elaph.com | السبت ٤ ابريل ٢٠١٥ -
٤٠:
٠٧ م +02:00 EET
بنيامين ايغون بعد الافراج عنه بساعات
قبل عام من الآن شعر بنيامين ايغون ان ساعته اقتربت حين ابلغه حراسه من تنظيم "داعش" الذي اختطفه عن قرب اعدامه. لكن المصور الصحافي التركي خرج من أسره بمعجزة ليروي ساعات اعتقاله الرهيبة.
اسطنبول: في كانون الثاني/يناير الماضي صدر كتاب ايغون بعنوان "40 يوما بين أيدي الدولة الاسلامية"، الذي يتحدث عن يومياته كسجين، وعلاقاته مع سجانيه بالاضافة الى القاء الضوء على آلية عمل التنظيم ونفسية مقاتليه.
يقول ايغون خلال حوار مع وكالة فرانس برس في مكتبه في صحيفة ميلييت التركية في اسطنبول "لو لم اكتب مذكراني لكنت خذلت زملائي"، مشيرا الى صحافيين آخرين اعدمهم تنظيم "داعش" بقطع رؤوسهم.
واضاف "الاربعون يوما كانت بالنسبة لي اربعين عاما".
المصور التركي الحائز على جوائر عدة، كان من اوائل الصحافيين الذين تجاوزوا الحدود السورية لتغطية الحرب الاهلية الدائرة فيها منذ اكثر من اربعة اعوام.
وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، تغير مسار ايغون جذريا. فبعدما قطع الحدود، هاجمت مجموعة من ثمانية مسلحين السيارة التي كان يستقلها برفقة ضابط من الجيش السوري الحر في قرية سلقين في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.
وزاد الطين بلة ان بنيامين يحمل اسما شائعا بين اليهود، فاتهمه المسلحون بالتجسس لصالح الدولة العبرية.
عصب الخاطفون عينيه وبدأوا استجوابه. "سألوني إن كنت اشرب الكحول، ولصالح من أعمل، وطلبوا ان اعطيهم اسماء محددة (...) كانوا يجبروننا على الوضوء والصلاة خمس مرات في اليوم، وهو ما لم اكن أعلم كيف اقوم به".
قال ان رفاقه في الحجز علموه بسرعة الصلاة "لان المصلين أقل عرضة للتعذيب".
وفي احد الايام أبلغه سجان ارتاح اليه الصحافي واعتاد مناداته بـ"العم" أنه تقرر إعدامه. قال له "انهض، صلِّ واستغفر ربك (...) ستعدم غدا بالسيف".
يقول صحافي ميلييت "مر شريط حياتي امام عيني. كنت اتخيل الطريقة التي سأعدم بها كلما غمضت عيني. انتظار موتي كانت قمة التعذيب".
انتظر بنيامين ايغون حضور الجلاد في اي لحظة، وكان يعد نفسه لمواجهة سجانيه مفضلا الموت بالرصاص على ان يقتل بالسيف.
ولكن خلال ثلاثة ايام لم يحصل شيء، حتى أطلعه أحد حراسه على جثة "العم" بعد مقتله في معركة.
بعد اربعين يوما من الاعتقال، تحرر ايغون على يد مجموعة "جهادية" أخرى، ولم يعلم إلا بعد حين ان تنظيم "داعش" انسحب من البلدة التي كان محتجزا فيها، وان اجهزة الاستخبارات التركية تواصلت مع المجموعة التي باتت تحتجزه لتحريره.
بعد عام على الحادثة لا يزال ايغون يذكر معاناته، لكنه يتمنى ان يأتي اليوم الذي يعود فيه الى سوريا لممارسة مهنته مجددا.
ويقول "لقد تأثرت كثيرا بما عانيته ولكنه ليس بالأمر المهم امام الوحشية التي قتل بها تنظيم "داعش" ويقتل كل يوم" اعدادا كبيرة من الضحايا متذكرا زميليه الاميركيين جيمس فولي وستيف سوتلوف او كثيرين غيرهم من الرهائن الذين أعدموا.
ويضيف "كتابة هذا الكتاب كانت مؤلمة مع العودة بالذاكرة الى تلك اللحظات، ولكني شعرت في النهاية بكثير من الارتياح".
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.