الأقباط متحدون - حزين على الأزهر
أخر تحديث ٠٧:٠٤ | الاثنين ٦ ابريل ٢٠١٥ | ٢٨برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حزين على الأزهر

محمود خليل
محمود خليل

حزنت فعلاً على الأزهر وأنا أتابع أسلوب حوار عدد من أساتذته ومشايخه ودعاته مع «إسلام بحيرى»، وقد سجلت رأيى فى «إسلام» وأسلوبه قبل أيام ولن أزيد. ما أريد أن أعالجه الآن يتعلق بمستوى أداء بعض المعارضين لـ«إسلام» من أبناء الأزهر. الواضح من مناقشات بعض الأساتذة والمشايخ والدعاة أنهم لم يتابعوا برنامج «مع إسلام» جيداً، ظهر ذلك فى نسبة عبارات معينة إلى مقدمه دون تدقيق أو محاولة للعودة إلى فيديوهات البرنامج، وهى متاحة على شبكة الإنترنت، ويعنى ذلك أنهم خرجوا لمناظرة رجل لم يستمعوا إلى ما قال، فاستطاع أن يأكلهم بسهولة، ولو كان أحدهم كلف خاطره وأحسن «التحضير» لوجد عشرات المداخل التى يستطيع من خلالها إجراء مناقشة عاقلة تشرح وجهة نظرهم، وتبين وجه الخطر فى بعض ما يردده «إسلام».

الأمر الثانى يرتبط بالمراوغة، ومحاولة التهرب من أمور بيّنة ومواضع واضحة وضوح الشمس تستحق المراجعة فى بعض كتب التراث، مثل حديث قتل المرتد «من بدّل دينه فاقتلوه»، رغم تناقضه الذى لا يحتمل التأويل مع العديد من الآيات القرآنية. يقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً»، أما الأمر الثالث فيتعلق بالاجتهاد فى تملق السلطة، وهم فى ذلك شرك مع غيرهم، ممن تجدهم يتمحكون فى رئيس الدولة، ليُكسبوا خطابهم نوعاً من الشرعية، وحقيقة الأمر فقد كنت أتعشم أن ينأى رجال الأزهر بأنفسهم عن ذلك.

حزين على الأزهر، تلك المؤسسة العريقة التى تراجع دورها عندما انفصلت عن الناس، ولم تعد تقدم لهم سوى بضاعة مزجاة (قليلة القيمة)، بعد فترات تاريخية ظل الجامع العريق فيها قبلة يفزع إليها الناس فى النوائب لحل مشكلاتهم، فإذا به يتحول إلى جزء من مشكلة هذه الأمة. لم يكن الأزهر فيما سبق مؤسسة كهنوتية تُعنى بحراسة الدين، لأن رجاله كان لديهم من الوعى ما يدركون به أن الإسلام لا يحتاج حراسة، وأن المؤسسة التى تضع نفسها فى هذا الموضع تنظر إلى الدين كأداة للتكسب، وتجعل منه أداة فى خدمة الأقوى والأقدر على السيطرة على المجتمع، وتؤكد المعادلة التاريخية أنه كلما ابتعد الأزهر عن الناس تراجع دوره وانكمش. ولك أن تسأل: أين دور الأزهر فى تسكين آلام الفقر والجهل والمرض الذى ينهش فى أهالينا بريف مصر،

رغم أن رجاله متغلغلون فى كل ناحية من أنحائه؟ أين دور الأزهر فى مواجهة الأمراض الاجتماعية التى تفتك بالمصريين كالثأر والجرائم الأسرية وتراجع الأخلاق؟ أين دور الأزهر فى حمل هموم ومشاكل الناس والتعبير عنها؟ أين دور الأزهر فى محو الأمية؟ ابحث كما شئت، ولن تظفر بإجابة ذات شأن على أى من هذه الأسئلة! فأغلب رجال الأزهر اليوم مشغولون بالدفاع عما تختزنه الكتب الصفراء، حتى ولو تناقض بعض ما ورد فيها مع ثوابت القرآن الكريم. فهذه الكتب هى البضاعة الوحيدة التى يملكون تقديمها للناس. إننى أثق أن الأزهر هو الأقدر على حل مشكلته، وأن حالة التراجع فى مستويات تأثيره على الأمة، وتهميش أدواره أمر لا يُرضى شيخه «الطيب»، أنا أدعوه لمتابعة أداء رجاله، ربما لو أدرك المشكلة لبادر إلى حلها.

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع