بقلم: حمدى رزق | الاربعاء ٨ ابريل ٢٠١٥ -
٥٢:
٠٧ م +02:00 EET
حمدى رزق
جر رجل، خبر صغيور عن إحالة 7 مسؤولين من المقاولين ومهندسى الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف فى محافظة البحر الأحمر إلى المحاكمة، بتهمة تلقى رشاوى مالية بقيمة كبيرة.
طبعًا لم يفت المذيعة اللامعة أن تلفت النظر إلى أن ضابط الرقابة الإدارية الذى تقدم بتحريات الهيئة رقم 22 لسنة 2015، هو «مصطفى» نجل الرئيس السيسى.
أول الرقص حنجلة، من صاغ الخبر الذى يمر بنا عشرات مثله يومياً فى إطار حرب الفساد المتلعثمة، قصد إعلان اسم نجل الرئيس تحديدا، واللبيب بالإشارة يفهم.. وعندنا شعب ما شاء الله، ابن حنت، يفهمها وهى طايرة فى الهواء.
عجبت ونال مِنّى العجب، هناك إصرار غريب على جر نجل الرئيس إلى الواجهة، بخبر، ورغم تحسب الرئيس من الظهور الإعلامى لأسرته فإن ماكينة التلميع الإعلامى العاتية شبقة لا تهدأ، بمناسبة وبغير مناسبة، لا تتعلم أبدا الدرس القريب.
حسنًا السيدة حرم الرئيس فاهمة، وعت الدرس جيدًا، تحتجب طوعاً عن الإعلام، ولا تظهر إلا نادراً وفى مناسبات وجوبية، إلا أن المحاولات الدؤوبة لجر رِجل أسرة الرئيس إلى الظهور لا تتوقف، فإذا امتنعوا درءًا للمشتبهات تطوع نفر بالتلميع على شاكلة هذا الخبر الذى يتضمن اسم نجل الرئيس.. زلفى إلى الرئيس.
ورغم أن رجال الرقابة الإدارية جميعًا يعملون ليل نهار فى مكافحة الفساد، لا يطلبون ظهوراً، هم بالفعل جنود مجهولون، نادراً ما تراهم، أو حتى رئيسهم، على الشاشات أو على ورق الصحف.. فإن الأمر لا يسلم من خبر صغير يتبعه أذى لأسرة الرئيس.
بفرض حُسن النوايا فى إيراد اسم نجل الرئيس فى الخبر المشار إليه، ولكن طريق العائلة الرئاسية إلى الإعلام ليس مفروشاً بالنوايا الحسنة أبدا، وثعالب الفيس بوك العقورة التى تسيّرها ماكينات إخوانية دولية ضخمة لنشر الشائعات والنهش فى السيرة، لا تفوّت مثل هذه الأخبار التى لم يسع إليها نجل الرئيس، لكنها سعت إليه، أقصد فضائيات الليل وآخره.
ليس ذنبه، أدى واجبه الوظيفى، لماذا إذاً الإشارة إلى أنه نجل الرئيس، ويصير العنوان منقولًا عن الفضائيات هكذا «نجل السيسى يُحيل 7 مسؤولين بالبحر الأحمر للمحاكمة»، والعنوان من موقع «المصرى اليوم» المعتبر، والخبر نقلًا عن قناة TEN حديثة الظهور، وصار الخبر الصغير حدوتة، حديث الركبان إلكترونيًا وفضائيًا وصحفيًا.
ممكن من فضلكم زاد كرمكم تبتعدوا بمسافة عن أسرة الرئيس، أن تنسوا أسرة الرئيس تماماً، وتتركوهم فى حالهم، من يعمل فى الرقابة الإدارية يجتهد لأنه يؤدى واجبه وليس لأنه «نجل الرئيس»، ومن يعمل فى المخابرات الحربية يجتهد لأنه يؤدى واجب الوطن، وليس لأنه «نجل الرئيس»، فلنأخذ جميعا مسافة كافية من أسرة الرئيس ليتنفسوا هواء صحيًا بعيدًا عن النفاق، الأسرة كافية خيرها شرها، ولا تذهب إلى الإعلام، ولا تهوى التصوير، ولا تذهب إلى القصر.
نقلاعن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع