بقلم : علاء عريبى | الاثنين ٦ ابريل ٢٠١٥ -
٢٦:
١٠ م +02:00 EET
باب المندب ومضيق هرمز
إذا كانت إيران تسعى إلى الإضرار بالدول الخليجية، فلماذا تخطط لإغلاق مضيق باب المندب ولا تفكر في إغلاق مضيق هرمز؟.
قبل أن نحاول الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف أولا أن باب المندب يقع بين قارتي آسيا وإفريقية، ويربط البحر الأحمر بخليج عدن وبالميحط الهندي، ويقع بين دولتي اليمن وجيبوتي، والمسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم (20 ميلا) تقريبا، وتفصل جزيرة بريم اليمنية المضيق إلى قناتين، شرقية وتعرف باسم (باب اسكندر) عرضها 3 كم وعمقها 30م. وقناة غربية تعرب بــ (دقة المايون) وعرضها 25 كم، وعمق البحر فيه يصل إلى 310 م، وتمر السفن فى هذه القناة عبر مساحة تقدر 16 كم وعمق يتراوح بين 100-200م، ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر في الاتجاهين، بأكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنوياً، حوالي 57 قطعة يومياً، تعبر من البحر المتوسط عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر وفى نهايته باب المندب إلى خليج عدن والمحيط الهندي.
ولأهمية هذا المضيق أقامت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وانجلترا بعض القواعد العسكرية فى محيطه، منها قاعدة أمريكية وأخرى فرنسية فى دولة جيبوتى، ولم يتم اغلاق هذا المضيق سوى مرة واحدة، عندما أغلقته مصر فى حرب 1973.
أما مضيق هرمز فيقع فى بحر العرب بين دولة إيران وسلطنة عمان ودولة الإمارات، ويفصل ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج مكران، وبحر عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، ويطلق على نقطة الالتقاء هذه اسم «باب فك الأسد»، هو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، تطل عليه من الشمال إيران(محافظة بندر عباس) ومن الجنوب سلطنة عمان(محافظة مسندم) التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن الجزء الصالح للملاحة في المضيق هو ضمن مياهها الإقليمية، ويعد أهم ممر عالمي للنفط، يمر منه ما بين 20 و30 ناقلة بترول يوميا، ويتحكم فى تجارة 40% من النفط العالمية، وتصدر دول الخليج 90% من نفطها عن طريقه.
هذا المضيق الذي يتحكم في 90% من نفط الخليج، لماذا لم تغلقه إيران إذا كانت تسعى للإضرار بدول الخليج؟، ولماذا لم تدخل بلدان الخليج وإيران فى حرب بسببه؟، ولماذا تفكر إيران أو تخطط لإغلاق باب المندب، كما يشاع، ولا تفكر في إغلاق مضيق هرمز؟، وهل إيران تمتلك القدرات العسكرية لإغلاق باب المندب أو حتى مضيق هرمز؟.
يذكر أن إيران لا تمتلك قوات جوية بمعنى الكلمة، إذا يمكن وصفها بالمتهالكة، حيث تعود جميع مقاتلاتها إلى طراز السبعينيات، كما أن قواتها البحرية ليست متطورة مقارنة بما يشهده هذا القطاع على المستوى العالمي، ويقال إن قواتها البحرية فى مجملها مجموعة من القوارب الصغيرة.
نقلا عن الوفد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع