الأقباط متحدون - شكراً عزيزي الإرهابي
أخر تحديث ١٠:١٠ | السبت ٤ ابريل ٢٠١٥ | ٢٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شكراً عزيزي الإرهابي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
اسمح لي عزيزي القارئ أن أتقدم بخالص التقدير وأسمى آيات الشكر لعزيزي الإرهابي الذي خطط ونفذ لجرائم الشيخ زويد والعريش يوم الخميس الماضي لأنه وطني جداً بحق، يحترم بلاده ويقدرها، وهذا ليس تقليلاً من شأنه بالسخرية منه أو مدحه بما ليس فيه للوصول للقدح، فأنا لا أقدح من يقدر ظروف البلاد الاستثنائية ويحترم مكانتها بين بلدان المنطقة، ولا يمكنني بالتالي أن أتهمه بشيء، فهو رجل وطني ومن معه كلهم وطنيين، يقدرون حرج ظرف البلاد ويعملون على رفعة شأنها.
 
ما مضى من المقال ليس به أي قدر من الهذل، صدقني قد يكون به قدر كبير من الضيق أن يكن ذلك الإرهابي ومن شاركوه عمليته أكثر جدية في عملهم من أُناس يتقاضون أجورهم من بلدنا، وحكومتنا لأمن البلاد ولا يعملون بتلك الأجور، لقد كنت أظن أن انعدام العمليات الإرهابية في وقت كان المتوقع المزيد

منها وضخامتها كأوقات المؤتمر الاقتصادي الداعم لاقتصاد مصر ومؤتمر القمة العربية يرجع لنجاح قوات الشرطة في تأمين البلاد، كنت صدقوني أندهش من هذا التواجد الكبير في مدينة شارم الشيخ والتكثيف الأمني هناك ورغم هذا فأن منطقة شمال سيناء هادئة، كنت أظن ذلك يعود لتفوق أمني، وقلت ما داموا

نجحوا فليستمروا، ما كنت أظن أبداً أن ذلك الهدوء وهذه السكينة لا ترجع لتفوق شرطي ولكن لوطنية إرهابيو هذا الزمان لخمول أو خمود لديهم لأنهم
يقدرون الظروف المؤتمرية في المؤتمرين، ويقدرون أنه لا يجوز ضرب كرسي في الكلوب رغم أنهم كثفوا من هجماتهم قبل المؤتمر الاقتصادي إلا أنهم عدلوا عن هذا إبانه وإبان خلفه مؤتمر القمة.
 
توقفوا عن هذا بخاطرهم أيها السادة، شوفوا أد إيه هما وطنيون! سرقوا سيارة الإسعاف من يوم 20مارس الماضي ولم يستغلوها من يومها حتى الثاني من أبريل الحالي، أكثر من عشرة أيام كان بوسعهم أن يفعلوا أي شيء بها كالذي فعلوه يوم الخميس الماضي لكنهم أبوا أن يحرجوا القيادات الأمنية، وأن يهزوا ثقة المؤتمرين بأمن بلادهم الغالية مصر، وانتظروا إلى أن أفض المولدين وقرروا بقى أن يضربوا بمب، وفعلوا فعلتهم، لكن السؤال ما داموا هم بهذا القدر من الوطنية والولاء للبلاد والحب للعباد، لماذا فجروا تفجيراتهم الأخيرة؟ لماذا هاجموا الأكمنة الأمنية؟ كل هذا لك مطلق الحق أن تسأله، وأنا لي الحق في ألا أجيب، لأني ببساطة أرى أن السؤال الأهم من هذا الغضب الذي مر من مقالي، هو سؤال خطير، لماذا لم تسعى ولم تنجح قوات الشرطة في استعادة

سيارة الإسعاف المخطوفة بقوة السلاح؟ وأين كانت وهي تُخطف بالسلاح؟ وتمر من كل شيء في الدنيا حتى تصل حيث كان مقرر أن تصل لتفخخ؟ أين كانوا وهي تفخخ؟ ألم يكن مؤكداً أنه إن وصلوا لها بل منعوا سرقتها لنجى هؤلاء الشهداء الذين لا ذنب لهم في تقاعس بعض أفراد لا حق لهم في أن يتقاضوا مليم من خير مصر على سبيل الراتب.
 
المختصر المفيد حسبي الله ونعم الوكيل في كل مقصر في أداء واجبه.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter