ابرام تاوضروس
الهى انت القدوس انت البار انت، الكامل، أنت الذى بلا خطية، انت يالهى قلت "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (إنجيل يوحنا 8: 46)
لكنك يا الهى تنازلت من سماء مجدك راضياً بالذل والاهانة والبصق على وجهك، سمحت يا الهى ان يلطمك من جبلته من تراب على خديك، سمحت ان تُعرى وتصلب، رضيت أن تموت من أجلى، من أجلى أنا ياسيدى، انا الغير مستحق، صليبك كان مكانى أنا، وانت تنازلت يا الهى لتتحمل العقوبة بدلاً عنى، واعطيتنى حياة جديدة، حياة نظيفة، انت يارب قلت: وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.
طالباً منا «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (1 بط 1: 16)
انت يالهى الذى يقول عنك الكتاب: «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ» تحملت كل هذا لاجلى ياسيدى، لأجلى انا الخاطى أخذت مكانى، حليت قيودى واطلقت سراحى ولكنى لم أحيا كما تمنيت لي، ولم أُقدر قيمة الحياة الذى وهبتنى اياها، انا يا الهى، انا الشقى، انا الخاطى تجاسرت وبكل قسوة قلب ودنست هيكلك المقدس الذى فى، وعشت حسب اهوائى وشهواتى واطماعى فى الحياة، انا يا سيدى اتي اليك الآن معترفاً بخطايايا الكثيرة، أعترف انى تصرفت مرات كثيرة بحماقة، اعترف انى لم أحيا كأبن لك أنت القدوس، أعترف انى لم اسامح مرات ومرات، أعترف أنى تعاملت مع كثيرين بكبيرياء وغطرسة، وبحبى لذاتى جرحت كثيرين، أعترف يا الهى انى لم اشفق على كثيرين تعابى ومرضى رائيتهم بعينى ولم افعل معهم رحمة، اعترف يا الهى انى رائيت فقراء ومعتازين ولم أعطى لهم من خيرك الجزيل الذى افضت به عليا انا الغير مستحق، أعترف يا الهى انى رائيت عرياناً ولم اعطى له ما يستره، أعترف يا الهى انى لم أستثمر كل ماوهبته لي من وزنات، وكثيرا ما قصرت فى الخدمة، أعترف يا الهى انى غير مستحق ان ادعى لك ابناً.
ولكنى اعود اليك الآن راكعاً تحت اقدامك اسكب روحى وكل مالى أمامك، أطلب منك يارب ان ترحمنى وتسامحنى وتغفرلي انا الخاطى، أعطنى يا الهى فرصة وانت كثير المراحم لكى احيا من جديد، احيا فى رضاك، أقبلنى اليك كما قبلت الابن الضال، لانى عشت فى السابق ايام لاترضيك، طهر قلبى وفكر وخذ بيمينى اسندنى فليس لي سواك انت سندنى يا الهى، انا ضعيف بذاتى ولكنى الجأ اليك الأن واطلب منك قوة لترفعنى لكى اسمو واحيا فوق رغباتى العالمية الفانية، واثق يا الهى انك لاتردنى لأن قيمتى عندك يا الهى ليس باعمالى ولكنى قيمتى هى فى انى ابناً لك.
فأسمح يالهى فى هذا الاسبوع المقدس واقبلنى ان أحيا فى رضاك واسمح لي ان اطلبك بكل قلبى مع لسان حال أرميا النبى وأقول: «توبني فأتوب، لأنك أنت الرب إلهي» (إر 31: 18)
لك كل مجد وكرامة آمين - يوم الثلاثاء من أسبوع الالام 2015
ebraam.t@gmail.com