الأقباط متحدون - .....إنّه
أخر تحديث ٠٤:٢٧ | السبت ٤ ابريل ٢٠١٥ | ٢٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

.....إنّه

زهير دعيم
وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» متى 10:21 
 
 
كنتُ هناك، وقد رأيت الحيْرة في العيون ، والاستفهام يملأ الفضاء في المدينة الخالدة المرتجّة، فحاولت ان أجيب ، فأشرت بيدي ان اصمتوا ورحتُ أقول :
 
-        إنّه الرسّام الماهر الذي رسم البحار والمحيطات والانهار على شفاه الجبال ، ورصّع السماء بكواكب لا تُحصى ، ولوّن الخِربةَ الخاوية بألوان قوس قزح.
 
-        إنّه الفنّان الرائع الذي عزف سيمفونيّة الكينونة من خرير المياه وشقشقة العصافير ووقع حبّات المطر على نوافذ الأزل.
 
-        إنّه النحّات الأعظم الذي جبَلَ من التراب وجهًا صبوحًا ولحظًا لافتًا وبسمة ريّا.
 
-        إنّه الشّاعر المجيد الذي خطّ بدمه المهراق ملحمة الفداء الأصيل ، فجاءت وهجًا يُنير سراديب النفوس ومجاهل الأيام.
 
-        إنّه  الكاتب الرائد الذي طرّز رواية الموعظة على الجبل ، فاستظلّ بظلّها كلّ عباقرة الأدب .
 
-        إنّه المُعلّم الانموذج الذي علّم الأجيال بالأمثال تارة والسيرة العطرة مرة أخرى ، والتعابير المفحمة ، القاطعة ، الحكيمة التي تجعلك تصرخ : يا إلهي ما أروعك !!
 
-        إنّه الرّاعي الصّالح الذي يقود قطيعه الى المراعي الخضراء والينابيع العذبة ، حاملا على منكبيه الحمَل الأعرج ، ماسكًا بيمينه الخروف العجوز، وعيناه تصولان وتزرعان الآماد رقابة ، فقد يخرج الذئب الخاطف من خلف التلّة.
 
-        إنه الحكيم ، عنوان كلّ فكر ومعرفة.
 
-        إنه الملك المتواضع الذي ينحني امام عبيده فيُغسّل ارجلهم من غبار الأيام.
 
-        إنه السخيّ الكريم الذي يُطعم الجياع من على مائدته بأشهى السمك وأطيب خبز ، وكيف لا وكلّ خيرات الدنيا ملكه ورهن إشارته؟.
 
-        إنه الطبيب الشّافي الذي يخافه البرص وكل مرض ، ويرتعد منه الموت فيفرّ هاربًا .
 
-        إنّه المُعزّي الذي يبلسم جروح النفوس بمرهم الهيّ.
 
-        إنّه الاتوستراد المباشر الى السماء.
 
-        إنّه الحقّ المُحرّر ، الذي يفكّ النفوس – كلّ النفوس – من رباط ووثاق الخطايا.
 
-        إنّه الحياة بعينها ؛ بأمّها وابيها وصيرورتها ومآلها.
 
-        إنّه الكرمة الحقيقيّة الجميلة الخضراء الدّانية القطوف ، والتي تعطينا الخمر العابق أبدًا بشذا الوعي.
 
-        إنّه العريس ؛ الفتى الجليليّ الجميل ، الذي يحمي عروسه ويصونها ويتغزّل بها ويحفظها من كلّ دَنَس.
 
-        إنه مُجترح العجائب الذي يمشي على وجه المياه ويُبكم العاصفة ويُهطل الامطار من لا غيمة !!
 
-        إنه أسد يهوذا المهيب الذي يصل زئيره الى بحيرة النار فترتعد فرائص ابليس وأعوانه.
 
-        إنّه الديّان الآتي على السحاب ، والذي سيحاسب كل البشر ويعطي لكل واحد أجرته ..
 
-        إنّه..........
 
ورنّت ساعة المُنبّه في جوّالي ، فقد حانت ساعة اليقظة والذهاب الى العمل ، فاستيقظت والتفتت حولي فلم أر الا زوجتي...
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter