الأقباط متحدون - سبت لعازر و العون الإلهي
أخر تحديث ٠٥:٤٠ | السبت ٤ ابريل ٢٠١٥ | ٢٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سبت لعازر و العون الإلهي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
  Oliver كتبها
لعازر ( يهوه يعين)
 
يحدث في الطريق أن تأتيك أخبار مؤلمة.مثل (لعازر مات)....لكن من المؤكد أن هناك عون إلهي يقابل هذه الأخبار بقول المسيح له المجد (هلم نوقظه).....
 
نعم ليست مهمة الخدام إقامة الناس من القبور بل دعوتهم الناس للقيامة قبل أن يصلوا إلي القبور.لأن المسيح يحب الخطاة.و قد جاءه خبر مرض لعازر مقترناً بالحب.حين أرسلت إليه الأختان مريم و مرثا قائلتين( يا سيد هوذا الذي تحبه- مريض) نعم نحن محبوبين في المسيح يسوع برغم أمراضنا علي إختلاف أنواعها.

محبوبون حتي و نحن بعد خطاة و قد أحبنا جداً حتي الموت.حتي عندما قال المسيح أن لعازر مات قالها مقترنة بالحب أيضاً..لعازر ( حبيبنا) قد نام..فالمسيح يحب الخاطئ و لو مرض بالخطية و يحبه و لو أغرقته الخطية في كهوفها و أخفته في ظلامها.المسيح لا يري خطايانا بدون حبه.لقد فعل المسيح المعجزة الأعظم ...ربط بين حبه و بين كل ما يحدث لنا..

صار يرانا في حبه و صار يقدمنا للآب في محبته.حتي أننا نشتهي ملكوت إبن محبته. المحبة أقوي من الموت هذا كان درس لعازر و درس البشرية كلها.المسيح لا يري نقائصنا بدون معونته بسبب محبته لنا. هو يهوه معين...
صرخة البشرية لو كنت ههنا؟؟؟
 
لعازر مريض لعازر البشرية المريضة بين العهدين .بين الأختين.بين الناموس و الأمم.بين شعب عاش يسمع الوصية و شعب إنشغل عنها.ليست مريم و مرثا سوي اليهود و الأمم.لكنهما رمز في علاقة البشرية بالوصية. علي سبيل الرمز و ليس التشبيه.الإثنان ضالعتان  في الحزن.الحزن البشري يعمي عيون الإيمان.لذلك قالت الأختان نفس الكلام نفس الشرط.لو كنت ههنا لم يمت أحد....

لقد كان المسيح بالفعل هاهنا و لم يبصره أحد.الشك و الخطية و ضعف أو عدم الإيمان وقف عائقاً أمام رؤية المسيح له المجد.
 
كم مرة نكرر وراء بعضنا البعض حتي ظننا أننا نقول الحقيقة؟كم مرة ذكرنا في أنفسنا خفية أو علانية هذا الشرط..كم مرة قلنا يا سيد لو كنت ههنا؟؟؟؟بينما الحقيقة أنه كان و يكون و سيظل ههنا .المشكلة أنناا أدمنا النظر في الموت فلم نري الحياة.أطلنا الزمن في القبور فلم نر أن يسوع ههنا.تغيير

الإتجاه هو الشرط المهم و ليس أن يكون المسيح ههنا هو الشرط لأنه بالفعل ههنا.
 
لما لم يستطع البشر أن يرتقي ليري المسيح حاضرا في الرموز و النبوات و الأحداث و الشريعة جاء إلينا في الجسد و أبطل كل شك.فلم يعد السؤال قائماً و لم يعد جائزاً لأحد أن يقول يا سيد لو كنت هاهنا و كأنه ليس ههنا.هو بالفعل صار جسداً و حل ههنا و بقي ههنا و عاش و يعيش فينا ههنا .
 
قبر لعازر و قبر المسيح
 
ليس قبر لعازر كقبر المسيح.فللمسيح قبر لم يدخله إنسان.لم تدخله رائحة فساد و لا كان نهاية أحد في داخله.كان قبراً منحوتاً في الجبل.لو كان الجبل موت فإن قبر المسيح منتزع من الموت نفسه.
 
كان قبر المسيح موت و لكن حوله بستان من كل جهة.موت تحيط به الحياة و تشير لمن بداخله.الحياة و الموت يجتمعان في قبر المسيح.
 
أما قبر لعازر فكان قبراً علي الممر في الطريق إلي المرتفعات.كل ما حوله قبور أيضاً.كان موت الناس سلعة رائجة و الظلمة أحاطتهم من كل ناحية . قبر لعازر أفضل تعبير للموت.كان ركاماً من الحجارة.كأنها رجمة...كالتي يرجمون بها المعاقبون.كانت حجارته مبنيةً ببدائية دون عناية.هكذا كان القبر سهلاً مثل الموت في القديم.
 
كان تحت سفح الجبل.و كأن الآكام تغطيه و الجبل يسقط عليه.كنا جميعاً هكذا ينتظرنا قبر لعازر.
 
كان قبر المسيح مختوماً بختم الملك شهادة من الملك الأرضي أن الملك السماوي مات لأجلنا و مات بدلاً منا.
 
أما قبر لعازر فكان يكفي أن يضعوا علي مدخله حجراً كبيراً كي لا تنهشه حيوانات التل.الحجر عند قبر لعازر لأنهم يخشون الحيوانات أما الحجر عند قبر المسيح لأنهم يخشون قيامته لأنه سبق و قال لهم أنقضوا هذا الهيكل و أنا أقيمه في ثلاثة ايام..
 
ما جئت لألقي سلاماً 
 
في بداية خدمة المسيح حضر عرس قانا الجليل.لم يكن حضوره مجاملة بل عملاً هاماً و خطوة أولي في الإعلان عن ساعته التي من أجلها جاء ليسفك دمه لأجلنا.هناك أعلن عن نفسه كخالق للخمر.و اليوم أيضاً يأتي إلي مأتم لعازر لا لكي يجامل بل لكي يخطو الخطوة الأخيرة في طريق الفداء.و يعلن عن نفسه كخالق لإنسان من التراب.بل من العفن .
 
لا يأتي المسيح ليلقي تحية و يقول سلاماً كالعابرين في الطريق.بل جاء ليقدم نفسه ذبيح العالم قدام الآب.المسيح في حضوره يترك اثراً كالسيف في حركته فهو يشطر يميناً و يساراً.لا يمس شيئاً إلا و يترك عليه علامة مروره من هنا.المسيح كالسيف.لا يمر علي إنسان دون أن يترك فيه أثراً.فإذا قال أنه جاء ليلقي سيفاً فهو يقصد أنه جاء ليترك أثراً و علامة لا تنمحي في حياة كل إنسان كما يفعل السيف.
 
ظنت الأختان أن المسيح جاء ليلقي نظرة علي حبيبه الراقد منذ أربعة أيام.لم تفهم الأختان أن المسيح جاء ليترك سيفاً .و سيضع علامة مروره علي القبر و علي من في القبر و علي الذين وقفوا أمام القبر و علي كل من يقرأ و سيقرأ هذه الحادثة.هذا سيف المسيح.هذا أثر المسيح في كل أمر ندعوه ليشاركنا فيه.
 
إفعلوا كالأختين مريم و مرثا و إستدعوا المعلم و هو متي جاء يأتي كالسيف فيدخل القلب لا ليميت بل ليحيي.فلا يكون الأمر بعد حضوره كالأمر قبل حضوره.المسيح وحده يصنع الفارق.هو وحده يخترق حتي الحديد. كالسيف يجتاز و لا يعطله شيء.
 
فرق التوقيت بين المساء و الأرض
 
المسيح له المجد طمأن مرثا قائلاً سيقوم أخوك.فأجابت قائلة أنا أعلم أنه سيقوم يوم القيامة.
 
كانت مرثا تعلم أنه سيقوم لعازر يوم القيامة للدينونة.كانت و هي تثق في قيامة الدينونة كمن يحكم علي أخيها بالبقاء في الموت دون أن تدري.أما المسيح له المجد فقد حمل الدينونة عوضاً عن لعازر و عن كل إنسان لذلك لن ينتظر لعازر ليقوم في الدينونة.سيقوم الآن.هذا ما لم يستوعبه أحد .
سيقوم الآن
لأنه لا شيء من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع.لأجل هذا أيضاً في اليوم التالي قال يسوع للجميع و بعضهم كان بالأمس أمام قبر لعازر و نظر قيامته قال المسيح - الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا- الدينونة تم سدادها يجب أن نصدق و نقر بهذا.لذلك صار ممكناً للعازر أن يقوم تاركاً العفن و الفساد الذي ضرب جسده.لأن المسيح حمل هذه الدينونة .كل ما نفعله الآن من خطايا مدفوع ثمنها لذلك ترك الخطية أيضاً أصبح ممكناً الآن مهما كانت بشاعتها و شناعتها.
 
فقط يجب أن نكف عن الخطية و نبادل المسيح حباً بحب بدلاً من حباً بخطية.يجب أن نثق ان المسيح يقصد أنه يريد أن يقيمنا الآن.لا ننتظر يوم القيامة.فالقيامة الآن.التوبة قيامة.و الحب قيامة.و البذل قيامة.و المغفرة للآخرين قيامة.المسيح يقصد القيامة الآن.
 
البعض لا يدرك التوقيت السماوي في عبارات المسيح السماوية فيفهمها بالتوقيت الأرضي.لذلك يعيد المسيح عباراته لكي يؤكد أنه يقصد الآن.فيكرر لمرثا أنا هو القيامة و الحياة.هل تنتظر القيامة ؟؟هي في المسيح وحده.يوم القيامة أصبح يوم المسيح.كن فيه فتجتاز الدينونة.كن في المسيح فتحتويك قيامته بدلاً من أن يحتويك القبر بدونه.
 
كل من لا يدرك مواقيت المسيح يحتويه القبر حتي و لو كان يسير علي قدميه بعد.مواقيت المسيح كلها الآن.وعوده تبدأ هنا في التحقق.عباراته تتم هنا أولاً.لا يوجد في الأبدية شيء لا يبدأ هنا أولاً.في المسيح تبدأ الأبدية فينا و يزول سلطان الوقت الأرضي علينا.أي سلطان الأمور الحاضرة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter