سليمان شفيق
غدا عيد القيامة المجيد واهالي قرية الجلاء لايجدون كنيسة يصلون فيها ، والقضية اكبر من حق الصلاة الذي يكفلة الدستور والقانون بل في هيبة الدولة التي يتلاعب بها للاسف الاخوان وانصارهم في القرية .. ولمزيد من فهم المشكلة .. الجلاء هي إحدي القرى التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا. حسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء سنة 2006، فإن إجمالي السكان في الجلاء 2951 نسمة، منهم 1502 رجل و1449 امرأة، يشكل المسيحيون نسبة لاتقل عن 25% ،وتضم القرية كنيسة بأسم السيدة العذراء تقع على مساحة 60 متر مربع، إلا أن الكنيسة آيلة للسقوط، مما يشكل خطرا على حياة المصليين، حصل سكان القرية على تصاريح من الجهات التنفيذية المعنية بإحلال المبنى وتجديده وذلك في عام 2004 ولكن بسبب اعتراضات عدد من أهالي القرية المسلمين لم يستطع أقباط القرية الهدم والبناء وضاع التصريح بإنتهاء الأجل المذكور فيه بالإحلال والتجديد، إلا أن أقباط القرية حصلوا عليه مرة أخرى في فبراير الماضي من محافظ المنيا اللواء صلاح زيادة علي تصريح ببناء للكنيسة.
ومع عزم أقباط القرية البدء في أعمال البناء، بدأ شخص "متشدد" وقريب للعمدة.. ومعه مجموعة من الشباب بالإعتداء على منازل وسيارات الأقباط في القرية، وقام بالهجوم على سيارة تنقل طالبات مسيحيات، فوقعت مشاداة بين أقباط القرية والمهاجمين تطورت إلى إشتباكات بين مسلمي القرية ومسيحييها،وأسفر عن ذلك وقوع مصابين.. وتم القبض على38 شخصا من الطرفين، وكانت هذة المصادمات قد اندلعت بعد ان تم الإتفاق في جلسة صلح عرفية، على أن لا ترتفع الكنيسة الجديدة أكثر من دور واحد، وأن يعتذر أقباط القرية لمسلميها، وعلى الرغم من الشروط المجحفة تلك إلا أن أقباط القرية وافقوا عليها.ولكن كما يبدو تنظيم الاخوان المسلمين بالناحية لم يرضيه هذا الاتفاق المذل لانه ينهي الصراع ، والقضية بالنسبة لهم ولانصارهم ليس بناء الكنيسة بل تقويض موقف الدولة ، والغريب ان المحافظ الذي اعطي التصريح هو ذاته الذي رعي الجلسة العرفية !!
نحن امام جهات أمنية في الاغلب ليس لديها معلومات عن البنية التحتية للاخوان في القرية (لاننا ان لم نقتنع بذلك سيكون الامن متواطئ) وجهات تنفيذية غير قادرة علي استيعاب مقدراتها علي تمثيل الدولة ، ونخب قبطية نتيجة تنازل الدولة عن دورها تتخلي عن القانون وترتضي بـ "ذل" الجلسات العرفية ، ورغم ذلك لم يرضي ذلك الاخوان وانصارهم !!
اننا امام مأساة للدولة قبل ان تطال الاقباط ، وليس امامنا سوي ان نضع هذة القضية امام الرئاسة ، لان الضحية اولا واخيرا هيبة الدولة . تري من يحصل لقرية الجلاء علي الجلاء من المستعمر الاخواني ؟
اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد.