الأقباط متحدون - البخاري يحكم
أخر تحديث ٠٥:٠١ | السبت ٤ ابريل ٢٠١٥ | ٢٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البخاري يحكم

 الجنرال البخاري في نيجيريا
الجنرال البخاري في نيجيريا
مينا ملاك عازر
نجح الجنرال البخاري في نيجيريا في الانتخابات التي جرت أخيراً بفارق يصل لاثنين مليون صوت عن أقرب منافسيه، وصل البخاري لحكم نيجيريا، وهو الذي حكمها من قبل عشرين شهراً بانقلاب عسكري قاده هو إلى أن رحل عنها بانقلاب عسكري مماثل قاده آخر ضده، لم يترك الحكم هو بنفسه كسوار الذهب في السودان وإنما أُطيح به.
 
شهدت فترة قيادته لنيجيريا كل عنف وقمع أمني ضد الجميع، كانت قبضته قبضة حديدية، ورغم بعد المدة الزمنية التي حكم بها نيجيريا إلا أنه عاد ليحكمها وهذه المرة بانتخابات شعبية اختارته رغم ما أُثير حوله عن إمكانية أسلمته البلاد لديانته الإسلامية، وانتمائه لقبيلة الفولاني واحدة من أكبر القبائل النيجيرية،

لكنه نجح بفارق كبير عن أقرب منافسيه، واستطاع كسب ثقة الكثير من الشعب النيجيري وذلك من خلال نجاحه في إيجاد معاونين مسيحيين يعاونوه بجد، الجنرال الذي يبلغ من العمر اثنين وسبعين عاماً ينبه الجميع لعدة حقائق هامة وهي أنه يمكن أن يحكم رجل مسلم بلد أكثر من نصف سكانه مسيحيون، إذن

ليست الهند هي الديمقراطية الوحيدة التي تتيح هذه الفرصة للإخوى المسلمين، كما أن وصول البخاري لسدة الحكم يأتي في سياق وصول الجنرالات بأسنة أقلام الانتخابات لسدة الحكم في الكثير من دول العالم كبوتين والسيسي والبخاري وهادي وغيرهم كثيرين، ما يعني أن الكثير من الشعوب التي تذوق ويلات

الانفلات الأمني تضع كل ثقتها في أولائك الجنرالات ليأتوا لهم بالاستقرار المفقود لأعمال إرهابية في بلادهم، كما أتى الرئيس السيسي برغبة جامحة من جموع المصريين في وضع حد للأعمال الإرهابية وضبط الأمن في الشارع، وإضفاء المزيد من الجدية والصرامة العسكرية على عمل الحكومة، وكذلك

أظن تلك الأسباب قد ينعدم منها سبب إضفاء المزيد من الجدية إلى عمل الحكومة النيجييرية لكن السبب الرئيسي هو الأمن، وهو ما أشار إليه البخاري نفسه حيث أكد أنه سيكون له موقف آخر من الإرهابيين المنتشرين في شمال البلاد كبوكو حرام، وهو ما يطمح به الشعب النيجيري.
 
وصول البخاري أيضاً لسدة الحكم، يؤكد أن عامل الأمن أمر هام لدى الإنسان، فهو قد يتغاضى عن ماضي مظلم لشخص في سبيل أنه يثق في قدرته بإعادة الأمن له والقصاص من أعداء البلاد، كما يؤكد وصوله للحكم أن الدهن في العتاقي، وهي رغم أنها مقولة مصرية جداً إلا أنها ذات مدلول قوي، فلعل اختيار

الشعب التونسي للباجي السبسي في تونس وهو يقترب من الثمانين وها نحن نرى في نيجيريا كل هذا يشير قطعاً لثقة مفرطة في جيل قدامى السياسيين وانعدامها للأسف في جيل الشباب وذلك لأمور كثيرة قد يأتي علينا الوقت لنقاشها ملياً.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter