الأقباط متحدون - ستة إبريل ذكرى أم فكرة
أخر تحديث ٠٠:٤٦ | الاثنين ٦ ابريل ٢٠١٥ | ٢٨برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

ستة إبريل ذكرى أم فكرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
اليوم تحل ذكرى ستة إبريل، تلك الحركة التي ما أن اندلعت في مصر إلا وصاحبها الكثير من الأمل فيها، وفي أن تكن حركة للتغيير الحقيقي على أرض الواقع،

بيد أن أولى فاعلياتها اكتست بالدماء بسبب من سقطوا قتلى في إضرابات المحلة الكبرى حيث انطلقت أول شرارة للحركة التي اندلعت مستغلة الغضب العمالي، وهناك كانت الأزمة الحقيقية، هل الحركة تستغل متاعب الناس وتتاجر فيها أم هي حقاً تهتم بهم وتبحث عن راحتهم؟ لكن على كل حال انطلقت الحركة بشرارتها الأولى نحو آفاق أرحب تقبلناها بمزيج من الثقة والقلق منها وعليها، وتركنا الأيام تجيب على أسئلة كثيرة منها ما أُجيب عليه فعلاً وقطعاً ومنها ما لم يزل غامضاً شأن كل شيء في حال بلادنا.
 
ستة إبريل حركة وطنية أم مخطط لها من الخارج؟ لو سلمت معك أن الحركة كلها مخطط لها من الخارج وأن الإخوان ركبوها فليكن، لكن السؤال من ذا الذي أعطى  للإخوان الفرصة أن تستثمر تلك الحركة الستة إبريلية؟ هل هم أعضاء الحزب الوطني أم دولة حمقاء رعناء لم تهتم بالأرقام المُرضية لها ولصناديق النقد الدولية، كلهم تسببوا في شدة الحركة ووقوفها على قدميها، ووجود ظهير شعبي مناسب لها ما أسهم في زيادتها حتى وقفت قوية مصلوبة العود أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير.
 
وبعد تلك الثورة تكشفت الكثير من الأمور، تكشفت الأذرع الإخوانية بها، وتفسخت الحركة وانقسمت، وظهر أن بها الكثير من البعيدين عن الوطينة، ومن أستأجرهم الخارج ليلعب بهم، ومنهم من كان صادقاً بجد في توجهه الوطني واستُغل وانقسمت الحركة وأخذت تخبو وتضعف وتنحل، ولم يبق منها للأسف إلا ذكرى وفكرة، ونحن نختار بينهم أيهما يهمنا؟ أعقتد أن أول ما يهمني فيها الذكرى، ففيها ذكرى لشهداء ماتوا في أحداث المحلة الكبرى، وفيها ذكرى

لاصطياد الخارج في ماء عكر عكرته الحكومات الحمقاء والسياسات الرعناء، وفيها فكرة لكيف تتحرر ولكن بوطنية بدون أن تكن مدعومة من كيانات خارجية، لا أعرف كيف تأسست الحركة بحق؟
هل تبناها الخارج ما أن وقفت على قدمها أم هي صنيعته من البداية للنهاية؟ لكن كلي ثقة أن أعضاءها الإخوان ظهروا وتكشفوا لنا، وأعضاءها المصريين انقسموا ووقفوا في دهشة وهم يرون حركتهم تنهار،

وحاولوا لإيجاد حركة بنفس الاسم موازية تتخلى عن الأفكار الإخوانية إلى أن توارت الحركة ولم يبق منها إلا اسمها، حيث اتخذه البعض ستاراً ليتوارى وراءه بأفعال ضد الوطن، مستغلاً سمعة جيدة حصلت عليها الحركة إبان مواقفها التي بدت وطنية،ولم يفهم حقيقتها إلا فيما بعد.
 
المختصر المفيد تحية لشهداء الوطن من ماتوا لأجله، وتحية لك صاحب فكرة وطنية بجد، وتباً لك يا من تعادي وطننا وتخونه.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter