الأقباط متحدون - السمنة تلاحق 2.8 مليون شخص سنوياً.. والسيدات الأكثر إصابة
أخر تحديث ٠٠:٣٩ | الأحد ٥ ابريل ٢٠١٥ | ٢٧برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"السمنة" تلاحق 2.8 مليون شخص سنوياً.. والسيدات الأكثر إصابة

دكتور هشام البرلسى
دكتور هشام البرلسى

تُعرف السمنة على أنها تراكم الدهون بشكل كبير ومفرط قد يؤدى إلى الإصابة بالأمراض، وطبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن السمنة اتخذت أبعاداً وبائية فى أنحاء العالم، حيث باتت تقف هى وفرط الوزن، وراء وفاة ما لا يقلّ عن 2.8 مليون نسمة كل عام، وأصبحت السمنة، بعدما كانت من سمات البلدان مرتفعة الدخل، تنتشر أيضاً فى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

من هنا كانت أهمية انعقاد المؤتمر السنوى الحادى عشر للجمعية المصرية الطبية لدراسة السمنة.

قال الدكتور محمد أبوالغيط الأستاذ بكلية طب قصر العينى، وسكرتير الجمعية لـ«الوطن»: إن السمنة مشكلة كبيرة يعانى منها العديد من المصريين. وأضاف أن نسبة المصابين بالسمنة وبزيادة الوزن وصلت إلى حوالى 75% بين السيدات، و55% بين الرجال، وترتفع النسبة فى السيدات عن الرجال، نتيجة عدة عوامل، منها أن السيدات أكثر عرضة للإصابة بالسمنة نتيجة اختلاف الجينات والعامل الوراثى، كما أن الرجال يعملون، بينما بعض السيدات لا يعملن. وأضاف: «من يظن أن تناول وجبة واحدة فى اليوم يؤدى إلى فقدان الوزن هو مخطئ، ولن يستطيع أبداً فقدان وزنه، لأنه بذلك يقلل نسبة الحرق فى الجسم ويحافظ على الطاقة المخزونة، لكن يجب أن يتناول الفرد 3 وجبات فى اليوم، وهناك بعض الأشخاص لا يستطيعون فقدان الوزن حتى مع اتباع ريجيم قاسٍ، لأنه توجد حقيقة علمية تؤكد أن 4% من الأشخاص لا يفقدون الوزن مهما اتبعوا أى نظام غذائى، لأن لديهم خللاً ما فى الغدد يمنعهم من فقدان الوزن».

دكتور محمد أبوالغيط سكرتير المؤتمر

وعن علاجات السمنة، يقول «أبوالغيط»: «يوجد الآن أدوية حديثة تساعد بشدة على فقدان الوزن، وتلك الأدوية مثلها مثل باقى الأدوية لها آثار جانبية، لكن فى حالات السمنة التى يصاحبها أو ينتج عنها أمراض، مثل السكر وأمراض القلب والعظام، فتناول دواء التخسيس حتى إن كانت له بعض الآثار الجانبية أفضل كثيراً من السمنة، والإصابة بالأمراض الخطيرة والتعرّض لمضاعفاتها».

ويحذر «أبوالغيط» من تناول أى دواء تخسيس دون استشارة الطبيب، لأن فى ذلك خطورة كبيرة، وشدّد على عدم الانسياق وراء الإعلانات التى أحياناً كثيرة تبيع الوهم، مستغلة إحباط الكثيرين ممن يعانون زيادة الوزن، وقال إن هناك فرقاً بين المكملات الغذائية، ودواء التخسيس، وإنه فى حالات كثيرة تروّج الإعلانات للمكملات الغذائية التى تساعد على التخسيس، وهى لها أضرار كثيرة وغير صحية.

وفيما يتعلق بجراحات السمنة، يوضح «أبوالغيط» أنه لا يجب أبداً إجراء جراحة لإنقاص الوزن إلا فى حالات السمنة التى يطلق عليها السمنة المرضية الشديدة، والتى يكون فيها معامل كتلة الجسم فوق الأربعين، كما يجب إجراء الجراحة بعدما يفشل المريض فى كل محاولات التخسيس، من ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائى صحى، أى أن الجراحة يجب أن تكون الحل الأخير، لأن التعرّض لمضاعفات الجراحة من تخدير وآثار جانبية ليس بالأمر الهين، ولذلك يجب أن تكون آخر ما يلجأ إليه الطبيب.

أما عن شفط الدهون، فيقول «أبوالغيط» إن شفط الدهون ليس لإنقاص الوزن، لكن لإعادة تنسيق شكل الجسم، فالشفط يعالج منطقة ما بها زيادة فى الوزن كالمعدة والأرداف، فيقوم المريض بالشفط، لتحسين شكل منطقة ما فى الجسم، والشفط بمثابة علاج للسمنة الموضعية باستئصال جزء ما من الجسم.

وعن عملية تحويل المعدة، يوضح «أبوالغيط» أنها عملية تتم من خلال المناظير، ومدتها قصيرة تصل إلى حوالى ساعة أو ساعة وخمس عشرة دقيقة، وهى عملية سهلة، وتساعد فى علاج السمنة ومرض السكر من النوع الثانى ويُنصح بإجرائها للمرضى الذين يعانون من السمنة فوق سن الأربعين أو المرض فوق سن الخامسة والثلاثين، لكنهم مرضى سكر فى الوقت نفسه.

وعن علاقة مرض السكر بالسمنة، يقول الدكتور هشام البرلسى، أستاذ أمراض الباطنة بطب قصر العينى، ورئيس الجمعية ورئيس المؤتمر، لـ«الوطن»: إن السكر من الأمراض التى باتت تشكل مشكلة وبائية فى مصر، وإن مصر مصنّفة على المستوى التاسع عالمياً من حيث نسبة انتشار المرض عام 2013، بينما كانت مصنّفة فى المركز السابع عالمياً من حيث نسبة الإصابة عام 2011، أى أن هناك زيادة فى نسبة الانتشار وصلت إلى 75% فى عامين. وأضاف أن السمنة من ضمن أهم وأقوى عوامل الخطر للإصابة بمرض السكر من النوع الثانى، ولذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أن يحاولوا اتباع نظام غذائى صحى، وأن يحاولوا جاهدين التخلص من السمنة.

أما عن سمنة الأطفال، فقد باتت فى انتشار وبائى، فطبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 42 مليون طفل دون سن الخامسة ممن يعانون من فرط الوزن فى عام 2013، فسمنة الطفولة من أخطر وأهم المشكلات الصحية فى القرن الحادى والعشرين. وفى هذا السياق، يوضح «البرلسى» أن سمنة الأطفال باتت ظاهرة وبائية جديدة وانتشرت فى مصر بشكل سريع فى الآونة الأخيرة، نتيجة العادات الغذائية الضارة والإكثار من تناول الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة، وبالتالى يجب توعية الأهالى والمدارس والشركات المنتجة للأغذية المصنّعة، بمرض سمنة الأطفال وخطورته الشديدة.

وفيما يتعلق بسمنة السيدات الحوامل، يقول «البرلسى» إن العادات الغذائية للسيدة الحامل تختلف عما كان قبل حملها، فتميل دائماً الأم إلى الإكثار من الطعام، وبالتالى يزيد وزنها، كما أنه تحدث تغييرات هرمونية أثناء فترة الحمل وتزيد مقاومة الجسم لمفعول الأنسولين، وبالتالى تعانى الحامل من السمنة.

وينصح «البرلسى» كل الأشخاص بضرورة اتباع نظام غذائى صحى والقيام بمجهود بدنى وممارسة الرياضة والكف عن العادة السيئة، وهى تناول الأطعمة والوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية المليئة بسعرات حرارية مرتفعة، والرجوع إلى نمط الغذاء الصحى القديم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter