العرب و اعطاء الضوء الأخضر لتحرير الكويت و فتح قناة السويس لحاملات الطائرات و راجمات الصواريخ للاتجاه صوب الخليج الفارسي لتصب صواعقها على المدن العراقية وتدمير البنيات التحتية من طرق و جسور و مصانع ....و فتحت مصر أجوائها على مصراعيها لأساطيل طائرات التحالف لتتزعم الولايات المتحدة الأمريكية عاصفة الصحراء التي أخرجت فارس العرب و حارس البوابة الشرقية صدام حسين المجيد التكريتي من الكويت التي ألحقها كمقاطعة تاسعة عشر الى مقاطعاته بدعوى أنها جيب عراقي وامتداد طبيعي و قبل اكتشاف النفط بكويت العرب كان القائم قام العثماني يستخلص ضرائب الكويت من تمور البصرة ..يومها صفقت الشعوب العربية بحماسة منقطعة النظير لصدام حسين من الماء الى الماء و هتفت باسمه طالبة منه حرق اسرائيل بصواريخ الحسين والعباس .تماما كما صفقت لجمال عبدالناصر وطالبته برمي اليهود في بحر عقا وبحر لوط ومستقع طبرية وصفقت هذه الشعوب لكل زعيم صاحب كاريزما يبيع الوهم و يقود شعبه و شعوب المنطقة نحو المهالك والنيازك....(....) .
بالأمس استنتج صدام حسين من خلال لقائه بالسفيرة الأمريكية أبريل جلاسي من خلال نبرتها الجميلة و ايمائاتها الآمنة و ابتسامتها الدافئة بأن أمريكا لا دخل لها في مشاكله مع الكويت و حقول الرميلة النفطي الحدودي و الحقوق التي تبدو تاريخية للعراق الذي يمتلك منفذا ضيقا على الخليج لا يليق بها كدولة كبيرة وازنة في المنطقة وهي حقوق تتفهمها واشنطن ،فكان الفخ الذي وقع فيه فارس العرب و حارس المضارب الشرقية من من أطماع خورساني مجوساني ...
تدور الدائرة وهاهو جون كيري وزير الخارجية الأمريكية يقوم بنفس اللعبة الخبيثة يحبك نفس الحيلة التي قامت بها السفيرة الأمريكية في صيف 1990 .... لكن هذه المرة مع النظام السعودي و حكام الخليج الفارسي ليمرر للسعوديين رسالة فحواها أن واشنطن لن تتخلى ولو لحظة واحدة عن السعودية و دول الخليج اذا ما تعرضت لتهديدات ايرانية، تزامنت رسالة كبير الخارجية الأمريكي مع تعاون استخباراتي مكثف في الملف اليمني حيث أن المخابرات الأمريكية قدمت يد المساعدة في تحديد أهداف الحوثيين لقصفها ومن بينها تعمدت تحديد تجمعات مدنية كثيرة على أنها وكر الحوثيين أو مخازن أسلحتهم أو رتل عسكري تابع للمعزول نعم هكذا أمر القسم الاعلامي للمخابرات الأمريكية قناة الجزيرة الداعشية على تسمية علي عبدالله صالح " المعــــــــــــــزول " ....والغريب في الأمر ان واشنطن و حتى في العهد القريب تعاونت مع جماع أنصار الله الحوثية للقضاء على تنظيم القاعدة باليمن، و الأغرب من هذا أن واشنطن تتفاوض بطريقة الند للند مع الايرانيين و في نفس الوقت تطمئن متلوطة الخليج و تعدهم بالدعم والاسناد ان تعرض لهم مكروه من أبي لؤلؤة المجوسي ...بل و تعدهم بانزال ضربة قاصمة لن ينساها الإيرانيون ما حيوا ،
ربع قرن اذا يفصل مؤتمر مبارك 1990 عن مؤتمر السيسي 2015، مهمة مبارك التي ضمنت للتحالف الدولي غطاءا عربيا قانونيا لضرب العراق و تجويع شعبه و قتل رضعه والتي أفضت الى عودة آل الصباح لحكم ديرة الكويت هي في الحقيقة مهمة لا تقدر بثمن مهما كانت المساعدات المالية التي قدمتها الكويت و باقي ملاويط الخليج للنظام المصري آنذاك ....
نفس الخطأ سقط فيه الحاج عب فتاح السيسي ، لكن خطأ السيسي ستكون تداعياته كارثية ومرعبة لأنه وضع يده ومقدرات مصر العسكرية والبشرية رهن حكام الخليج الفارسي للدخول في حرب آتية آتية آتيــــــــــــة لا مفر منها بين المعسكر السني بقيادة السعودية و الشيعي بقيادة ايران ، الجيش السعودي بعدم خبرته وعدم كفاءة عناصر المهلهلة كالوطاويط الصهدانه ليس في مقدرتها الدخول في حرب برية خاصة ان كانت طويلة الأمد فالجندي السعودي قليل التحمل كسول سريع العياء و لهذا استقدم حكام السعودية جنودا باكسانيين وتلقوا وعدا من الرئيس السيسي بالدفاع عنهم حتى الموت لأن أمن الخليج من الأمن القومي المصري يقول السيسي ،فهو مستعد لارسال نصف ساكنة مصر لخنادق الموت بالخليج الفارسي مقابل " فلوس زي الرز " كما جاء في تسريبات موزة القعموزة
Assassi-64@hotmail.com